رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الوعد» بدير السلطان


بالأمس استيقظت على خبر استيقظ عليه أغلب الأقباط على مستوى العالم إن لم يكن كل الأقباط الأرثوذكس، وهو اقتحام القوات التابعة لـ"الكيان الصهيوني" لدير "السلطان"، ولكن قبل أن أقول رأيي دعوني في البداية أستعرض بضعة مشاهد على مدار التاريخ، لتعرف عزيزي القارئ القصة كاملة.


المشهد الأول:
بعد انتهاء الحرب بين القائد العربي "صلاح الدين الأيوبي" والحملات الصليبية بانتصار صلاح الدين، صار بداخل الأقباط الكثير من الرعب، فكانوا يظنون أن "صلاح الدين" ربما سيقتل منهم البعض، لأنه من الممكن أن يفكر بأن الأقباط كانوا يوافقون على الحملات الصليببية، بالرغم من أنهم شاركوا في الحرب ضدهم، ولكن تفاجأوا برد فعل "صلاح الدين" بإهدائهم دير "السلطان" في القدس، حتى تكون إشارة على أنه لا يفكر في تلك الأمور، وأن العلاقات على ما يرام بين المسلمين والمسيحيين.

المشهد الثاني  ورجاءً التركيز في تفاصيله:
بتاريخ 2 نوفمبر 1917 تم إرسال الرسالة التي حملت في طياتها وعد بلفور، وهو تأييد بلفور والحكومة البريطانية إنشاء وطن لأتباع الكيان الصهيوني، وتم الاعتراف بهم في عام 1948.

المشهد الثالث:
منذ ثلاثة قرون قام مجموعة من رهبان الحبشة الذين تم طردهم من دولتهم، ولم يكن أمامهم سوى أبواب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مفتوحة لهم، وبالفعل تم استقبالهم واستضافتهم في دير السلطان بالقدس لفترة طويلة، ومنهم من استقر هناك، ومازال الدير يفتح أبوابه لكل من يأتي من الحبشة قاصدًا إياه.

المشهد الرابع:
بعد حرب 67 أو نكسة 67 طردت القوات الصهيونية الرهبان الأصليين للدير، كما فعلت سابقًا في أرض فلسطين الحبيبة لتعطي الدير للرهبان الحبشيين، كما حدث في المشهد الثاني، وعد من لا يملك لمن لا يستحق.

المشهد الخامس:
صراعات وقضايا دولية بين الكنيسة القبطية والكيان الصهيوني لرجوع الدير، ورغم الأحكام كان الكيان الصهيونى يتعند في تسليم الدير للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وانتهت بتصريح قداسة البابا المعظم شنودة الثالث بأنه لا دخول لأرض القدس إلا وأيدي المسيحيين في أيدي المسلمين، إشارة إلى أنه لا دخول إلا في حال رجوع الأرض كاملة لنا ولنا هنا تعود على العرب والأقباط.

المشهد السادس:
عدة مرات تحاول مطرانية القدس أن تجري ترميمات في الدير وترفض الهيئات الصهيونية، ولكن تفأجأ الرهبان صباح أمس بقوات الاحتلال تقتحم الدير بالقوة وتحيز للرهبان الحبشيين لتجري تعديلات في الدير وأعمال ترميم دون الرجوع لأصحابه الأصليين.

وكانت الخاتمة، الهجوم على الرهبان بالسب والضرب وكل أنواع العنف والترهيب، كما فعل أجدادهم منذ ألفي عام في السيد المسيح له كل المجد، فكما عذبوا المسيح وعذبوا مارمرقس كذلك زحفوا بجسد الأب مكاريوس الأورشاليمي في ساحة الدير، وضربوا وسبوا بقية الرهبان وأصابوهم.

القضية معروفة منذ القدم، وهي الحرب من من لا يملك لصالح من لا يستحق، وكما وصفهم الإنجيل: "والنور كان بينهم، والظلمة لم تدركه"، إذا كانوا لم يعلموا المسيح وحقيقته كيف سيقدرون أتباعه!، هم شعب غليظ الرقبة، ولكن عدالة السماء موجودة، وفي السماء قاضٍ لا يغفل، وكلمته حتى لو أجلت، تعلن ولو بعد حين.

ولي عتاب وعلي شكر، العتاب على الكنيسة التي لم تصرح بتصريح واحد حتى التاسعة مساءً الرابع والعشرين من أكتوبر وهو يوم الحادث، والشكر للسفارة المصرية في القدس والتي أجرت اتصالات عديدة حتى خرج الأب مكاريوس، وأعلن تضامني مع صاحب النيافة الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي، وأصلي إلى الله أن يعلن مجده، وينصر الجميع، سواء بإنهاء تلك الحرب، أو بدخول المسلمين إلى الأقصى.
Advertisements
الجريدة الرسمية