رئيس التحرير
عصام كامل

«سكتك خضرا».. مبادرة «ركنة» للدراجات في شوارع القاهرة (صور)

فيتو

لا تخلو شوارع القاهرة من الدراجات بكافة أشكالها وألوانها وأحجامها، يستقلها الصغير ويتحرك بها الكبير لقضاء «المشاوير»، ومؤخرًا أصبحت الدراجات من أفضل وسائل المواصلات بالنسبة للكثير من المصريين خاصة بعد الغلاء الذي أصاب «جيوبهم» في مقتل ودفع بعضهم للجوء إليها توفيرًا للمال وهربًا من الزحام.



ولكن وبالرغم من أن الدراجات وسيلة سهلة ونظيفة وموفرة إلا أنها لا تزال حتى الآن لا تحظى بالاهتمام الكافى، فلا توجد مسارات لها في شوارع العاصمة، لذا فإن أصحابها يحاولون دومًا الذهاب يمينًا ويسارًا لمفاداة السيارات التي تسيطر على الشوارع مانعة أي وسيلة أخرى من مزاحمتها في حرم الطريق، ولكن لم يكن تحدي السير وسط السيارات المسرعة فقط هي المخاطرة الوحيدة التي تؤرق أصحاب الدراجات، ولكن أيضًا تحدي ترك دراجاتهم في أي مكان في الشارع، ومن هذه النقطة انطلقت فكرة "سكتك خضرا"، المشروع الذي تبنى أمر نشر ثقافة الدراجات في مصر ويحاول جاهدًا حل كل مشكلات أصحاب الدراجات.


خرج مشروع "سكتك خضرا" إلى النور نتيجة بروتوكول تفاهم تم توقيعه في أبريل عام 2016 جمع بين شركاء أربعة وهم: محافظة القاهرة والسفارة الدنماركية بالقاهرة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وجمعية نهضة المحروسة، واستهدف نشر ثقافة ركوب الدراجات بين المصريين خاصة سكان العاصمة باعتبارها وسيلة سريعة ونظيفة وموفرة وذلك من خلال إنشاء أماكن حضارية لـ"ركن" الدراجات، حتى يضمن أصحاب الدراجات الشعور بالأمان أثناء ترك دراجاتهم في شوارع العاصمة.


يؤكد المهندس محمد سامى، مؤسس فريق Go Bike لمحبي الدراجات ومدير "سكتك خضرا"، أن المشروع يهدف في الأساس إلى تحسين البيئة وتشجيع المصريين على ركوب الدراجات، وأن فكرة "الركنات" هي المرحلة الأولى للمشروع وأنه تم اختيار تنفيذها في حيز منطقتى مصر الجديدة ووسط القاهرة لما تتميز به المنطقتان من طابع تراثي وثقافي مختلف، أما اختيار مكان "ركنات" الدراجات في هاتين المنطقتين فقد تم بطريقة علمية وعملية بعد دراسة طويلة ومسح لآراء راكبي الدراجات حول أكثر الأماكن التي يترددون عليها.

أشار محمد سامى إلى أنه تم الانتهاء من تثبيت 100 ركنة في منطقتى مصر الجديدة ووسط القاهرة، 50 ركنة في كل منهما، وذلك بالتعاون مع حي مصر الجديدة وعدد من أحياء وسط القاهرة التي تم وضع ركنات في نطاقها.

وعن صدى الفكرة، أكد محمد سامى على أن أي فكرة جديدة لطالما كان الهجوم هو رد الفعل المبدئى لها، ولكن وبالرغم من وجود مهاجمين لفكرة مشروع "سكتك خضرا" إلا أن هناك مؤيدين ومشجعين للفكرة، وهناك من يجدها عملية وتسهم في الحفاظ على دراجاتهم بدلًا من تركها في أي مكان أو ربطها في إحدى الأشجار أو عواميد الكهرباء، فضلًا عن تسهيل مهمة تحركهم في نطاق المناطق التي تم تنفيذ المشروع فيها.

وأكد محمد أن فكرة المشروع أسهم في نشرها بشكل أكبر مستخدموها الذين وجدوا في "جراج" الدراجات التابع لـ "سكتك خضرا" منفعة، وكان بالنسبة لهم خطوة جديدة نحو نشر ثقافة الدراجات، وبدأ المستفيدون أنفسهم من الترويج للفكرة في محيطهم.


لا يتوقف طموح مشروع سكتك خضرا وأصحابها عند هذ الحد بل يسعون لتوفير أجهزة رياضية في الشارع لتشجيع المواطنين على ممارسة الرياضة والحركة، هذا ما يؤكده محمد سامى الذي يسعى من خلال "سكتك خضرا" أيضًا إلى نشر فكرة إمكانية إنشاء محطات للدراجات وتوفير في كل محطة دراجات يمكن استغلالها لقضاء مشاوير المواطنين ومن ثم إعادتها من جديد إلى المحطات، وكما أن المرحلة الأولى من مشروع "سكتك خضرا" قد تمت وأنجزت وتوالت من بعدها أفكار جديدة فإن مسيرة نشر ثقافة الدراجات لن تنتهى بالنسبة لمديري مشروع "سكتك خضرا" وكذلك سلسلة الأفكار التي تعزز هذه الثقافة في المجتمع المصري.


الجريدة الرسمية