أزمة جديدة بين «الأطباء» وجامعة بني سويف بسبب «العلوم الطبية».. النقابة: تغيير مسمى تخصص الخريجين لـ«أخصائي» مخالف لقانون مزاولة المهنة.. ورئيس الجامعة: من حق الطلاب مقاض

تسببت تظاهرات طلاب وطالبات كلية «العلوم الطبية» بجامعة بني سويف، وما تبعها من أحداث وتصريحات مختلفة من بعض المسئولين، في أزمة جديدة بين نقابة الأطباء والمجلس الأعلي للجامعات.

وجاء ذلك أيضا عقب بيان مجلس الكلية الذي أكد فيه عدم تغيير لائحة الكلية، كما ردد بعض الطلاب، والإبقاء على المسمى الوظيفي للخريجين «أخصائي» وليس «تقني أوفني» كما أشاع البعض، وهو ما لم يرضِ نقابة الأطباء وعقدت النقابة العامة والفرعية ببني سويف، اجتماعًا طارئًا للرد على الأزمة.

نقابة الأطباء
وأكدت النقابة أن تخرج طلاب الكلية بمسمى «أخصائي» مخالف لقانون مزاولة المهنة، «فيتو» تابعت الأزمة منذ بدايتها إلى أن احتدم الموقف المتأزم مؤخرًا بين نقابة الأطباء والمجلس الأعلى للجامعات.

لائحة موحدة
البداية عندما أعلن المجلس الأعلى للجامعات تشكيل لجنة لإعداد لائحة موحدة يتم تعميمها على كليات العلوم الطبية الأربعة بجامعات «بني سويف وطنطا وحلوان والمنوفية»، وخرجت تصريحات من بعض أعضاء اللجنة عن نيتهم تعديل المسمى المهني للخريجين في اللائحة الجديدة ـ من «أخصائي» إلى «تقني» في بعض أقسام الكلية، ونُشرت تلك التصريحات على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فسادت حالة من الغضب بين الطلاب.

تظاهرات الطلاب
ومنذ ما يزيد على أسبوعين، نظم عددًا من طلاب قسم البصريات وعلوم الرؤية كلية العلوم الطبية بجامعة بنى سويف، وقفة احتجاجية، أمام مقر الكلية بشرق النيل، اعتراضًا على ما أثير بشأن تعديل لائحة الكلية، مؤكدين أن التعديل المقترح يغير مسمى الشهادات عند التخرج من «أخصائي» إلى «تقني».

طلاب البصريات
وقال الطلاب المتظاهرون: «اللائحة الجديدة هتدمر مستقبلنا مؤكدين أن اللائحة تمنح الخريجين شهادات تحمل مسمى «تقنى» أي فنى في التخصصات التي يدرسونها على مدى خمس سنوات، فضلا عن تدريب طلاب قسم البصريات وعلوم الرؤية في معهد البصريات بدلا من المستشفيات، مطالبين بإصدار لائحة تضمن حقوقهم.

رد جامعة بني سويف
الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، نفى ما يردده الطلاب عن تعديل أو تغيير لائحة الكلية، وأوضح أن الطلاب الحاليين بالكلية من السنة الأولى حتى الرابعة، يتم معاملتهم على اللائحة التي تقدموا عليها دون أي تغيير أو تعديل أو حذف مسميات «الطلاب فيه حد بيلعب في دماغهم، من حقهم مقاضاتي إذا غيرت في اللائحة التي تقدموا عليها للتنسيق وتم قبولهم»، مشيرًا إلى أن الطلاب رفضوا لقاء قيادات الجامعة وأصروا على حضور أشخاص من خارج الجامعة وهو ما نرفضه تمامًا.

وأضاف رئيس الجامعة، أن كلية العلوم الطبية بجامعة بني سويف، هي الأولى على مستوى الجامعات المصرية، وعند إنشائها تم إعداد اللائحة بمعرفة قيادات وكوادر جامعة بني سويف، واستعانت جامعات «المنوفية والزقازيق وحلوان» بلائحتنا عند إنشائهم كليات العلوم الطبية بجامعاتهم، بعد أن أدخلوا عليها بعض التعديلات البسيطة.

وأوضح أن المجلس الأعلى للجامعات يرغب في توحيد اللائحة على جميع كليات العلوم الطبية بالجامعات المصرية، فتم تشكيل لجنة لدراسة وبحث مقترح اللائحة الموحدة، لتطبيقها على الطلاب الجُدد بعد إقرارها من المجلس الأعلى للجامعات، وتوصلت اللجنة إلى بعض التعديلات التي تستهدف جميعها مصلحة الطلاب، منها ما ينص على «التكليف والنقل بين الكليات والتخصص الوظيفي للخريجين».

الأعلى للجامعات ينفي
ونفى المجلس الاعلى للجامعات، في بيان له، ما وصفه بـ«الشائعات التي جاءت على لسان طلاب الكلية» مؤكدًا أن مسمى الخريج كما جاء في اللائحة أخصائي علوم طبية، وكذلك سنة الامتياز إجبارية للحصول على البكالوريوس وليست اختيارية أو تم إلغاؤها.

