رئيس التحرير
عصام كامل

تدمير التراث.. خطة إسرائيل لإقامة خط تلفريك بالقدس المحتلة

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

مشروع استيطاني جديد تشرع فيه حكومة الاحتلال على الرغم من تحذيرات الجهات داخل إسرائيل، إلا أن إقرار مشروع "التلفريك" يثير الكثير من الجدل خاصة أنه يشرع ربط القدس الغربية بالبلدة القديمة في القدس الشرقية لتسهيل وصول السياح إلى حائط البراق، وهو ما حذر منه العديد من المهندسون الإسرائيليون كونه سوف يغير الكثير من معالم المدينة.


عواقب وخيمة
مشروع التلفريك الذي شرعت فيه وزارة السياحة الإسرائيلية في مايو الماضي- قبل إعلان نقل السفارة الأمريكية للقدس بيوم واحد- دفع العديد من المهندسين الإسرائيليين من عواقب المخطط الاستيطاني الذي تدفعه بلدية الاحتلال في القدس بالاشتراك مع وزارة المواصلات الإسرائيلية القاضي بإقامة تلفريك في منطقة حائط البراق حيث أكد المهندسون على أن هذا المخطط سيلحق أضرارا بمشهد البلدة القديمة وأنه لن يحل أزمة السير في هذه المنطقة.

خط السير
وتعتزم بلدية القدس المحتلة وحكومة الاحتلال إيداع المخطط لدى لجنة البنى التحتية الإسرائيلية للمصادقة النهائية عليه، وتدفع هذه الجهات الإسرائيلية بتشجيع من المستوطنين المخطط منذ عدة سنوات، من خلال ما يسمى "سلطة تطوير القدس" أيضا.

وبحسب المخطط فإن هذا التلفريك سينطلق من الحي الألماني ويمر عبر بلدتي أبو طور ومستوطنات في القدس المحتلة، ويصل إلى "مركز الزائرين" الذي أقامته جمعية إلعاد الاستيطانية في حي سلوان المحاذي للحرم القدسي، ومن هناك يواصل طريقه إلى محطته الأخيرة في ساحة البراق.

ويصف المبادرون لهذا المخطط أنه "خط مواصلات عامة ويدعون أنه سيحل أزمة المواصلات والوصول إلى البلدة القديمة في القدس".

مخطط خاطئ
وعلى الرغم من دفع حكومة الاحتلال بقوة في هذا المشروع بقوة بقيمة استثمار تتجاوز 40 مليون يورو، إلا أن صحيفة هاآرتس العبرية نقلت عن المهندس موشيه سفاديا الذي يعتبر أحد كبار المخططين الإسرائيليين، قوله إن هذا المخطط خاطئ من الناحية التشغيلية، وكذلك من حيث تبعاته على منظر البلدة القديمة والحفاظ عليها، مشددا على أنه لا توجد سابقة بإقامة مشروع كهذا في مدينة قديمة مثل القدس وفي قلب منطقتها التاريخية.

معارضة دولية
وأوضح سفاديا أنه بعد أن حققت في الموضوع، فإنه لا توجد مدينة تاريخية أخرى في العالم سمحت بإقامة منظومة تلفريك في واجهة حوض منطقة تراثها التاريخي، وحذر من أن مسار التلفريك سيؤدي إلى نشوء معارضة دولية لهذا المخطط.

وأضاف أن الغالبية العظمى من السياح والحجاج المسيحيين يصلون إلى المنطقة بحافلات لأنهم يأتون بمجموعات وثمة شك ما إذا كانوا سيتنقلون بتلفريك بدلا من الاستمرار كالسابق إلى غايتهم النهائية عند باب المغاربة- في ساحة البراق- ولذلك فإن مشكلة توقف الحافلات ستبقى على حالها.

مناطق تاريخية
ولفت المهندس الإسرائيلي خلال التقرير إلى خط سير التلفريك الذي من شأنه أن يدمر العديد من المناطق التاريخية، مشيرا إلى إن مسار التلفريك يمر في عدد من المناطق التاريخية البالغة الحساسية وفي النصف الأخير يحلق بارتفاع منخفض فوق أحياء سكنية بصورة تُحدث ضجيجا ومسا بالخصوصية"، واتهم المسؤولين عن المخطط أنهم عرضوا تصويرا مضللا، وأن قاطراته أصغر مما هي في الواقع.
الجريدة الرسمية