رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: التقدم الكروي لا يأتي صدفة وخذوا العبرة من ألمانيا

زغلول صيام
زغلول صيام
18 حجم الخط

ما حدث مع المنتخب الوطني بالخروج الحزين من المونديال لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بخروج المنتخب الألماني حامل اللقب من الدور الأول، وهو الفريق الذي لم يودع المونديال من الدور الأول منذ عام 1938، ورغم ذلك ورغم الحزن الشديد للجماهير الألمانية خرج الاتحاد الألماني يجدد الثقة في مديره الفني واعتبر ما حدث مجموعة أخطاء لا بد من تداركها.. لم يعتبروها كارثة أو فضيحة لأنها في النهاية رياضة وكرة قدم لا بد فيها من فوز وهزيمة أو حتى تعادل.


لم يخرج أحد ليوصم رئيس الاتحاد الألماني بأنه نصاب أو كذاب ولم يوجه أحد اتهاما لاتحاد الكرة بأنه اتحاد "سبوبة" أو خلافه، ولذلك فمثل هذه المنتخبات تعود سريعا وتعتبر أي إخفاق مجرد كبوة سرعان ما ستنتهي، ولكن لأننا نعشق جلد الذات فلا بد أن نستمر في لطم الخدود وشق الجيوب، وعندما نفيق يكون المونديال القادم على الأبواب، ولم نستعد له والنتيجة الطبيعية الخروج من التصفيات وانتظار عشرات السنين حتى نلحق الركب من جديد.

نعم من حقنا أن نحلم بفريق يدافع بشرف عن مصر ويصل كل مونديال لهذا المحفل العالمي ولكن كيف؟ ونحن نقف عند مرحلة معينة ولا نتحرك من بعدها، نحاول أن نكسر نجومنا ونظهر أسوأ ما فيهم ليصبحوا منبوذين بين الجماهير ولم نتذكر لحظة أمتعونا فيها.

ولكن تركنا كل هذا وجلسنا نتحدث عن شركة راعية وأنها السبب فيما حدث وأنها تسببت في حالة فوضى داخل معسكر المنتخب ونسوا أو تناسوا أن الشركة وفرت لبن العصفور للفريق الوطني وذللت كل العقبات، والجميع يعلم حجم صعوبات السفر في أفريقيا ولكن تناسوا أن المنتخب أصبح له طائرة خاصة تنقله لأي مكان بسهولة ويسر وكل من لعب في أفريقيا يدرك هذه المشكلة وهي الشركة نفسها التي ساعدت الإعلاميين على أداء مهمتهم على أكمل وجه (ولست منهم) وفي النهاية أصبحت هي المتهم الأول.

في كل الدول المتقدمة يتجاوزون لحظات الإنكسار ويفكرون فيما هو قادم، ونحن نقف "محلك سر" سنوات حتى ندرك أن الأمر انتهى وعلينا الاستفادة من الانكسارات.

وأزعم أن المهندس هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، الذي تعرض لطعنات كثيرة بعد الخروج هو الوحيد من أعضاء الـ«فيفا» الذين لم تشوبه شائبه رغم الخروج المهين لعدد كبير من أعضاء الـ«فيفا»، ولكن دائما نحارب النماذج الناجحة رغم أن هناك من كان يفتخر بأنه فرد أمن في مونديال وآخر يعمل فرد عادي في لجنة، ولكن لدينا عضو مكتب تنفيذي تعرض لحرب ضروس من أجل إبعاده لأنه لا يجب أن يكون لمصر عضو في أكبر محفل عالمي.

أتمنى أن ينتهي الأمر سريعا وإذا كانت هناك مخالفات فمكانها المناسب هو مكتب النائب العام، أما هواة الشهرة الذين يتقدمون ببلاغات للنائب العام كل هدفهم أن يلفتوا النظر إليهم وللأسف إعلامنا يفسح لهم الطريق بنشر بلاغاتهم (الأونطة) لأنهم ليس لهم علاقة بكرة القدم.

أتمنى أن تزول الغمة سريعا لأن أمام المنتخب تحديات سريعة جدا في المرحلة المقبلة وعلينا تداركها قبل أن نعض أصابع الندم حزنا على ما فات.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية