رئيس التحرير
عصام كامل

أوسم وصفى: «التروس الثلاثة» الطريقة الأفضل للتعافى.. المحاضر ببرامج المشورة والإرشاد النفسى يجزم بأن ثلث المرضى تعرضوا لاعتداءات جنسية في الصغر.. وضعف شخصية الأب من أسباب انحراف الأبناء

الدكتور أوسم وصفي
الدكتور أوسم وصفي

«قبول المجتمع المحيط للشخص المثلى وليس أفكاره هي بداية لعلاجه»، هذا ما أكده الدكتور أوسم وصفي، المحاضر ببرامج المشورة والإرشاد النفسى في مصر وسوريا ولبنان والأردن، والمتخصص في علاج المثلية الجنسية على مستوى العالم، الذي شرح لنا أسبابها وقدم لنا روشتة لكيفية التعافى منها، فضلا عن الخطوات التي يجب على الوالدين اتخاذها للوقاية منها وتلاشى حدوثها منذ الصغر.. وإلى نص الحوار:



> ما تعريف المثلية الجنسية؟
المثلية الجنسية هي مرض اضطراب الهوية الجنسية، ويبدأ في مرحلة الطفولة، ويعنى انجذاب الذكور للذكور أو الإناث للإناث، وليس هناك شخص يولد «مثلي» وإنما يتعرض الطفل لعدة عوامل سلبية أثناء تكوين هويته الجنسية في الصغر بداية من سن عامين.


> وما العوامل التي تؤدى إلى اضطراب الهوية الجنسية؟
ينشأ هذا الاضطراب النفسى لدى الطفل نتيجة 4 عوامل أساسية، العامل الأول يتمثل في غياب الأب أو قسوته أو ضعف شخصيته وعدم قدرته على جذب الابن له، والثانى هو كون الأم شديدة القوة أو النفور من الذكور أو تفرض حماية زائدة على الابن وتشوه صورة الرجل عنده، فيمتنع التحام الابن بأبيه والتواصل معه، مما يزيد من تعلقه بأمه والتحامه وتواجده معها ومع غيرها من الإناث، والثالث والأهم هو أن يكون الطفل بطبيعته رقيقا حساسا ولا يعى الوالدان تلك الحقيقة، في حين يحتاج هذا الولد إلى معاملة خاصة، والرابع هو تعرض الطفل لاعتداءات جنسية كتحرش جنسى من نفس نوعه من أطفال أكبر منه في السن، لأن ثلث المثليين تعرضوا لاعتداء جنسى في الصغر، وما أريد إيضاحه أن وجود عامل واحد من تلك العوامل ليس كافيا لحدوث “المثلية” ولكن اجتماع أكثر من عامل وبشكل قوى هو ما يؤدى لحدوثها.


> وما أسباب تزايد عدد المثليين في الفترة الأخيرة؟
الشيء الذي أريد التأكيد عليه هو أن الشخص المثلى لم يختر أن يكون مثليا، وإنما اجتماع العوامل السابقة دون وعى من الأسرة تسبب في عدم اكتمال الهوية الجنسية النفسية لديه، وعندما يصل إلى مرحلة البلوغ يجد نفسه لا ينجذب للإناث، لأنه توحد معهم بل ينجذب للذكور لأنه لم يتوحد معهم، فالجنس هو الانجذاب للنوع المختلف بيولوجيا ونفسيا، ومن هنا فإن الفصل الشديد بين الذكور عن الإناث في المجتمعات العربية من أهم أسباب انتشار المثلية، فضلا عن بعض القيم التربوية الخاطئة كتهميش دور الأب، ومقولة إن الأم هي المسئولة عن التربية، فالأب الحنون الواعى تقع عليه مسئولية كبيرة في تنشئة الطفل تنشئة سوية وسليمة، هذا بالإضافة إلى زيادة مساحة الحرية المتاحة للشباب في الوقت الحالي، والانفتاح على ثورة المعلومات والتكنولوجيا المسيطرة على المشهد مؤخرا، والأمر مختلف بالنسبة للمجتمعات الغربية حيث القبول المجتمعى لهذه الفئة ساعد كثيرا في انتشارها.


> ما خطتك لعلاج الشخص المثلى للاندماج في المجتمع بالشكل الطبيعي؟
«أنت شخص مننا وزينا» تلك هي البداية والنقطة الفاصلة؛ فعلاج المثلى يبدأ من قبول مجتمعه المحيط له، وأقصد قبول معاناة الشخص وليس الموافقة على أفكاره المثلية، وأعنى بالمجتمع «شلة أصدقائه من غير مكتملى الهوية الجنسية الذكورية والذين يدركون حقيقة مرض هذا الشخص ومعاناته ورغبته في التغلب على أزمته فيبدءون التعامل معه كأنه شخص منهم، فهذا الانفتاح والقبول والمشاركة من الغير يكون بمثابة آلة الرجوع بالزمن إلى الوراء وتحقيق الالتحام النفسى الذي فشل الأب في تحقيقه في الصغر، فيبدأ الشخص المثلى في بناء هويته الذكورية تدريجيا الأمر الذي قد يستمر لسنوات».


> وماذا عن نسب وفرص العلاج من المثلية؟
أعتمد في العلاج على نظرية اسمها” التروس الثلاثة” كل ترس مرتبط بالآخر ارتباطا وثيقا، الترس الأول هو أن يتوقف المثلى تمامًا عن إقامة علاقات جنسية مع الذكور رغبة منه في إنهاء مشكلته، والترس الثانى وهو نفسى بدرجة كبيرة يتعلق بالاتزان والنضوج الوجداني، ومحاولة اكتشاف الذات من جديد، والوقوف على الإساءات والتصرفات السلبية في الحياة بشكل عام، ومحاولة تصحيح المسار وهو أمر يحتاجه كل شخص، وليس من لديه اضطرابات نفسية فقط، وصولا إلى الترس الثالث والأهم وهو بداية الاندماج مع المجتمع المحيط من الآخرين الأصحاء، ومشاركتهم أنشطتهم والانفتاح على الحياة، فالمجتمع ظلم الأشخاص المثليين ووصمهم بالعار دون أن يعى ويفهم أنهم في مشكلة، ويعانون من مرض ليس من اختيارهم، فالمجتمع لديه جهل بحقيقتهم، ولا يدرى أن علاجهم في يد الأصحاء، وأنهم في حاجة للمساعدة وليس الهجوم.


> بعد مروره بتلك التروس الثلاثة هل الزواج يساعده في رحلة العلاج؟
الزواج مفيد للشخص المتعافى من المثلية، ولكن يجب أن تأتى تلك الخطوة في الوقت المناسب، حتى لا تأتى بنتائج عكسية تسبب تراجعا في رحلة التعافي.


> هل نجحت الدراما والسينما في تقديم صورة صحيحة عن المثليين؟ وما مقترحاتك لتحسين تلك الصورة؟
فيلما «عمارة يعقوبيان» و«أسرار عائلية» من أفضل ما قدمته السينما عن المثليين، وفى المقابل هناك أفلام أساءت لهم وأظهرتهم بصورة سلبية في دور «صبى الغازية»، وعلى القائمين على الأفلام أن يكونوا على وعى كامل بمدى المعاناة التي يعيشها مرضى المثلية، للوقوف على حجم المأساة الحقيقية لتصحيح صورتهم وأنهم ليسوا «صيع» أو مستمتعين بالمثلية، أو يمارسونها باختيارهم.


> في النهاية، كيف يكتشف الوالدان ميول طفلهما للمثلية، وكيفية التقويم؟
في السن من ٤-١٤ سنة عادة ما يميل الأولاد للأولاد والبنات للبنات، لو وجدت الأسرة أن الولد يميل بشكل منتظم للبنات واللعب بألعابهن، ويفضل الجلوس معهن مقابل نفوره من صحبة أمثاله من الأولاد، وعلاقته بأبيه ضعيفة، ويرتدى ملابس والدته، فمعناه أنه يتوحد مع الشخصية الأنثوية، وبالعكس مع البنت التي تنفر من مصادقة البنات، وتتوحد مع الأولاد بشكل دائم ومستمر، فظهور تلك العلامات بمثابة «إشارات خطر» ليدرك الأب والأم أن هناك مشكلة ما، والحل يتمثل في خلق جو صحى يساعد على توحد الطفل الذكر مع غيره من الذكور، من خلال تدخل الأب بقوة للاندماج مع ابنه، ومشاركته أنشطته المناسبة لجنسه، وحل المشكلات الأسرية لمنع تكوين العملية المثلية.
الجريدة الرسمية