رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس لجنة الفيروسات الكبدية: الدولة تنفق 3.5 مليارات جنيه سنويا على «فيروس سي» فقط

فيتو

نتوقع إصابة مليوني مواطن بأحد الأمراض الأربعة

الكشف والعلاج والمتابعة مجانية.. و260 مليون دولار ميزانية «100 مليون صحة»


القطاع الصحي.. واحد من أهم الملفات التي استطاعت القيادة السياسية، خلال الفترة الماضية، تحقيق إنجازات حقيقية فيها، بدءا من مبادرة علاج فيروس سي، مرورًا بمبادرة «قوائم الانتظار» التي بدأت وزارة الصحة في تنفيذها منذ عدة أسابيع، وصولًا – وليس انتهاء- بالمسح الطبي الشامل، الأكبر في تاريخ البشرية الإنسانية، الذي يتم تنفيذه الآن في محافظات مصر للكشف على أكثر من 50 مليون مصري تحت شعار «100 مليون صحة». 

المبادرة الرئاسية التي بدأت مؤخرًا، ومن المقرر لها أن تستمر 6 أشهر، هدفها الرئيسي التعرف على المصابين بأمراض «فيروس سي، والضغط والسكر والسمنة»، كشف تفاصيلها الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، سواء تلك المتعلقة بطريقة وآلية عمل المبادرة، أو الميزانية التي تم تخصيصها للمبادرة. 

«د. دوس» تحدث أيضا عن الأسباب الرئيسية التي دفعت القيادة السياسية للإعلان عن مبادرة «100 مليون صحة»، وكذا الأهداف التي ترمي المبادرة إلى تنفيذها، كما تطرق إلى موقف المبادرة من الفئات دون الـ18 عامًا الذين تم استثناؤهم من المبادرة الحالية، وكان الحوار التالي لـ "فيتو":


= بداية.. ما الأهداف التي تسعى الحملة القومية للكشف عن فيروس «سي» ومبادرة 100 مليون صحة لتحقيقها؟
الحملة هدفها الرئيسي القضاء على فيروس سي نهائيا من مصر، لا سيما أننا من الدول التي ترتفع بها معدلات الإصابة بالمرض، بخلاف زيادة نسب الإصابات بأمراض الضغط والسكر والسمنة فجاءت فكرة المسح القومي، وطبقا للمسح الصحي الذي أجري عام 2008 كانت نسب الإصابة 14% للأجسام المضادة لفيروس سي، ونسب الإصابات الفعلية وفقا لتحليل"بي سي آر" 10%، بينما تم إجراء المسح في 2015 فانحفضت النسب إلى 4% إصابة مؤكدة بفيروس سي، وسبب انخفاض النسبة يرجع إلى التوعية الأساسية ضد المرض، وتوفير العلاج بالأدوية الحديثة التي أحدثت طفرة في علاج مرضي فيروس سي، ومع ذلك تعتبر النسب مرتفعة مقارنة ببقية الدول، خاصة أن الدولة تنفق ملايين الجنيهات على هؤلاء المرضى لذا جاءت أهمية المبادرة.

= بالحديث عن الإنفاق.. كم تبلغ ميزانية علاج مواجهة «فيروس سي»؟
يتم إنفاق 3.5 مليارات دولار سنويا على مرض فيروس سي فقط، وذلك وفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، على العلاج والتحاليل ومضاعفات المرض وهي مصروفات مباشرة، وهناك مصروفات غير مباشرة، مثل أن المصاب بفيروس سي يعتبر فردا غير منتج وتتأثر به العمالة، وعندما يتم اكتشاف المصابين وعلاجهم مبكرا لا يصل المريض إلى مضاعفات المرض ومنها الفشل الكبدي والأورام.

= حدثنا عن إستراتيجية العمل بالمبادرة؟
المبادرة سيتم تنفيذها على مراحل في مدة زمنية قصيرة لجميع المراحل العمرية فوق 18 سنة، المرحلة الأولى تشمل 9 محافظات ومستهدف منها فحص 17 مليون مواطن، بينما المرحلة الثانية تمتد من ديسمبر حتى يناير وفبراير 2019 وتشمل 11 محافظة، والمرحلة الثالثة تطبق في آخر شهرين وهما مارس وأبريل.

= صراحة.. هل ترى أن هذه المدة ستكون كافية لفحص 52 مليون مواطن؟
السبب في تحديد المدة يرجع إلى الرغبة في الحشد، وهي بالفعل قليلة، وتحتاج إلى مجهود عمل جبار على الأرض، لكن الوقت الضيق أفضل من توسيع المدة ينزل عدد قليل من المواطنين، مع الأخذ في الاعتبار أن الخطة كان مقررا لها أن تنفذ خلال عام، بينما رأى الخبراء أن المواطنين سوف يستجيبون للأوقات القليلة، وخير مثال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، حيث يتم تطعيم ما يقرب من 9 ملايين طفل في 5 أيام، ورغم المجهود الصعب فإننا نرجو أن نحقق أفضل النتائج.

= كم يبلغ عدد فرق العمل المشاركة في المبادرة؟
هناك 5 آلاف شخص يعملون تحت مظلة المبادرة، تم تقسيمهم في هيئة فرق، وكل فريق مكون من 3 أعضاء (طبيب، تمريض، ومدخل بيانات)، وكل فريق يستهدف فحص 60 مواطنا في «الشيفت» الواحد لمدة 6 ساعات، وساعات العمل من 9 صباحا حتى 9 مساء.

= ما آلية عمل المبادرة؟
يدخل المريض مكان الفحص، وتسحب منه عينة دم لإجراء اختبار فيروس سي والسكر العشوائي، ويتم قياس الوزن والطول وكتلة الجسم والضغط، ومن يتم اكتشاف إصابته بأي مرض يتوجه لأقرب نقطة تقييم لوحدة الفيروسات الكبدية أو أي مستشفى عام أو مركزي للعلاج.

= وما الميزانية المقررة للمبادرة؟
يوجد تمويل من البنك الدولي بقيمة 260 مليون دولار للعلاج والكشف، حيث يتم صرف الأدوية مجانا، ولا يدفع المريض جنيها واحدا في كل مراحل الكشف والعلاج، وما على المواطنين إلا التوجه لأماكن الفحص، وقد أصبح الكشف «فرض عين» على كل مواطن مصري، لأنه بالكشف والعلاج لا يحمي نفسه فقط وعائلته، بل يحمي البلد ويزيح عنها عبء الإنفاق الصحي، فضلا عن أن المصاب يمكن ينقل العدوى إلى جميع أفراد عائلته فعليه أن يطمئن على نفسه.

= وهل تتم متابعة المرضى بعد نتيجة الفحص والتأكد من حصولهم على العلاج؟
المريض يحصل على النتيجة في «كارت» إذا كانت سلبية يذهب للبيت وإذا كانت إيجابية يتم توجيهه لأقرب مستشفى ووحدة فيروسات كبدية لإجراء تحليل «بي سي آر» التأكيدي وتحليل فيروس بي، ثم الفحوصات الشاملة والتقييم لصرف العلاج، ويوجد نظام إلكتروني لإدخال بيانات المرضى، ولدينا قاعدة بيانات اللجنة العليا للانتخابات لمن هم فوق 18 سنة، وتحديد إذا كان المريض خاضعا للتأمين الصحي أو يصدر له قرار علاج على نفقة الدولة، ويتم التسجيل على الشبكة الإلكترونية بيانات المريض وموعد ذهابه للمستشفى وسحب العينة، كما يتم إدراج بيان إذا كان بالفعل ذهب للمستشفى أم لا، ونتيجة التحاليل وإذا كان قد بدأ في بروتوكول العلاج أم لا.

= صراحة.. هناك شكاوى عدة من «روتين» صدور قرار العلاج على نفقة الدولة.. كيف ستتغلبون على هذه العقبة؟
حاليا يوجد اختصار للوقت في كل المراحل سواء التقييم أو صدور قرار نفقة لدولة ولا ينتظر صدوره وجميع المرضى المصابين تتم متابعتهم جميعا حتى الشفاء.

= وما الإجراء الذي تتخذه اللجنة في حالة عدم ذهاب المريض للعلاج؟
لو لم يذهب في موعده يتم إبلاغنا ونتواصل معه إلكترونيا من خلال مركز «كول سنتر» للتعرف على سبب عدم ذهابه لتلقي العلاج، لا سيما أنه من حق البلد عليه أن تعرف نتيجة اختباره وسبب عدم ذهابه للعلاج، وإذا كان يواجه مشكلة يتم حلها له وجميع بيانات المرضى سرية، فالهدف من المبادرة ليس اكتشاف الإصابة فقط بقدر العلاج وحماية الآخرين من العدوى.

= ما العدد المتوقع أن يتم اكتشاف إصابته بفيروس سي بعد انتهاء المبادرة؟
متوقع اكتشاف مليوني مصاب بفيروس سي بعد انتهاء المبادرة في أبريل بعد فحص 52 مليون مواطن.

= ما العدد الذي تم علاجه من قبل؟
مليون و800 ألف مريض تم علاجهم وهؤلاء لا تستهدفهم المبادرة.

- وماذا عن المرضى الذين خضعوا للفحص من قبل؟
من خضع للفحص ولم يتلق علاجا يمكن فحصه مرة ثانية، ومن تلقى علاج فيروس سي يمكنه المجيء للمبادرة للفحص ضد بقية الأمراض.

- وهل الكواشف الخاصة بـ«التحاليل» التي تُظهر وجود الفيروس متوفرة وكذلك الأدوية؟
كلاهما متوفر، ولدينا حاليا مخزون 9 ملايين كاشف لتغطية 5 أسابيع، كما أنه بشكل أسبوعي يتم توريد كميات كبيرة تكفي الاحتياجات، كما يوجد تعاون مع صندوق تحيا مصر لتوفير جميع الأدوية الحديثة بأقل تكلفة، والصندوق متكفل بعلاج جميع المصابين المكتشفين خلال المبادرة.

= هل هناك دور لمنظمات المجتمع المدني في المبادرة؟
بالطبع.. يوجد تعاون مع الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، حيث تسهم 2000 جمعية أهلية في توفير وسائل انتقالات وتوفير وجبات للمواطنين.

= المبادرة استثنت الفئات العمرية أقل من 18 سنة.. هل هناك خطة مستقبلية لتوقيع الكشف عليهم؟
في شهر مارس 2019 القادم سيتم إجراء فحص شامل ضد فيروس سي بالكواشف السريعة لكل تلاميذ المدارس في المرحلة العمرية من 12 إلى 18 سنة داخل المدارس جميعهم في شهر واحد، ومستهدف فحص 6 ملايين طالب في كل المحافظات، وتوفير الأدوية لمن يتم اكتشاف إصابته بالمجان بالتنسيق مع هيئة التأمين الصحي.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية