رئيس التحرير
عصام كامل

«البطل المجهول».. كيف أنقذ «فني تكييف» طالب فيصل من الموت في 5 دقائق

فيتو

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصرًا أو أقل بقليل، وقتها كان «محمد جمال» الصناديلي الشاب العشريني يتابع عمله اليومي المعتاد في إحدى شركات التكييف، التي تقع أمام مدرسة الشهيد أحمد عبد العزيز الابتدائية في منطقة فيصل بالجيزة.


أصوات استغاثات وصلت إلى أذن فني التكييف اكتشف أن مصدرها المدرسة المقابلة لمقر شركته: "مرة واحدة وأنا واقف سمعت صوت صريخ لسه باشوف فيه إيه لقيت طفل متعلق من شباك الفصل في الدور الثالث وزمايله بيصرخوا عشان حد يطلع ينقذه".

للحظات عجز الصناديلي عن التفكير حاول فتح باب المدرسة والدخول منه إلا أنه كان مغلقا: "لقيت الباب مقفول لكن افتكرت أن فيه جراج خلف المدرسة، ومن هناك طلعت على السور ونطيت دخلت المدرسة، وطلعت جري على الدور اللي فيه الطفل، والحمد لله ربنا قدرني وقدرت أنقذ شادي الطالب صاحب الـ(9 سنوات) في الصف الثاني الابتدائي". 

جهود كبيرة بذلها زملاء شادي للمشاركة في عملية إنقاذه مع فني التكييف: "لما وصلت الدور الثالث ودخلت الفصل زملاء شادي كانوا مرعوبين، وكانوا مش عارفين يعملوا إيه، لكن أول ما مسكت إيديه كلهم مسكوا معايا وقدرنا نرفعه من غير ما يحصل له أي مكروه". 

لم يهتم "الصناديلي" كثيرا بمعرفة ما الذي حدث لمحمد، وعرضَّ حياته للموت: "ما ركزتش أسأل إدارة المدرسة إيه اللي حصل، كل همي كان إنقاذ الولد، والإجراءات دي تخص المدرسة مليش علاقة بيها، وبعد ما خلصت مهمتي عدت لمقر شركتي على الفور". 

مصدر بالمدرسة ــ رفض ذكر اسمه ــــ أكد أن الواقعة حدثت عقب انتهاء الحصة الأخيرة من اليوم الدراسي، مشيرا إلى أن المدرسة بها كثافة طلابية يصعُب على المدرسين السيطرة عليها، خصوصا أن عدد الطلاب في الفصل الواحد يصل إلى 70 طالبا.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه طفل بمدرسة ابتدائية معلقا على أحد شبابيك الدور الثالث، بينما زملاؤه يصرخون، في وقت نجح فيه أحد الأشخاص في إنقاذه من الموت، وأشاروا بشجاعة الشخص الذي أنقذ طفلا صغيرا من الموت.
الجريدة الرسمية