من يمثل «النور» اليوم؟.. صراع بين المتحدث الرسمي وقيادي سابق بالحزب بسبب التقرب لـ«الصوفية».. شريف طه يطالب بعدم إحماء الصراع بين السلفيين والصوفيين.. وسامح عبد الحميد: كلام مريب ي
ليسوا ملائكة، ولا يمكن اعتبارهم أولياء؛ هكذا يمكننا فهم السلفيين في خلافاتهم، خصوصا عندما تأتى إليهم الكبوات، لتعيد كل منهم إلى رواسب النهر القديم، وهو ما يبدو من تلقف سامح عبد الحميد، القيادي السلفي الأكثر رواجا في الإعلام، والمطرود من «جنة النور»، بسبب اختياره التغريد منفردا، بعيدًا عن المنهج المعلن للحزب، لما يراها سقطة مدوية لشريف طه، المتحدث الرسمي للنور، والذي اختار موقعا إلكترونيا يدار من خارج مصر، للحديث عن ضرورة التقارب بين الصوفية والسلفيين؛ وهو ما يطرح السؤال: من تحديدا يمثل حزب النور في مصر!
بداية الأزمة
كتب شريف طه، المتحدث الرسمي لحزب النور، مقالا مغايرا لمنهج حزب النور، بعنوان كيف نواجه التعصب الأشعرى والصوفي، في موقع سلفي يدار من خارج مصر، وطالب بضرورة إزكاء الاعتدال بين جميع الطوائف الإسلامية، والتعاون فيما يتفق عليه المسلمون بكافة طوائفهم، خصوصا المشاريع الكبرى المعادية للإسلام، وعدم السعي لإحماء هذا الصراع، والثناء وإبراز الجانب المعتدل الذي يمثله الشيخ أحمد الطيب، ومدرسة الأزهر التاريخية التي اتسعت لهذه المدارس بالفعل، مؤكدا أن الخلافات ستبقى- بحكم سنة التداول- تبحث في مجالاتها الدراسية المناسبة، مطالبا بعدم إحياء هذه المعارك وإشغال العامة بها.
قيادي سلفي يرد بعنف
سامح عبد الحميد، بدوره شن هجوما قاسيًا على المتحدث الرسمي لحزب النور، بسبب مطالبة الأخير بعدم إحماء الصراع بين السلفية والصوفية، مؤكدا أنه عبثتْ به السياسة واستدرجه الشيطان لأودية الهلكة، مردفا: المنهج السلفي يُنكر على الصوفية البدع والمنكرات والانحراف في العقيدة، والزيع عن الحق، وما يأتيه بعضهم من الشركيات كدعاء غير الله، والاستغاثة بالأموات، واعتقاد النفع والضر فيمن يسمونهم أولياء. وكل هذه الأمور شرك أكبر يخرج معتقده عن الملة.
وعن مقال شريف طه، أكد القيادي السلفي، أن فيه تمييعا لقضايا قام عليها المنهج السلفي، ويخلط بين المفاهيم، مضيفا: عندنا كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة، وشريف يدعونا لأن نتحلى بنفسية المظلوم وتغليب مصلحة الأمة على الانتصار للنفس، وهذا كلام مُريب لتسويغ الباطل، فإنكارنا على الصوفية لا علاقة له بالانتصار للنفس، بل هو انتصار للشرع.
مخاطر الصوفية من وجهة نظر سلفية
وتابع عبد الحميد هجومه الناري على «متحدث النور»: طه يتهلل فرحًا لأن بعضهم ألحق السلفيين بأهل السنة، فهل نحن في انتظار أحد أن يمُن علينا ويضع اسمنا بجوار الأشاعرة والصوفية، مردفا: بل هم الذين يُخالفون أهل السنة في أمور كثيرة، وإذا كان الاجتماع ونبذ الفرقة يدفعنا لأن نتغافل عن طوام الصوفية؛ فلا مرحبًا بالاجتماع على الباطل.
وأضاف: شريف يخترع أسبابًا لهذا الانزلاق بأن هناك مشاريع كبرى مثل التصدي للإلحاد والعلمانية والروافض ونحوه، وهذا من تلبيس إبليس، إذ إن مخاطر الصوفيين لا تُغفل ولا تُطمس ولا نعتبرها من السفاسف التي يجب أن نتجاوزها، بل علينا أن نجمع بين الحُسنيين، ننكر على هؤلاء وأولئك، فلا مانع ولا تعارض بين مقاومتنا للإلحاد والعلمانية والروافض وبين إنكارنا لموبقات الصوفية.
الثقافة القبورية والصوفية
إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يؤكد أن ما يقوله شريف طه، «متحدث النور» يبتعد تماما عن الفكر «القبوري» وما أسماه "كوكتيل المرجعية الوهابية والتيمية والسلفية الناصرية"، الذين لا يمكن لهم الاقتناع بأن الصوفي عقيدته صحيحة.
وأوضح ربيع، أن التوسل الصوفي للأولياء، نوع من الشرك بالنسبة للسلفيين، بجانب أن السلفية العلمية والجهادية يكفرون «زائري القبور»، إلا لو كانت مثل هذه التصريحات مكيافيلية، وتهدف إلى تقديم سلفيي برهامي بنوع من التواضع، وأنهم لديهم القدرة على احتواء الآخر، وهو أمر لا يمت للواقع بصلة.