نقابة الأطباء تعترض
نقابة الأطباء الفرعية ببني سويف، اعترضت على ما جاء بتصريحات رئيس الجامعة وبيان المجلس الأعلى للجامعات، ودعت لعقد اجتماع طارئ، للرد على ما وصفوه بتجاوزات وصلت لحد السب والقذف للأطباء كافة، ولكيان نقابتهم خاصة.

واجتمع مجلس النقابة، برئاسة الدكتور أحمد الشرقاوى، وتم تكليف مستشارها القانوني بتحرير محاضر سب وقذف، ومحاولة إثارة الفتنة والبلبلة، ضد جميع من تجاوز في حق الأطباء ونقابتهم، وضد الكيانات التي أصدرت بيانات تجاوزت فيها حدود الأدب وبيان مدى شرعية تلك الكيانات واتخاذ اللازم تجاه ذلك.

النقابة والجامعات
وطالبت النقابة، في بيان لها، من الجامعات المعنية بحل الإشكال الذي تسببت فيه بتشابه المسمى الوظيفي لخريجي كلية العلوم الطبية مع الأطباء والأخصائيين قبل موعد إجراء الامتحانات النهائية وتخريج الدفعة، ودعوة الأطباء بكادر الجامعة لعدم المشاركة في أعمال الامتحانات، وتحمل الجامعة لمسئوليتها، مشيرة إلى أنه تمت مخاطبة المجلس الأعلى للجامعات بتعديل المسمى الوظيفي لخريجي كلية العلوم الطبية إلى «تقني»، والنص على عدم الترخيص له بالعمل إلا تحت إشراف طبيب.

وأكد مجلس النقابة، أنه سيتم مخاطبة مسئولي المعامل ومراكز الأشعة داخل نطاق محافظة بني سويف التي يشرف عليها أطباء، ومطالبة الزملاء بعدم التعاون مع سواها، حماية للمهنة من التعديات، ولصالح المرضى.

نقيب أطباء مصر
ودعت نقابة الأطباء الفرعية ببني سويف جموع الأطباء بالمحافظة والصحفيين والإعلاميين لحضور الاجتماع الموسع مع مجلس النقابة العامة، بحضور الدكتور حسين خيري، نقيب أطباء مصر والدكتورة منى مينا، وكيل النقابة والدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام النقابة، الإثنين المقبل، بمقرها بنادي أطباء بني سويف على كورنيش النيل.

مجلس جامعة بني سويف
ومع استمرار تأزم الموقف، وإصرار الطلاب على مواصلة وقفتهم الاحتجاجية، ورد الفعل المفاجئ من نقابة الأطباء، عقد مجلس جامعة بني سويف، برئاسة الدكتور منصور حسن، رئيس الجامعة، جلسة طارئة، ليأكد من جديد أن الجامعة تعمل على مصلحة الطلاب وعلى ضمان سير وانتظام العملية التعليمية وأعمال الامتحانات والكنترولات، وأن اللائحة الأساسية للكلية هي اللائحة المعمول بها حاليًا ولم يطرأ عليها أي تغيير.

وأشار الدكتور منصور حسن، رئيس الجامعة، إلى أن التوصيف الوظيفي لخريجي كلية العلوم الطبية التطبيقية من اختصاص الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بالتنسيق مع وزارة الصحة ولا شأن للجامعة التي يقتصر دورها على الناحية التعليمية والتدريبية ومنح الدرجة العلمية.

التوصيف الوظيفي
وأكد رئيس الجامعة، أن بيان المجلس الأعلى للجامعات ولجنة فض منازعات القطاع الطبي، يوضح أن الكلية تمنح درجة بكالوريوس العلوم الطبية التطبيقية «شعبة التخصص» وأن التوصيف الوظيفي كما هو وارد من التنظيم والإدارة طبقًا لقرار رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة رقم 93 لسنة 2015 وهو «أخصائي ـ شعبة التخصص» وأن سنة الامتياز إجبارية للحصول على درجة البكالوريوس وليست اختيارية أو تم إلغاؤها.

موقف الامتحانات
وشّدد رئيس الجامعة، على ضرورة انعقاد الامتحانات في جميع الكليات في مواعيدها المحددة سلفًا والالتزام بتطبيق القوانين واللوائح المنظمة على كل من يتغيب عن الامتحانات أو يرتكب غشًا أو يحدث شغبًا أثناء انعقادها.

كما شّدد رئيس الجامعة، على تطبيق أحكام قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية والقوانين والقرارات المكملة على كل من يرتكب فعلًا مخلًا بنظام الكلية أو المنشآت الجامعية أو تعطيل الدراسة أو التحريض عليها، أو الامتناع المدبر عن حضور الدروس والمحاضرات أو يخل بنظام الامتحان أو الهدوء اللازم له أو إتلاف المنشآت والأجهزة أو المواد أو الكتب الجامعية أو تبديدها، أو الاعتصام داخل المباني الجامعية أو الاشتراك في مظاهرات مخالفة للنظام العام والأداب.

وطالب رئيس الجامعة، من الطلاب ضرورة الفصل بين المطالب المهنية وسير وانتظام العملية التعليمية، مؤكدا على أن الجامعة تقف على الحياد تجاه أي مشكلة تخرج عن نظام العملية التعليمية وأن الجامعة لا تنحاز في هذا الصدد لأي جهة أو نقابة، مناشدة الطلاب بدخول فترة الامتحانات وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تؤثر عليهم وعلى تحصيلهم.