رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سبيل أم عباس.. «كان تاريخًا من جمال فهوى»..الإهمال يسيطر على المزار الأثري.. محافظة القاهرة تؤكد «التطوير مش مسئوليتنا اسألوا الآثار».. ومصير غامض لأشهر معالم العاصمة (صور)

فيتو

حي الخليفة.. واحد من الأحياء القاهرية التي تحتوي بداخلها على «تاريخ مصر»، وفي الوقت ذاته يعتبر الحي مثالًا حيًّا على فشل منظومة القمامة، وكذب أحاديث التطوير والتغيير، فـ«الحي العتيق» الذي يضم بين جنباته العديد من المعالم الأثرية، ومنها على سبيل المثال «سبيل أم عباس» لا يزال يعاني من غياب الرقابة الصارمة على المناطق والمواقع الأثرية، الأمر الذي يهدد التاريخ بـ«الاندثار تحت أكوام الزبالة».


سبيل «أم عباس» آخر تطوير شهده كان في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وكان يتم استغلاله قبل ثورة 25 يناير في تعليم سيدات الخليفة للمهن الحرفية واليدوية، فضلا عن وجود فصول لمحو الأمية.

الإهمال
وبعد أن كان هذا السبيل مكانا لفعل الخير، أصبح يعانى الآن من الإهمال، فالأتربة تكسو زخاريفه لتخفي جمالها، وملأت الشروخ جدرانه، وتم سرقة قطع من السور المعدني الذي يحيط به، كما أن المنطقة المحيطة أصبحت مكانا لتجمع قمامة الأهالي، ورغم انتقال «السبيل» من عُهدة وزارة الثقافة إلى وزارة الآثار، إلا أنه لم يعد لسابق عهده.

وتعقيبًا على الأزمة التاريخية التي يعاني منها السبيل الأثري قال اللواء علاء خليل، رئيس حى الخليفة: الحى مليء بالأسبلة والأضرحة الأثرية، وذلك للطبيعة التاريخية للمكان، وفيما يتعلق بـ«تطوير السبيل» فهذا عمل وزارة الآثار، ولا يقع في نطاق صلاحيات محافظة القاهرة.

وأضاف: حال تراكم أي قمامة بمحيط السبيل، يجب على وزارة الآثار أن تخاطب الحى لرفعها، وذلك حتى يتم التعامل بشكل صحيح دون إلحاق أي ضرر بالأثر، فيتم توضيح كيفية التعامل للحفاظ على السبيل، وفيما يتعلق بصناديق القمامة، فأجهزة الحى كانت قد أزالتها من قبل، لكن أصبحت هذه المنطقة نقطة يقوم أهالي الحى بإلقاء القمامة بها، فتم إعادة وضعها حتى لا تكون القمامة متناثرة بحرم الطريق، إضافة إلى سهولة التعامل مع إفراغ الصناديق عن رفع القمامة من الأرض.

وشدد رئيس الحي على أن الأمر يحتاج إلى رفع وعى الأهالي بعدم إلقاء القمامة بمحيط الأماكن الأثرية، موضحا أن نفس الأمر يحدث عند مسجد السيدة رقية، وكاشفا عن أن متعهدى القمامة المتعاقدين مع هيئة النظافة والتجميل والمحافظة، لا يؤدون الأعمال التي تم الاتفاق عليها ببنود العقد، حيث إنه من المفترض أن يتم رفع القمامة من أمام كل عمارة سكنية، إلا أن هذا لم يحدث لأن كل عقار لا يتفق سكانه في موعد إلقاء قمامتهم، وبالتالى يلقي البعض القمامة في الشارع بدلا من وضعها أمام العمارة ليجمعها المتعهد.

تجدر الإشارة هنا إلى أن «سبيل أم عباس» يتكون من مستويين، الأول تحت الأرض ويضم صهريج الماء الذي كان يستخدم لتخزين المياه، وكان السقاءون يحملونها من النيل في قرب الجلد وقت موسم الفيضان في أغسطس لضمان الحصول عليها دون شوائب، أما المستوى الثانى فكان في منسوب الطريق العام، وهو عبارة عن حجرة ذات ثلاثة شبابيك، ويوجد في صدر هذا السبيل لوحة من الرخام تسمى «الشاذروان» ذات فائدة مزدوجة الأولى تبريد مياه الشرب والثانية تنقية المياه من الشوائب.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية