«شعب ملوش كتالوج».. رغم الظروف الاقتصادية المصريون ينجبون بمعدلات أكبر من أيام مبارك.. الإحصاء يكشف: «ارتفاع خصوبة السيدات أبرز الأسباب.. وثقافة الريف والأمية ضمن القائمة

خلال الـ6 أعوام الماضية زادت الأسعار أكثر من 5 مرات، بجانب أزمة اقتصادية تسببت في ارتفاع نسبة الفقر، وزيادة الأمراض النفسية بين المواطنين وحالات الانتحار بحسب التقارير الحقوقية، لكن هذا لم يمنع المصريين من الإنجاب بمعدلات زادت عن فترة الرئيس الأسبق «مبارك»..

ما سبق أكده تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بالأمس، مشيرًا إلى أن هناك ارتفاعا في عدد سكان مصر من 72.8 مليون نسمة عام 2006 إلى 76.1 مليون نسمة في بداية عام 2009 ليصل إلى نحو 92،1 مليون نسمة في بداية عام 2017 بزيادة قدرها 19،3 مليون نسمة عن بيانات آخر تعداد.

وأوضح التقرير أن مصر شهدت انخفاضًا في معدل الزيادة الطبيعية من 2.1٪ إلى 1.9٪ خلال الفترة «2001-2006»، بينما ارتفع المعدل خلال الفترة «2006-2016» ليبلغ 2.3٪ بزيادة قدرها 0.4٪.


ارتفاع معدل الخصوبة
يرجع أول أسباب زيادة عدد سكان مصر بهذا النمو السريع، إلى ارتفاع معدل خصوبة السيدات، فوفقا للمســـح الديموجرافـي الصحـــى لعــامى 2008، 2014، ارتفع معدل الخصوبة الإجمالي من 3 أطفال لكل سيدة عام 2008 إلى 3.5 أطفال لكل سيدة عام 2014.

اقرأ: الإحصاء: ارتفاع عدد سكان مصر إلى 93 مليون نسمة


العزوة
ومن جانب آخر، يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن التوزيع الجغرافي للريف يغلب على الحضر، والمناطق الريفية يغلب عليها إنجاب المزيد من الأطفال 6 إلى 7 باعتبارهم «عزوة» بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد.

وأضاف في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن القاهرة والجيزة والإسكندرية تكتفي فقط بثلاثة مواليد كحد أقصى لأنهم يملكون ثقافة التربية والنظر إلى الظروف المحيطة لتوفير معيشة جيدة للأبناء، على غرار الريف الذي يرى أن الطفل يولد برزقه بغض النظر عن الظروف، بجانب أنهم سيعاونون أباهم على العمل وجلب الرزق الوفير في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وبالتالي المصريون لن يتوقفوا عن الإنجاب، بل من الممكن أن ينجبوا المزيد إذا لم تضع الدولة قانون يحد من نسبة الإنجاب.

تابع: «الصحة»: زيادة عدد السكان في 20 سنة 30 مليون نسمة

بناء العائلة
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الظروف الاقتصادية والسياسية للبلاد لا تتدخل في معدل النمو السكاني في مصر، فالريف هم النسبة التي تشكل عائقا في مصر لأنهم يعتمدون على كثرة الإنجاب لبناء العائلة.

وأشار في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن أهل الريف معدل تعليمهم منخفض، ونسبة الأمية في محافظات صعيد مصر مرتفعة، وبالتالي هم لا يتحملون تكلفة أعباء الدراسة لهذا يلجأون إلى الإنجاب بوفرة.