رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم سعدة.. معركة «الجورنالجي» مع «الشعراوي» والقرار المصيري

إبراهيم سعدة
إبراهيم سعدة

لم تكن معركة بالمفهوم المتعارف عليه، لكنها معركة للدفاع عن حرية الفكر والاعتقاد وحرية الرأي، خاضها الجورنالجي الجريء إبراهيم سعدة ضد الداعية الشيخ الشعراوي، انتهت بقرار حاسم داخل مؤسسة أخبار اليوم.


معركة قصيرة
بدأت تفاصيل المعركة القصيرة بمقال "الشعراوي وأخبار اليوم" وجهه إبراهيم سعدة للشيخ الشعراوي، بعد حوارٍ نُشر للشيخ الشعراوي على صفحات جريدة "الأحرار"، اتهم فيه الشيخ صحيفة الأهرام بأنها أصبحت وكرًا للإلحاد، أما أخبار اليوم فاتهمها بأنها استغلت القضية بينه وبين الكاتب توفيق الحكيم للإساءة إليه، وأنها تحيزت للحكيم.

ومن هنا بدأت معركة الجورنالجي إبراهيم سعدة والشيخ الشعراوي، بعد أن خص الشيخ الشعراوي صحيفة الأهرام برد على حواره الذي اتهم فيه الأهرام بأنها أصبحت وكرًا للإلحاد، فتحدث الشعراوي قائلًا: "إنه من العسير أن أحدثك عن المناخ الذي حدث فيه لقائي مع مندوب الأحرار، لقد كنت مشحونًا عاطفيًا، وأنا لا أبرىء نفسي، ولكن فوجئت بالحوار وما أفزعني هو أن ينشر ما قلته في صحيفة معارضة، لقد قال لي المحرر إنه قادم من أخبار اليوم".

ورفض إبراهيم سعدة المبرر الذي ساقه الشيخ الشعراوي في حواره، وكتب: "لقد أدهشني ما قاله فضيلة الشيخ الشعراوي، فالذي قرأته عنه كان جديدًا بالنسبة ليّ، والمحرر الذي أجري معه الحديث الأول، الذي نُشر في صحيفة الأحرار هو زميل يعمل معنا في أخبار اليوم، وسعى إلى مقابلة الشيخ الشعراوي دون أن يخطرني بذلك، وأجري الحوار، ولم يعرضه على المسئولين عند النشر في أخبار اليوم، فقد فوجئت بنشره في صحيفة أخرى، فقد ظن أن هجوم الشيخ الشعراوي على الأهرام وأخبار اليوم سيكون مبررًا أمامي لمنع النشر، فآثر أن ينشره في جريدة معارضة".

لم يتوقف إبراهيم سعدة عند ذلك، لكنه انبرى متحدثًا عن موقف الشيخ الشعراوي منه فقال "انزعجت كثيرًا لما قاله الشيخ الشعراوي عن موقفي منه، الذي لا يجد مبررًا له"، واحتدم حديث سعدة عن الشيخ قائلًا: "ربما يقصد فضيلته ما نشرته أخبار اليوم حول الخلاف الفكري بينه وبين الحكيم، في أعقاب سلسلة المقالات التي نشرتها الأهرام للحكيم بعنوان "حديث مع الله"، وهي المقالات التي انتقدها فضيلة الشيخ الشعراوي والعديد من علماء الدين".

معركة فكرية
"كان الهجوم على الحكيم قاسيًا وعنيفًا، ولم تتدخل أخبار اليوم في هذه المعركة الفكرية إلا من زاوية واحدة، أعتقد أن فضيلة الشيخ الشعراوي يوافقنا عليها" حسبما قال سعدة، ليؤكد أنه ليس طرفًا في المعركة "فنحن لم نناقش ما كتبه الحكيم، ولم نؤيد ما كتبه إنما كل ما فعلناه هو أننا انتقدنا الذين شنوا حملة ضارية ضد كاتبنا الكبير توفيق الحكيم، واتهموه بكل كبيرة وصغيرة، فشككوا في إيمانه، وأثاروا الرأي العام ضده، وطلبنا من كل طرف احترام الآخر، ومناقشة فكره، لا الطعن في مبادئه ومعتقداته وإسلامه".

وانبري سعدة في الدفاع عن موقف أخبار اليوم مع الكاتب توفيق الحكيم، مؤكدًا موقف أخبار اليوم مما وصفه بالزوبعة، قائلًا "هذا موقف أخبار اليوم من هذه الزوبعة، التي لم نكن نحب أن تطفو أو تثار". 

حرية التعبير
ولم تكن معركة إبراهيم سعدة للدفاع عن رأي أو وجهة نظر لشخص ما، لكن دفاعا عن حرية التعبير واحترام آراء الآخرين، الأمر الذي دفع إبراهيم سعدة، لأن يختتم مقاله بالتكريس لهذه الفكرة، قائلًا: "أخبار اليوم ليست طرفًا في النزاع بين الشعراوي والحكيم، وإنما هي طرف في أي قضية يثار فيها حق الرأي الآخر في أن يعلن رأيه ويحدد موقفه، ويطرح وجهة نظره في حرية وموضوعية، وهو الموقف الذي أثق تمامًا أن عالمنا الكبير فضيلة الشيخ الشعراوي يوافقنا عليه، ويطالبنا بالتمسك به"

ولم يتوقف إبراهيم سعدة عن إبراز وجهة نظره في معركة الشعراوي والحكيم، لكنه أصدر قرارًا، عقب نشر المقال، بمنع العاملين في أخبار اليوم من العمل في صحف أخرى، ومن يخالف ذلك يكون مصيره الفصل الفوري.


الجريدة الرسمية