رئيس التحرير
عصام كامل

«مستشار ترامب للأمن القومي».. صقر شرس يعارض الاتفاق النووي الإيراني

فيتو

عيَّن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جون بولتون مهندس حرب العراق والسفير السابق في الأمم المتحدة إبان حكم الرئيس جورج دبليو بوش، مستشارا للأمن القومي، بعد قراره بإقالة هربرت ماكماستر، الذي شكره ترامب بتغريدة على تويتر قائلا: إنه أدى "عملا رائعا".


ولكن من هو مستشار ترامب الجديد للأمن القومي الذي سيباشر عمله في واحدة من أصعب الفترات التي تواجهها العلاقات الخارجية للولايات المتحدة خلال تعامل الإدارة الحالية وعلى رأسها ترامب مع ملفات صعبة لم يخل تناولها من تصريحات خرج بها الرئيس الأمريكي نفسه عن قواعد الدبلوماسية المفترضة.

عاشق القوة
يعد بولتون، من مؤيدي استخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران، وصرح بأن عمله سيكون في ضمان أن يتمتع الرئيس "بمدى كامل من الخيارات".

وبات بولتون مستشار الأمن القومي الثالث لترامب خلال فترة 14 شهرا من وجوده في الإدارة، وسيباشر العمل في منصبه الجديد الشهر المقبل، فيما أصبح ماكماستر الأخير في سلسلة من الشخصيات البارزة التي غادرت البيت الأبيض مؤخرا؛ حيث أقال ترامب الأسبوع الماضي وزير خارجيته ريكس تيلرسون وعين مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مايك بومبيو بدلا منه.

الحاد
خدم بولتون صاحب الشارب الكث، 69 عاما، في الإدارات الجمهورية للرؤساء رونالد ريجان وجورج هربرت بوش (الأب) وجورج دبليو بوش الذي عينه مبعوثا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وانتقد دبلوماسيون بشكل شخصي أسلوبه حينذاك واصفين إياه بأنه حاد جدا.

ساعد بولتون، بوصفه أحد المحافظين الجدد المتحمسين، في بناء ملف امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، الذي كشف لاحقا أنه كان خاطئا، وليس مرجحا أن يكون عدل كثيرا من آرائه ووجهات نظره منذ آخر منصب تولاه في الحكومة، وسبق أن وقف بقوة مع غزو العراق، كما دافع في مقالات صحفية كتبها عن استخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران.

وكان ترامب عين في فبراير من العام الماضي ماكماستر في المنصب خلفا للفريق مايكل فلين الذي أُقيل بعد ثلاثة أسابيع وثلاثة أيام فقط من توليه المنصب، وأقيل فلين حينها بعد إعطاء معلومات مضللة لنائب الرئيس مايك بنس حول اتصالاته بالسفير الروسي بشأن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على روسيا.

وسبق لماكماستر الخدمة في الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، علاوة على عمله بأجهزة حكومية لمكافحة الفساد.

مشاريع واشنطن
عمل بولتون المولود في 20 نوفمبر 1948 سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الفترة الممتدة بين أغسطس 2005 وديسمبر 2006، كعضو معين من قبل الرئيس جورج دبليو بوش، إلا أنه استقال بعد أن انتهت فترة تعيينه، لأنه لم يكن مرجحا أن يحظى بتأييد مجلس الشيوخ الذي سيتولى أغلبيته الحزب الديمقراطي المنتخب حديثا في يناير 2007.

شغل المحامي والدبلوماسي الأمريكي عدة مراكز في الإدارات الأمريكية، في عهد الجمهوريين، كما عمل في معهد المشاريع الأمريكية (AEI)، وهو مستشار لمؤسسة فريدوم كابيتال لإدارة الاستثمارات، كما عمل معلقًا في قناة فوكس نيوز، وكان "معروفا بأسلوبه العدواني".

كما كان محامي مكتب دي سي كيركلاند وإليس للمحاماة في واشنطن العاصمة، وفي عام 2012 كان مستشار السياسة الخارجية للمرشح الرئاسي ميت رومني.

المراكز الفكرية
يشارك بولتون في عدد من المراكز الفكرية ومعاهد السياسة المحافظة سياسيًّا، بما في ذلك معهد إيست ويست ديناميكس، والاتحاد القومي للأسلحة، واللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، ومجلس السياسة الوطنية (CNP)، ومعهد جيتستون؛ حيث يعمل رئيسا للمنظمة، ويوصف بولتون بأنه من المحافظين الجدد، رغم أنه كان يرفض هذا المصطلح.

شارك في العديد من الجماعات المحافظة الجديدة، مثل مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) والمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA) ولجنة السلام والأمن في الخليج (CPSG)، ويعد من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته القوى الكبرى في يوليو العام 2015 لمنع إيران من حيازة قنبلة نووية.

علّّق آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي المخضرم الذي عمل في إدارات ديمقراطية وجمهورية، أنه "مع تعيين جون بولتون، سيكون فريق ترامب للسياسة الخارجية الأكثر تحفظا وأيديولوجية والأقل براجماتية في الذاكرة الحديثة، في وقت تتطلب فيه التحديات على الساحة الدولية الحزم ولكن أيضًا مرونة وبراجماتية".
الجريدة الرسمية