رئيس التحرير
عصام كامل

مش ياباني أصلي (2)


سردت في مقال سابق بعض الملاحظات التي تتعلق بما يواجه أولياء الأمور من مشكلات في العملية التعليمية الخاصة بالمدارس المصرية اليابانية، وأكرر بعض الملاحظات وليس كل الملاحظات، وذلك حرصا على دعم التجربة التي ما زلت أراها نواة حقيقية ليس فقط لتطوير العملية التعليمية، إنما لنقلة حضارية تعيدنا إلى ريادة العالم من جديد، ولست بذلك مبالغا لأني أؤمن بقدرات الإنسان المصري متي أتيحت له الأدوات اللازمة.


ولقد دار بيني وبين الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم محادثة عبر "الواتس آب" قبل أن أشرع في كتابة المقال السابق، وقال إنه يحمل أعباء تنوء بها الجبال وأنه لا داعي للهجوم وللأمانة كان الرجل مهذبا إلى أبعد حد.. لكن الوقت لم يسمح لي بسرد ما دار بينى وبين الوزير في المقال السابق فرأيت أن أسردها في مقال منفصل حتى لا أكون مستغلا لأدبه معي.

وأبدأ هنا بملاحظة ربما تكون هي الأخطر، ففى الأسبوع الماضي أقامت المدرسة المصرية اليابانية بحدائق أكتوبر حفل استقبال للطلاب بحضور أولياء الأمور وخلال الحفل تحدثت الدكتورة "إسراء" مديرة المدرسة مطالبة بعدم سؤال أبنائنا عن يومهم الدراسي، وهنا أتساءل أليس من حق ولي الأمر متابعة أبنائه خاصة في ظل عدم وجود التطبيق الخاص بالمتابعة والتي أعلنت عنه الوزارة وتم تحصيل رسومه بالفعل، فكيف لا يكون لي الحق في معرفة ما حصله طفلي من معلومات؟ ولماذا إذا أتكبد كل تلك المصروفات؟ وكيف يتصرف الأباء والأمهات الذين أجمعوا على وجود رمال بصفة يومية في رءوس وملابس أبنائهم؟ وكيف لي ألا أتابع وأنا أري جرحا في يد ابنتي وتخبرني أن زميلا لها وضع رجله أمامها متعمدا في ظل عدم وجود مدرسة الأنشطة معهم؟ وتركهم دون رقابة؟.

وكيف لي أن أستجيب لطلبات المدرسة الخاصة بالأنشطة؟ رغم دفعي لألفين من الجنيهات خاصة بتلك الأنشطة فقط زيادة عن المصروفات المدرسية والتي يعلم الله وحده كيف دبر كل ولي أمر ذلك المبلغ؟.

وأذكرك هنا بما أعلنته الوزارة من قبل حين فتحت باب التقدم للمدارس اليابانية، فقد أعلنت أنه ليس مطلوبا من ولي الأمر بعد دفع المصروفات سداد أي مبالغ مالية، وأن اليوم الدراسي سينتهي عند الساعة الخامسة، لأن الطالب سينهي واجباته داخل المدرسة، كما في المدارس الدولية، ثم أعلنت بعد التقديم أن اليوم سينتهي في الثالثة والنصف وعند التنفيذ تفاجأنا أن اليوم ينتهي في الثانية والنصف مع إعطاء الطلاب واجبات منزلية.

وهذا يذكرني بذلك التاجر الخبيث حين أراد تعليم ابنه التجارة فقال له: "حين يبتاعك أحد شيئا ويقول لك إن سعره عشرة جنيهات فهو يقصد ثمانية وسيقبل بستة إذا هو اشتراها بأربعة فعليك بدء المساومة من جنيهين".

ثم أين طبيب المدرسة؟

أما عن الزي المدرسي فحدث ولا حرج، فقد تم تسليمه للصف الأول فقط الأسبوع الماضي، ولم يسلم لباقي المراحل، علما أن الصيف قد انتهى مما يعني أن الملابس الصيفية لن يتم الاستفادة منها، فضلا عن رداءة الخامة والتي لا تستحق نصف ما تم تحصيله.

ولقد زادت المدرسة الطين بلة حين قررت أن تكون رسوم الباص الخاص بها خمسة آلاف جنيه، علما بأن جميع الطلاب يقيمون بالقرب من المدرسة طبقا للقواعد التي أقرتها الوزارة بأن يتم القبول طبقا للمربع السكني المحيط بكل مدرسة.

سيدي الوزير:
إن كنت تحمل ما تنوء به الجبال فنحن نحمل مستقبل أبنائنا الذين هم مستقبل بلادنا!
وسؤالي الأخير: هل وزارة التربية والتعليم جادة في تطبيق النظام الياباني الأصلي أم استبدلته بنظام ياباني مضروب؟
ahmed.mkan@yahoo.com

الجريدة الرسمية