رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال جامعة المنوفية وتوابعه.. المهزلة!


قبل أن يتحرك المجلس الأعلي للجامعات ليحقق في فضيحة حقوق المنوفية، وما قاله الدكتور هشام البدري أستاذ ورئيس قسم القانون العام بها، والذي أكد فيه بوسائل نشر علنية أنه تعرض لضغوط لتسريب امتحاناته لأبناء أساتذة بالكلية، والتي لم يصدر عنها ولا عن جامعة المنوفية أي بيانات تقول على الأقل ـ على الأقل ـ إن كل ما نشر أو أذيع هو قيد التحقيق أعمالا لمبدأ الشفافية وحق المصريين في المعرفة..


بل والأهم طبعا درءا لأي شبهات تكون ـ تكون ـ قد طالت كلية الحق والعدل والعدالة.. نقول قبل أن يحدث ذلك فوجئنا بالدكتور يحيي جعفر الذي قدم نفسه في برنامج الإعلامي وائل الابراشي باعتباره أستاذا للقانون بجامعة نيويورك، لكنه كان منتدبا للتدريس بجامعة المنوفية، والذي قال "إنه تعرض لضغوط من قبل أساتذة كلية الحقوق بجامعة المنوفية، لمنح أبنائهم الدرجات النهائية في مادته"!

وقال: "ألغوا انتدابي من جامعة المنوفية بسبب رفضي منح أبنائهم الدرجات النهائية في المواد التعليمية، وحرموني من الحصول على مرتبى لمدة 3 شهور" !!

وأضاف: "منح أبناء أساتذة كلية حقوق المنوفية الدرجات النهائية عرف متعارف عليه، وصك موجود بالكلية، ومن يرفض ذلك يتعرض للتنكيل"، مؤكدا: "مستعد للشهادة أمام جهات التحقيق في وقائع منح أبناء أساتذة كلية الحقوق بجامعة المنوفية، وصححت مادة من المواد وأعطيت أبناء عميد الكلية الدرجات النهائية"!

تفرك عينيك لتعيد قراءة ما نشرته "فيتو" نقلا عن الإبراشي ثم تفرك عينيك من جديد لتسأل: ما هذا الذي يجري؟ أي امتحانات تلك؟ في أي كليات تلك؟ في أي جامعات تلك؟ في أي تعليم ذلك؟ وأي أساتذة هؤلاء؟ وأي طلبة جامعيون أبناؤهم؟! وماذا لو كان أحدهم قد تخرج ويشغل الآن موقعا مهما؟!

وحتى لو لم يتخرج أحد منهم، أو لم يشغل موقعا مهما كيف يتابع ويشاهد أبناء الجامعة كلها ذلكن وفي هذا التوقيت؟! وما شعورهم الآن هم وكل طلبة مصر؟! واي طعنة طالت شرفا رفيعا؟! وإن كان وزير التعليم العالي غير قادر لظروف التعديل الوزاري على التدخل فأين مؤسسة التعليم العالي التي ينبغي أن تعمل ذاتيا ومعها هيئات معتبرة كالأعلي للجامعات والذي خاطبناه قبل أيام ؟!

ما يجري خطير ليس فقط لوجود غش وتمييز، وليس فقط لكون الموضوع أصبح علنيا وعلي رءوس الأشهاد، وليس فقط على مبدأ تكافؤ الفرص الذي يشهد تدهورا إلى حدود الانحدار منذ الانفتاح الاقتصادي، وتأثيره على التركيبة الاجتماعية كلها في مصر، إنما على شكل هيئات موقرة وسمعة التعليم الجامعي في مصر!
الجريدة الرسمية