رئيس التحرير
عصام كامل

اقبضوا على نقيب الفلاحين!


نقيب الفلاحين المحترم "حسين أبو صدام" يدافع عن من يمثلهم.. فلاحي مصر الشرفاء.. هذا حقه وواجبه ونفعله معه وسنفعله معه.. لأنه وهو يفعل ذلك في تصريحات مذاعة ومنشورة في أكثر من وسيلة إعلامية أول أمس الإثنين أكد فيها جميعا أن خمسة من التجار الكبار وصفهم بالمحتكرين بأنهم يقفون وراء ما يجري لسعر البطاطس التي تخطت حاجز الـ 12 جنيها، بل وفي بعض الأماكن اقتربت من الـ 15!


وقال إنهم يحتكرون المحصول الذي يخرج من الفلاح المظلوم بأقل من جنيه واحد للكيلو!

هنا نتوقف ونكون أمام احتمالين لا ثالث لهما.. إما نقيب الفلاحين يقول كلام بغير دليل وهو ما لا نعتقده.. أو هو يعرف الخمسة المقصودين بالاسم.. وهنا كنا نتصور أن تقوم الحكومة بدعوة "أبو حسين" أو حتى يدعوه وزير الزراعة أو وزير التموين أو هما معا إلى مكتبيهما ليناقشا معه الأمر وسبل الخروج منه..

والأهم أسماء المحتكرين الخمسة الكبار.. وهؤلاء لدى الحكومة من قوانين الاحتكار والاستغلال واخفاء السلع الأساسية ما يكفي لمحاسبتهم ومحاكمتهم.. وإن حدث ذلك مرة واحدة فستتحول إلى سابقة مهمة ستجعل أي محتكر يفكر ألف مرة قبل الإقدام عليها مرة أخرى!

أو نقف أمام الاحتمال الأول وان يكون الرجل يريد تقديم أي خدمات لأبناء نقابته حتى لو على حساب استقرار المجتمع وبالدفع بالإشاعات والسلام.. وكما قلنا هذا الاحتمال ضعيف وبنسبة كبيرة جدا يعرف نقيب الفلاحين المحتكرين ممن يعنيهم!

ولكن تبقى الدهشة أن لا أحد في مصر ولا مؤسسة واحدة اهتمت بتتبع أصل الأزمة وأسبابها.. رغم أنها مست سلعة غاية في الأهمية للمصريين وطعامهم المنزلي أو العابر بالمحال والمطاعم.. وكأن لا شيء يجري.. وتدخل وزارة التموين بالعربات المتحركة - ورغم أنه مشكور ومحل تقدير واحترام- لن يجدي.. ليس فقط لأن فرق الأسعار ليس كبيرا جدا حتى لو كان الفرق مهم للكثيرين الذين يحتاجون لكل قرش..

لكن الأهم لأنه لن يستطيع تغطية الأسواق المصرية ولا يصح أن تعمل منظومة كتلك في ظل العبث بالسوق من خلف الستار ممن ينبغي الضرب على رؤوسهم مهما بلغ شأنهم أو امتد نفوذهم!

ولتكن مصلحة المصريين فوق كل اعتبار وخصوصا البسطاء منهم.. ولتكن معاملة أي محتكر كمعاملة أي إرهابي.. سواء بسواء!
الجريدة الرسمية