رئيس التحرير
عصام كامل

«شتاء مطروح طعم تاني».. «أمطار الخير» و«جوزا» النوة القادمة

فيتو

«مطروح يا مطروح يا أجمل مدينة».. لكل بلدة طقوسها وعاداتها الخاصة، وحين يذكر اسم مطروح يأتي في ذهنك البحر وشواطئها الساحرة ومصيفها المتميز، ولم تقتصر الطبيعة الساحرة في مطروح عند موسم الصيف فقط إلا أنها في الشتاء لها مذاق آخر، حيث فرحة الأهالي بالأمطار والعادات التي يتوارثها أبناء مطروح خلال الشتاء.


يطلق أهالي مطروح على فصل الشتاء "أمطار الخير"، حيث إنها تروي مزارعهم وزراعتهم التي تعد مصدر رزق كبير لأهالي مطروح، ويصلي الأهالي في كل عام من شهر أكتوبر صلوات الاستسقاء داعين بهطول الأمطار الغزيرة لروي أراضيهم ومزارعهم، ومع هطول الأمطار يلتقط البعض الصور التذكارية مع شلالات الأمطار من أعلى الجبال فرحين بها.

أمطار الخير
ويستقبل أهالي مطروح «أمطار الخير»، ويبدءون بفتح الآبار وملئها بمياه الأمطار التي يستخدمها البعض في العلاج وآخرون في الحياة اليومية والشرب والبعض الأخر في الإنتاج والبيع من أجل التربح وكذلك الهدايا العينية للضيوف، ويبدأ الأهالي مع بدايات شهر أكتوبر بحرث الأرض لتجهيزها لمياه الأمطار لترويها، وبعد 10 أيام من هطول أول نوة للأمطار يبدأ موسم بذر الحبوب شعيرا أو قمح ويطلق الأهالي على الأرض في تلك الأوقات بـ"أرض صايمة" أي مشبعة بالماء.

النوات
منذ قديم الزمان أطلق أهالي مطروح على نوات الأمطار عددًا من المُسميات بعضها مستمر حتى الآن والآخر اندثر مع مواكبة التكنولوجيا، حيث تطلق على الفترة من 20 من شهر أكتوبر حتى 15 نوفمبر «نوة ثريا»، وبعدها تأتٍ «نوة لاصفير» وهي النصف الأول من شهر ديسمبر، وبعدها «نوة جوزا» مع آخر أيام شهر ديسمبر، و«المرزم» أول 10 أيام من شهر يناير، بينما «النجيمات» باقية يناير حتى بدايات فبراير، و«نوة فورار» هي باقية شهر فبراير.

أشهر المأكولات
وفى الشتاء تشتهر المأكولات الدافئة، وفى مطروح تأتي مأكولات الأرز الأصفر باللحم إلى جانب حلوى «العصيدة» و«المفروكة» الشهيرتين، فضلًا عن أكلة «طبيخة الدشيشة» وهي أكلة اندثرت عند بعض الأهالي لكن يوجد القليل من نجوع الصحراء يطبخها، وهي عبارة عن شعير مطحون يوضع في حلة وبها زيت وملح وطماطم ويوضع فوقهما الماء وتترك حتى تنضج.
الجريدة الرسمية