رئيس التحرير
عصام كامل

نبش القبور.. تفاصيل جديدة عن مقتل علي عبد الله صالح في ذكرى رحيله

على عبدالله صالح
على عبدالله صالح

في مثل هذا اليوم الموافق 4 ديسمبر عام 2017، صدم العالم بصور مقتل الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، على يد ميليشيات الحوثي الانقلابية.


كان إلى جوار جثمان صالح، جثة رفيق دربه وأمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، ليمر اليوم الذكرى الأولى لمقتلهما.

منذ تلك الواقعة يعيش اليمن في حالة تخبط، وتحولت أفراح الحوثيين بالنصر على العدو التاريخى لهم، وقتله بدم بارد، إلى لعنة تطاردهم حتى اليوم، بعدما غابت الفرحة عن اليمن السعيد بسبب المعارك الدائرة منذ حينها.

خيانة الزعيم
كواليس مقتل صالح والزوكا، بالرغم من تسريب البعض منها خلال الشهور الماضية، كشف موقع "اليمن العربي" ما وصفها "معلومات خاصة تكشف أبرز الخيانات التي تعرض لها على الرئيس السابق، وتسببت بمقتله هو ونائبه عارف الزوكا".

وأوضح الموقع: أن "أهم تلك الخيانات كانت «على معوضة» مسئول الاتصالات الخاصة بـ صالح، والذي كان أحد المتواطئين مع أنصار الله"، مؤكدة أن معوضة قطع اتصالات عن الرئيس بكافة القبائل التي كانت أعلنت تأييدها لانتفاضته وإعلانه فض الشراكة مع الحوثيين".

وأكد الموقع اليمني أن "منزل معوضة وعلى الرغم من قربه من منزل صالح إلا أنه لم يتضرر كباقي المساكن"، مضيفة أن معوضة كغيره من القيادات المقربة من صالح وضعت بشكل صوري تحت الإقامة الجبرية، في حين الحراسات المتواجدة على بوابة منزله مكلفة بحمايته من أي عمليات انتقامية متوقعة من المقربين من صالح".

وأشار "اليمن العربي" إلى أن "معوضة كان له دور كبير في إقناع القبائل بالتخلي عن صالح مقابل مبالغ مالية ضخمة قدمتها قطر، في سبيل القضاء على صالح نهائيا وإنهاء حقبته".

كما تحدث الموقع، عن الخيانة الأخرى، والتي كانت من مسئول الإعلام في حزب المؤتمر الشعبي العام، طارق الشامي، مؤكدا أنه "كان المهندس الرئيسي لشل عمل المؤسسات الإعلامية التابعة لصالح، ومنها قناة "اليمن اليوم"، وإذاعة "يمن إف إم"، ووكالة "خبر"، فيما تولى مسئولية بث البيانات عبر موقع "المؤتمر نت".

قبر مجهول
وذهب اليمنيون لاسترجاع تفاصيل الحادثة وأصبح الأمر مصدر اهتمامهم الأول على منصات التواصل الاجتماعي، وقد كشف قيادي بارز في جماعة الحوثيين لموقع "الجزيرة نت" القطري عن مكان دفن صالح.

وفي رده عن حقيقة المعلومات المتضاربة التي تتحدث عن عدم دفن جثمان صالح وبقائه في ثلاجة الموتى بعد عام كامل من مقتله، قال "لقد تم دفن جثمان الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح بعد أيام من مقتله ولكن في منطقة أخرى وليس في مسقط رأسه سنحان بالعاصمة صنعاء".

والقيادي البارز وهو أحد أعضاء المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي ورغم طلبه عدم الكشف عن اسمه، رفض أيضا خلال حديثه للجزيرة الإفصاح عن أي معلومات إضافية حول مكان دفن جثمان صالح المقتول على أيديهم، وبرر ذلك بقوله إنهم لا يريدون أن ينبشوا الجراحات أكثر بعد كل ما حدث العام الماضي.

المعلومة ذاتها التي كشفها القيادي الحوثي ألمحت إليها مصادر خاصة في حزب المؤتمر الشعبي العام تحدثت للجزيرة نت وأفادت بأنه من المرجح أن يكون صالح قد دفن في أحد فناءات المستشفيات بالعاصمة صنعاء سرا دون حضور أي شخص من أقاربه أو قيادات حزبه.

عقدة الانتقام
أبرز الأسباب التي جعلت جماعة الحوثي تتصرف مع جثمان صالح وفقا لتلك الطريقة المتحفظة من وجهة نظر الباحث والمحلل السياسي اليمني خالد عقلان، هو أن الجماعة لا تزال مسكونة بعقدة الانتقام لمقتل مؤسس الحركة الحوثية حسين بدر الدين الحوثي في ديسمبر 2014 على يد قوات الجيش اليمني، حيث ظل جثمانه محتجزا بعدها لسنوات لدى نظام صالح.

وهناك سبب آخر بحسب حديث عقلان، يتمثل برغبة الحوثي في طمس حقبة صالح إلى الأبد بحيث لا يكون له أي مزار معروف يذكر الناس بفداحة مقتله على يد حلفائه الذين سلم لهم العاصمة وكل إمكانيات الدولة.
الجريدة الرسمية