رئيس التحرير
عصام كامل

«بابا نويل» لـ «سطوطة الفنجري»: القدس عربية وترامب دا ابن فقرية

فيتو

كثيرون يسمعون الحكايات عن «بابا نويل».. وكثيرون يؤلفون قصصًا حول الرجل.. ولكن قليلون جدًا من رأوه وتحدثوا معه وجهًا لوجه.. فبابا نويل لا يظهر للعامة من الناس وإنما يظهر لمن يرى فيهم القدرة على توصيل رسالته للبشرية.. وهؤلاء قليلون جدًا ولا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة على مدى حياة الرجل.. والكلام دا مش من عندي أنا.. الكلام دا على لسان بابا نويل نفسه.. فهو من أكد لي أنني خامس شخصية على مستوى العالم يظهر لها بكامل هيئته، ويتحدث معها وجهًا لوجه.


طبعًا كلكم مستغربين من كلامى.. وأنا برضو كنت مستغربة زيكم تماما عندما جمعتنى الأقدار بالرجل الأسطورة المعروف ببابا نويل.. حيث كنت عائدة من عملى بعد منتصف الليل.. وبينما أنا بمدخل العمارة وإذا بي أشاهد رجلا عجوزًا ذا لحية طويلة يجلس على سلم العمارة.. الرجل كان يرتدى عباءة حمراء بشرائط بيضاء.. وعلى رأسه «طرطور أحمر» تتدلى منه كرة صغيرة من الصوف.. حتى الحذاء في قدمه باللون الأحمر.. توهمت للوهلة الأولى أننى أشاهد التلفاز.. فهذه الهيئة ليست غريبة.. إلا أنه فاجأنى بقوله: ازيك يا ست سطوطة يا قمراية.. فوجدتنى أقول له: يا راجل عيب عليك اختشى على دقنك وأنت شبه بابا نويل كده.

قال: وهو بابا نويل مالوش مزاج يعاكس الحلوين ولا إيه.
قلت: لا طبعا يعاكس ونص.. هو يقدر يعمل حاجة غير إنه يعاكس؟! دا أصلا آخره يعاكس.. ما تتلم يا عم الحاج!
قال: الله يسامحك.. أنا فعلا بابا نويل وماكنتش عارف إنى سُمعتى انضربت في السوق كده!
قلت: طب ممكن تعدينى علشان أعرف أخد الأسانسير يا جدو؟!
قال: بس مش قبل أن تأخذي هدية عيد الميلاد بتاعتك!

وهنا أدخل يده في جرابه وأخرج لى ألبوما من الصور رأيت فيه صورى وأنا طفلة وصورا لأبى وأمى وإخوتي عليهم جميعًا رحمة الله وقال لى: طبعا أنتِ ليكى فترة بتدورى على الصور دي ومش عارفة تلاقيها!
وهنا وجدتنى أقبل وجهه وأقول له شكرا بابا نويل أنا مش مصدقة نفسى.. هو فعلا فيه حد حقيقى اسمه بابا نويل؟!
قال: طبعا.
قلت: يعنى حكايات بابا نويل والهدايا بتاعته ماهياش إشاعة ولا مجرد حكايات قبل النوم.. هو أنت بتظهر للصغار والكبار؟!
قال: أنا لم أظهر للبشر إلا 5 مرات طوال حياتى التي تبلغ 1200 سنة.. يعنى أنتِ خامس الذين رأوني بأعينهم يا سطوطة يا بنت الفنجرى!
قلت: اشمعنى بقى.
قال: علشان أنتِ مزة جامدة طحن.. وأنا بحب أهادى الحلوين.. دا بالإضافة إلى أنك كاتبة معروفة.
قلت: بس بابا نويل دا أمريكانى يا عمنا وأنت بتتكلم عربى وبتلاغى أهه!
قال: بابا نويل مصرى ابن مصرى يا بنتى.. اللى في أمريكا دا تقليد.
قلت: يعنى أنت بتظهر في مصر بس؟!
قال: أنا أظهر في كل مكان.. أما إقامتى الدائمة ففى القدس العربية.
قلت: عربية إيه بقى.. دا ترامب أعلنها عاصمة لإسرائيل يا بابا.
قال: دا عند أمه.. القدس عربية وترامب دا ابن فقرية.. وأيامه سودة بإذن الله.
قلت: دا قادر ويعملها!
قال: القدس له رب يحميه.. ونهاية اليهود ستكون على أراضيه.. اطمئنى يا ابنتى ومثل هذا الكلام لا تقوليه.
وهنا اختفى بابا نويل وترك لى ألبوم صور عزيزا إلى نفسى.. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.
الجريدة الرسمية