رئيس التحرير
عصام كامل

«جريمة» ناعوت !


عليك أولا أن تقرأ مقال الأمس قبل أن تقرأ السطور التالية التي نسأل فيها مباشرة: هل الصدفة تقف وراء ما كتبته أول أمس الأستاذة "فاطمة ناعوت" في "المصري اليوم" بعنوان "في المعبد اليهودي بالقاهرة" عن حقوق اليهود في مصر، وأن من هاجروا تركوها "قسرا"، وأنهم تعرضوا "للاضطهاد" و"التعذيب" إلى آخر قاموس طويل من التعاطف مع اليهود الذين تركوا مصر خلال الأربعينيات والخمسينيات والستينيات؟


إن كان صدفة لكنه يتزامن مع مؤامرة خبيثة وشريرة على بلادنا العربية كلها ومصر في القلب والمقدمة.. ألا يستدعي ذلك التراجع والتمهل ثم الإصرار على عدم التبرع للعدو بأي تبرعات مجانية قد تفيده بأي حجم وبأي مقدار وبأي درجة؟

وإن كنا نفرق تماما بين اليهودية كديانة سماوية وبين الصهيونية كحركة سياسية عنصرية، فماذا الحال لو علمنا أن المتكفل الآن بما يسمى "حقوق يهود مصر" هي دولة العدو الإسرائيلي، فكيف الحال إذن؟! تعالوا نرى كيف يتسق ويتفق ويتوافق ما كتبته "ناعوت" مع الأهداف الصهيونية ذاتها.

في نوفمبر 2015 وقبل مغادرة نتنياهو دولة العدو الإسرائيلي إلى باريس قال حرفيا: "إننا نحيي ذكرى طرد اليهود من الدول العربية قبل 68 عاما بعد أن قررت الأمم المتحدة الاعتراف بإقامة دولة إسرائيل"!.. وبالفعل اختاروا الـ 30 من نوفمبر لإحياء ما أسموه زورا "طرد اليهود من البلاد العربية"!، ومنذ 2015 تحتفل دولة العدو بالذكرى كل عام. 

أما المتحدث باسم حكومة العدو وقتها "أوفير جندلمان" قال: "نحيي اليوم ذكرى 850.000 لاجئ يهودي طردوا وهجروا من الدول العربية ومن إيران خلال القرن الـ20"، ولأن القصة طويلة نحاول أيضا اختصارها، ولأن حتى في الاختصار علينا التعرض لتكامل الأدوار لذا يجب أن نذكر ما جرى بعد ذلك بعدة أشهر وتحديدا أبريل 2016.

حيث روت "يديعوت أحرونوت" قصة طرد اليهود من الدول العربية ومصر أيضا، تحديدا وكيف أنه صدر قانون بطردهم في أربعينيات القرن الماضي يقضي بمصادرة ممتلكاتهم في مصر!!.. ورغم عدائنا مع العهد الملكي إلا أن هذا لم يحدث.. ولتتكامل الأدوار يقول "آدم روتير" وهو أستاذ جامعي في دولة الاحتلال بمقال له في نوفمبر 2015 "يديعوت أحرونوت" أيضا بعنوان "هل يعوض اليهود العرب بمليارات الدولارات؟ " ما يلي:

"إنه من الضروري حصول اليهود المهاجرين لأوروبا ومنها لإسرائيل في خمسينيات القرن الماضي على تعويضات مادية نظير ممتلكاتهم المتروكة في البلاد التي سكنوها قبل الهجرة"، زاعما أن الممتلكات اليهودية في مصر امتدت إلى مساحات ضخمة من الأراضي والتي تقدر بنصف حي المعادي! حي المعادي الذي اختار سفراء العدو الإقامة به في القاهرة!

سنستكمل تفاصيل المخطط الذي تصل فيه حجم التعويضات المطلوبة إلى 300 مليار دولار! هكذا بالبلطجة التي يدعمها الإعلام الصهيوني بوسائله الجبارة في كل مكان، والذي يحاول بكل السبل أن يحول هؤلاء من مغتصبي دولة بكاملها إلى مضطهدين ومطرودين ومجني عليهم، قطعا سيسعد جدا بمن يتتطوع من بيننا بدعمه ومساعدته، ويقر ويعترف بحق هؤلاء في ذلك ليمنح من جديد من لا يملك -زورا وبهتانا- حقا لمن لا يستحق!
الجريدة الرسمية