رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كواليس حرب «الزيت الثقيل»..فرنسا أطاحت بـ«القذافي» لأجل نفط أفريقيا.. و«ترامب» يلجأ إلى التهديدات و«الرمال» لفرض سيطرته.. بريطانيا تشارك في المخطط.. وتقرير بحثي

فيتو

لا مانع من إسقاط الأنظمة.. تزكية الحروب الأهلية.. إشعال الصراعات، ليس بغرض الاحتلال، لكن هناك هدفا آخر تتطلع إليه الإدارات الحاكمة التي تشعل الحروب، وتدبر المؤامرات وتدعم الانقلابات والانهيارات، هدف يمكن وصفه بـ«عامل الأمان»، والمتمثل في الحصول على مصدر شبه مضمون ودائم للطاقة.


«النفط».. كلمة السر التي يمكن أن تفك شفرات عدد من الحروب التي شهدتها بعض دول العالم، لا سيما دول في منطقة الشرق الأوسط، ولعل التاريخ الذي شهد حرب العراق والصراعات في ليبيا خير دليل على ذلك، ولم يعد الأمر يقتصر على ذلك، بل أصبحت الدول الكبرى تبحث عن بدائل حال انتهاء الثروة النفطية الموجودة بالدول العربية.

لوبي خاص
لوبي خاص يتحكم ويدير صناعة البترول ويسيطر عليها، أبرز أعضائه المملكة العربية السعودية ممثلة في شركة أرامكو، ثم تحل في المرتبة الثانية جمهورية الصين الشعبية، التي تعتبر من كبريات الدول المنتجة للنفط، ولديها 3 شركات تعتبر الأكبر في مجال الإنتاج وهو سينوبك والشركة الوطنية لإنتاج النفط وبترو الصين، ثم إكسون موبايل الأمريكية، ورغم صراع تلك الشركات للحفاظ على احتكارهم للمجال، إلا أن ذلك لن يمنع التنبؤات العديدة حول احتمالية نشوب حرب نفط في المستقبل، وسط نقص المخزون للدول الغنية بذلك المعدن الثري باستمرار، ومحاولات الدول الكبرى التحايل من أجل تأمين نفسها.

وثائق تم تسريبها خلال العام 2017 من بريد وزيرة الخارجية، المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، لكنها لم تظهر للإعلام إلا الأسبوع الماضي، كشفت أن حلف شمال الأطلسي «ناتو» والاتحاد الأوروبي قاد مؤامرة للإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي أو قتله من أجل البترول وفرض النفوذ.

الوثائق التي حملت عنوان «عميل فرنسا وذهب القذافي» توضح أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي كان يخطط للهجوم على ليبيا وتدميرها من أجل الحصول على النفط وتعزيز سيطرة بلاده في المنطقة، وفي الوقت ذاته منع «القذافي» من توسيع نفوذه بالمنطقة.

وبحسب تفاصيل الخطة، فإن فرنسا حشدت أنصارها بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لخلق بيئة معادية ضد «القذافي» وإثارة شعبه ضده، وذلك بعد أن عملوا أن يسعى لجمع الذهب من أجل إنشاء عملة أفريقية ستعرف بالدينار الذهبي وتزويد الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية بها كبديل للفرنك الفرنسي، وقالت مصادر على علم بالأمر أن «القذافي» بالفعل نجح في جمع كمية من الذهب والفضة تبلغ 7 مليارات دولار.

خطة ساركوزي
ضباط المخابرات الفرنسية كشفوا تفاصيل خطة «ساكوزي» لإسقاط العقيد الليبي، وذلك بعد فترة قصيرة من قيام الثورة الليبية ومقتل الأمير السلطان كما كان يُحب أن يلقب، مشيرين إلى أن دول الاتحاد الأوروبي شاركت في تأجيج الصراعات للقضاء على ليبيا خوفا من صعودها في المنطقة وتأثيرها على التأثير الفرنسي في أفريقيا الناطقة بالفرنسية، رغم تحذير العقيد الراحل لأوروبا بأن سقوطه سيؤدي لانتشار المتطرفين بها، وهو ما حدث بالفعل.

العراق
ما حدث مع «قذافي ليبيا» سبق وأن تم مع «صدام العراق»، ويحدث الآن مع سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يستخدم لعبة البترول من أجل الضغط على إيران للتخلي عن برنامجها النووي خوفا من أسلحة تهدد المنطقة، لذلك فرض عقوبات عليها دخلت حزمتها الثانية حيز التنفيذ منذ أيام، وشملت العديد من القطاعات الخاصة بالطاقة والنقل والتجارة والطيران، وتهدف لخفض صادرات الدولة الشيعية من النفط للنصف، وهو ما سيؤدي لانهيار اقتصادها المتدهور من الأساس.

