رئيس التحرير
عصام كامل

والدة شهيد كفر الشيخ: أناشد السيسي بمنحي وسام الشهيد ليدفن معي

فيتو

«ابني شهيد حي ومكانه عند ربنا أجمل، وصابرة حتى لقائي به" بتلك الكلمات الباكية بدأت والدة الشهيد مصطفى سمير بدوي، الضابط بإدارة مرور كفر الشيخ، صاحب الـ26 عامًا، الذي استشهد في نوفمبر الماضي، بعدما أطلق شاب النار عليه بشارع الخليفة المأمون بمدينة كفر الشيخ، على خلفية تحرير مخالفة مرورية قيمتها 150 جنيها، ولفظ الضابط الشهيد أنفاسه بمستشفى كفر الشيخ العام، وهو ما دفع عشرات الآلاف من أهالي المحافظة لتنظيم مسيرات سابقة من نوعها للمطالبة بحق الشهيد مصطفى المشهود له بحسن الخلق، الذي قٌتل غدرًا وهو يؤدي عمله.


تقول، منى مصطفى أحمد، مدرس أول لغة عربية، والدة الشهيد مصطفى، لـ"فيتو": "عندما علمت أن قاتل ابني حُكم عليه بالإعدام شعرت بفرحه بعد شهور طويلة من الوجع والقهر وجريت على صورة ابني وقلتله نام وارتاح يا حبيبي حقك رجع، ثم صليت شكرا لله، وأريد أن أقول لمن دافع عن الباطل وعن هذا القاتل اتق الله أن يسلط عليك نفسك وأولادك لأن الله حق ولا يضيع الحق".

وتابعت: "أنا عندي ولدان هما محمد ومصطفى لكن مصطفى هو الأصغر سنًا، وكان صديقي وحبيبي وكان يفهمني من نظرة عيني، ولم يعرف للأذى معنى وطوال فترة عمله لم يضر شخصا أبدًا حتى سواقين التاكسي والتكاتك كان بيحبهم لأنهم غلابة، وكنت دائمًا أنصحه وأقوله خلي بالك يا مصطفى من الناس الفقراء التي بالكاد تجد قوت يومها، فكان يرد عليا قائلًا: "متخافيش يا ماما أنا عمري ما هأذي أي شخص".

وتروي والدة مصطفى لحظة استشهاده، أنها فوجئت بوالده يهرول على السلم مسرعًا ويخبرها أن مصطفى لديه مشكلة في عمله، ولم يكن يعرف حينها أن مصطفى استشهد، حتى فوجئنا بعدها بقليل بأحدى السيدات تكلمني وتخبرني أن مصطفى أطلق عليه النار، مضيفة: "لم أكن أتخيل أن ابني مات أبدًا، وطلعت جريت في الشارع فوجدت سيارة شرطة فقلتلهم ابني فين؟، فطمئنونى لكني وجدت منظرهم غريبًا جدًا فذهبت للمستشفى العام وعيون كل الناس حولي كانت تخبرني أن ابني توفي لكن أنا ما صدقتش فدخلوني لرؤية ابني على السرير كأنه نايم بالظبط، فبقول لزوجي هو ابننا مصطفى مات؟ قالي أيوه مات وانفجر في البكاء فشعرت حينها انني فقدت بصري ولم أعد أرى سوى السواد حولي، وأول مرة أعرف يعني إيه شخص ممكن يتعمي وعيناه مفتوحة؟ فجلست بجوار ابني وكانوا واضعين قطعة قطن على الجرح، وكان وجهه مدور وأبيض.


وناشدت والدة مصطفى الرئيس السيسي أن يعطيها وسام الشهيد لتَضعه على صدرها، قائلة: "أنا عارفة أنه طلب بسيط لكنه سيفرحني جدًا وأتمنى أن أضع وسام ابني الشهيد على صدري حتى ألقاه ويندفن معايا".
الجريدة الرسمية