رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العقارب والثعابين تهدد حياة المرممين والأثريين.. وبدل المخاطر عدة جنيهات

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

يمثل بدل المخاطر الذي يتقاضاه الأثريون والعاملون بوزارة الآثار من مرممين وأفراد أمن، وخصوصا في الأماكن النائية والخطرة، أزمة كبيرة لدى هؤلاء العاملين، حيث يبلغ نحو 17 إلى 50 جنيها تقريبا، في حين أنهم يتعرضون لمخاطر لدغ الثعابين والعقارب، التي تم قتل اثنين منها بمدرسة الحفائر بتل أبو مندور برشيد وبعض الأمراض الخطيرة.


وطالب العاملون بوزارة الآثار، مرارا وتكرارا، وزير الآثار بضرورة رفع بدل المخاطر، ولكن الإمكانيات المادية للوزارة لا تسمح بذلك.

قيمة بدل المخاطر
ممدوح عودة، مدير عام إدارة الأزمات والكوارث بوزارة الآثار، قال إن بدل المخاطر الذي يحصل عليه الأثريون الآن هو والعدم سواء، وهي 40% من بداية مربوط الدرجة المالية المعين عليها الأثرى، بمعني أنه على سبيل المثال الدرجة الأولى بداية المربوط 97 جنيها، يحصل الأثرى على 40% من الـ97 جنيها، والمدير العام على درجة (كبير) يأخد 39 جنيها بدل مخاطر، وهذه تعتبر جريمة في حق الأثريين.

وأضاف عودة لـ"فيتو" أنه على الجانب الآخر موظف المالية يأخذ 70% من الراتب الأساسي، أو أكثر بمعني أنه لو الأساسي له 1000 جنيه يحصل على 700 جنيه بدل مخاطر.

نوع المخاطر
وأوضح عودة أن الأثريين يتعرضون للعديد من المخاطر، أهمها التعرض للغازات والأبخرة السامة أثناء أعمال الترميم، مما عرض الكثير من أخصائيي الترميم إلى سرطان الكبد والفشل الكبدي والكلوي وأمراض التنفس والأمراض الصدرية، بالإضافة إلى التعرض المباشر للإرهابيبن ولصوص الآثار وحوادث السرقة للآثار كثيرة جدا، بالإضافة إلى السقوط من أعلى السقالات الخاصة بأعمال الترميم.

وأشار عودة إلى أن هناك العديد من أخصائيي الترميم استشهدوا أثناء العمل بالقلعة والهرم وغيرها من مواقع العمل، كما استشهد أحد الأثريين أثناء الهجوم على متحف ملوي بالمنيا.

وتابع عودة: "يتعرض الجميع إلى العديد من الأمراض، وللأسف بدل المخاطر لا يوازى 1% من المخاطر التي يتعرض لها الأثريون.

وطالب عودة بزيادة بدل المخاطر إلى 80% من الراتب الأساسي الذي يتقاضاه الأثري، وهي نسبة عادلة لو تم صرفها للأثريين؛ نظرا لما يتعرضون له من مخاطر.

70 قرشا يوميا
الباحث الأثري سامح الزهار أضاف: إن ما يتقاضاه الأثري بوزارة الآثار من بدل للمخاطر التي يتعرض لها أثناء العمل من إصابات بالغة أودت بحياة عدد كبير من العاملين بالوزارة، هو نحو 70 قرشًا يوميًا.

وأشار إلى أنه لا يتعجب من هذا الرقم الهزلي في ظل تدني الأجور بالوزارة، ومستحقات العاملين بها التي لا تمثل شيئا في قائمة أولويات المسئولين المعنيين بالأمر.

مخاطر الزواحف
وأوضح الزهار أن مهنة الأثري من أكثر المهن التي يتعرض رجالها إلى إصابات العمل، منها على سبيل المثال لا الحصر إصابات العيون والصدر والجهاز التنفسي، نظرًا للتعامل في أجواء غير صحية في بعض المواقع، بالإضافة إلى عدم توفير وسائل الأمان للمرممين، ما أودى بحياة عدد منهم سقوطًا من أماكن مرتفعة، بالإضافة إلى أن أغلب مواقع الحفائر ينتشر بها الزواحف السامة والثعابين، التي أضرت بعدد كبير من الأثريين في مواقع عملهم.

واستطرد الزهار، قائلا: "لا أستطيع إلا مناشدة وزير الآثار أو رئيس الوزراء برفع بدل المخاطر للعاملين بوزارة الآثار، فالمشكلة المادية أكبر بكثير من بدل المخاطر، فهناك أكثر من عشرين بدلا لا يتم صرفها، وهذا يوضح ويثبت جليًا قيمة الآثار ورجالها في أعين المعنيين بالأمر".

تأثير المواد العضوية
وقال الباحث الأثري أحمد عامر: إن بدل المخاطر الذي يصرف للأثريين غير مناسب بالمرة، ولا يتناسب مع ما يتعرضون له من مخاطر في أعمال الترميم والحفائر، فنجد أخصائي الترميم وفني الترميم يتعرض لمخاطر شديدة، وذلك جراء استخدامهم مواد عضوية وكيميائية شديدة الخطورة، ممكن أن تسبب لهم كوارث، كما أنهم يتعاملون مع بعض الآثار ذي الارتفاعات المرتفعة، ويتسلقون سقالات للقيام بذلك الأعمال الخطرة.

وأشار "عامر" إلى أن مفتشي الآثار بالمناطق الأثرية يتعرضون لمخاطر كثيرة، وتحديدا الذين يقومون بالمرور على الأماكن الأثرية والتلال التابعة للهيئة للوقوف على وجود حالات تعدٍ من عدمه.

وشدد الأثري على صرف بدل المخاطر على الأساسي، وليس مربوط الدرجة أسوة بجهات حكومية أخرى، وقال:" نجد الكثير من الوزارات الأخرى تسعى لتحسين أوضاع العاملين بها، تحديدا من النواحي المادية وذلك حتى يتسنى لهم القيام بأعمالهم على أكمل وجه".

وشدد عامر على ضرورة رفع بدل المخاطر ما بين 400 إلى 500 جنيه، حيث إن الأثريين يحرسون آثارا لا تقدر بثمن، وأعمالهم لا تقل عن ضباط الجيش والشرطة والقضاء، فلو ضاعت الحضارة ضاع معها تاريخ أمة بأكملها.

ومن جانبه، قال الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية لترميم الآثار: أنا شخصيا تضررت، وأصبت بالتهاب رئوي حاد بسبب استنشاق أبخرة بعض المواد الكيميائية بكميات كبيرة، وكذلك في معبد سرابيط الخادم، وكان أول فريق ترميم مصري يصل إلى المعبد ويقوم بترميمه، حيث يقع فوق جبل يرتفع 4 آلاف قدم عن سطح البحر، وفي إحدى المرات كدت أسقط من أعلى الجبل أثناء صعود الجبل من أحد الممرات الضيقة، وكنا نشرب من مياه الأمطار المخزنة بالمعبد وما تحتويه من ملوثات، وهذا المعبد كان منجما لتعدين الفيروز بسيناء، وتمكنا من إعداد سور لصد الرياح عن معبد سرابيط الخادم للمحافظة على أعمدته، وما تحويه من معلومات أثرية كانت مهددة بالاندثار".
Advertisements
الجريدة الرسمية