رئيس التحرير
عصام كامل

«ضفدع السبب في اكتشافه».. أبو سمبل معبد المعجزات

فيتو

قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، إن الملك رمسيس الثاني أحد أهم ملوك الأسرة التاسعة عشرة أقام معبدين في أقصى حدود مصر وعلى بعد ٢٩٠ كم جنوب أسوان في جبل سمي بالجبل الطاهر واستغرق بناء معبده عشرين عاما، ورغم أنه بنى كثيرا من المعابد في كل أنحاء مصر إلا أن معبد أبو سمبل كان معجزة في كل شيء حيث تم نحته كاملا داخل جبل من الحجر الرملي وبمدخله أعظم أربعة تماثيل تمثل الفرعون جالسا بارتفاع عشرين مترا فوق المدخل و٢٢ قردا تهلل لشروق الشمس.



ويتميز المعبد بظاهرة فلكية فريدة لا تتكرر كثيرا، احتار علماء الفلك والعمارة في تفسيرها حتى الآن وهو دخول الشمس مرتين سنويا في توقيت ثابت لا يتغير لمدة محددة في ٢١ أكتوبر وفبراير (تغير إلى ٢٢ أكتوبر وفبراير بعد الإنقاذ) وتدخل الشمس لداخل المعبد لعمق 60 مترا لقدس الأقداس لتنير ثلاثة تماثيل فقط من الأربعة لأن الأله الرابع بتاح هو معبود الظلام.

وأكد "شاكر" أن الملك رمسيس الثاني، أقام معبدا بجوار معبده لأثيرة قلبه وزوجته نفرتاري وجعلها شبيهة بالمعبودة حتحتور ربة الجمال والموسيقى ولم يتكرر ذلك كثيرا أن أقام فرعون معبد لزوجته وقد سبقه أمنحتب الثالث للملكة "تي" في صلب في النوبة.

وظل المعبد مطمورا في الرمال حتى ١٨١٣عندما اكتشفه بالصدفة الرحالة السويسري لودفيج بورخارت الذي كان ذاهبا لاكتشاف منابع النيل وكتب عنه في مذكراته فقط، وقيل أنه سمى بأبوسمبل نسبة للطفل النوبي الصغير الذي دله عليه في عام ١٨١٧م قام لاعب السيرك الإيطالى جيوفانى باتستا بلزوني الذي أتى لمصر ليعرض آله رفع للمياه على محمد على ولكنه عمل في مجال الآثار وقرأ مذكرات بورخارت وكشف عن المعبد وقيل أن الذي دله على مدخله هي ضفدعه خرجت من التل الرملي الذي كان جالسا عليه فظل يحفر حتى وصل لمدخله، وحفر بلزوني ووصل حتى قدس الأقداس وكتب اسمه على الحائط الشمالى له وسرق كثير من القطع الصغيرة منه.

وشاركت في إنقاذ معبد أبو سمبل 50 دولة ومؤسسة بتكلفة ستة وثلاثون مليون دولار ساهمت مصر بـ ١٢مليون منها، دفعت نصفها وشارك في الإنقاذ خمس آلاف عامل ومهندس معظمهم مصريين، رغم تقدم عدد من الدول بمقترحات لإنقاذ المعبد إلا أن فكرة الفنان النوبى أحمد عثمان أبو الروس هي التي نفذت بأن تم قطع احجاره إلى ١٢٠٠ قطعة تراوحت بين ٧ إلى ٣٣ طن بإجمالى ٢٥٠ ألف طن، وتم ذلك بمناشير يدوية وكهربائية وتفكيك الجبل فوقه وتم كل ذلك في ستة أشهر في سباق مع ارتفاع مياه الفيضان والظروف المناخية والمعيشة الصعبة.

وشارك العالم كله في الإنقاذ لدرجة أن إحدى السيدات التي مات زوجها أثناء الحرب العالمية الثانية دفعت كل أموالها وقامت أطفال المدارس في الخارج بالتبرع بما جمعوه في صناديقهم الخاصة، واستمرت حملة الإنقاذ أربعة سنوات من ١٩٦٤ - ١٩٦٨وهى مدة قصيرة جدا بالمقارنة بحجم ما تم من إعادة تركيب المعبد على ارتفاع 60 مترا عن مستوى الفيضان وعلى بعد مائتي متر من النيل.

وفى معجزة هندسية في العصر الحديث تم بناء قبة خرسانية فوق المعبد هي أكبر قبة في العالم بارتفاع ٣٨متر وطول ٦٦ مترا وعرض ٦٠ مترا وسمك ١٤٠ ملم عند المركز ومترين على الجوانب و٣٦٠ جهازا لقياس الزلازل والاهتزازات وفوقها وضع ٦٠٠ ألف طن من الركام الصخري لتكون الشكل الطبيعي الذي كان عليه الجبل قبل النقل، وافتتحه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ٢٢سبتمبر ١٩٦٨.
الجريدة الرسمية