«ترامب» لم يستخدم تلك السياسة مع إيران فقط، لكنه تعامل وفقًا لبنودها مع كبرى الدول المنتجة للنفط، فقد سبق وأن اتهم مرات عديدة منظمة أوبك وأعضاءها، وعلى رأسهم السعودية بالسعي لاستغلال الأزمة والتسبب في ارتفاع الأسعار، وذلك عبر خطابات له بالجمعية العامة للأمم المتحدة أو تغريداته ينشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، محذرهم من أن الولايات المتحدة لن تتحمل ارتفاع الأسعار بعد الآن، وأنها تحمي دول الشرق الأوسط، ولن يتمتعوا طويلا بالأمان من دونها، وهم يرفعون أسعار النفط أكثر وأكثر، مطالبًا إياهم بخفض الأسعار، رغم تأكيدات المملكة وهي من أكبر مصدري النفط في العالم، أنهم يسعون لتعويض نقص إمدادات السوق من النفط الإيراني والفنزويلي والليبي، مؤكدين أنهم لا يمكنهم التحكم في أسعار «الزيت الثقيل».

الرجل الأول
الرجل الأول في البيت الأبيض لديه خطة أخرى لتأمين بلاده حال اندلاع حرب بترول، وهي إنشاء شركات تعمل على استخلاص النفط من الرمال، وبالفعل نجحت إدارته في دعم شركة «بيتروتك» للطاقة والتي أنشأها شاب كيميائي، يدعى فلاديمير بودليبسكي، ويبلغ من العمر 23 عاما فقط، ويصفها البعض بأنها سلاح «ترامب» السري في حرب النفط، وتعمل على استخراج النفط المحسن من الهيروكربونات الموجودة بالرمال دون إطلاق أي غازات، محدثة ثورة تكنولوجية هائلة في مجال الطاقة، وباتت الآن مستعدة لإنتاج 68 مليون برميل من النفط يوميا بقيمة تصل لـ6.2 ميارات دولار.

طريقة استخراج رمل الزيت الثقيل، الموجود بكثرة في مناطق يوتا وكلورداو وايومنج بالولايات المتحدة، وإنتاج النفط منها اختراع حاز على براءة، وآمن ولا يضر بالبيئة، وسيمكن أمريكا خلال الفترة القريبة -كما أكد خبراء بالطاقة ومسئولين بإدارة ترامب- من تصدر إنتاج النفط والتوقف عن استيراده بل وتصديره للعالم.

بريطانيا
بريطانيا هي الأخرى لم تكن بعيدة عن المشهد، حيث تمتلك «لندن» خططًا تسعى من ورائها لفرض سيطرتها على حقول النفط بالشرق الأوسط، وتهدف تلك الخطة وفقا لموقع «أويل برايس» المعني بأخبار الطاقة، أنها تسعى للتعاون ومشاركة وشراء حصص من أكبر شركات النفط بالدول العربية مثل مؤسسة البترول الكويتية وشركة النفط الإيراني الوطني، وإجراء اتفاقيات مع الدول المنتجة للنفط، خاصة في مجال الأسلحة، مثل السعودية، التي زادت نسبة الصادرات إليه الـ175% في عام 2017، لضمان إمدادها بالنفط، إضافة لإرسال جنود للدول التي يتوفر بها النفط وتعاني من الصراعات بزعم حمايتها لفرض سيطرتها عليها، مثل ليبيا.

السلاح
«صفقات السلاح» باتت مظلة للعديد من الدول لتأمين احتياجاتها من النفط، وضمان استقرارها حفاظا على أسعار الثروة السوداء، والتي تأتي تحت مظلة المساعدات العسكرية، مثل الدعم العسكري الأمريكي لكولومبيا، وأعد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام دراسة عن ارتباط صفقات السلاح بالبترول، ووجد أن كمية الأسلحة المستوردة لها علاقة مباشرة بالنفط المصدر.

وأوضح أن فرنسا وأمريكا صدروا أسلحة عام 2017 فقط، بقيمة بلغت 2.6 مليارات دولار، وأن مقدار تجارة السلاح عام 2015 على الأقل نحو 91.3 مليارات وهو ما يوازي ميزانية أوكرانيا.


"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية