«انقسام الصحفيين» بعد دعوة وزير الداخلية لزيارة النقابة.. قلاش: جهل بتاريخ نقابتنا واستخفاف بكرامتها.. عبدالرحيم: لن نسمح بدخوله.. عبدالحفيظ: الأولى تحريك بلاغات الحصار.. وحاتم زكريا: تزيل س

في لقاء جمع عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، واللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، صباح أمس السبت، دعا خلاله الأول وزير الداخلية لزيارة نقابة الصحفيين، وفور نشر خبر الزيارة، انقسمت الجماعة الصحفية بين مؤيد للدعوة اعتبارًا أنها بداية صفحــة جديدة تطوي خلافات الماضي وتعزز سبل التعاون مع الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، وبين رافض بشدة هذه الدعوة وصلت إلى وصفها بـ«الجريمة والعار».

فجائية الزيارة
حراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر عن هذه الحالة التي امتدت إلى أعضاء مجلس النقابة الذين، أكدوا جميعًا سواء كانوا من المؤيدين للدعوة أو رافضين لها، أنهم فوجئوا بزيارة النقيب إلى مقر وزارة الداخلية ودعوته للوزير.

دعوة العار
من جانبه قال الكاتب الصحفي يحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق: «إن أقل وصف يقال، على دعوة وزير الداخلية لزيارة النقابة، إنه استخفاف وجهل بتاريخ النقابة وكرامتها، مضيفًا: الدعوة عار لا يقل عن اقتحام النقابة.

وأضاف النقيب السابق، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: «اقتحام النقابة جريمة لا تسقط بالتقادم، ودعوة وزير الداخلية على هذا النحو من عدم التقدير، والامتهان للكرامة هي أيضًا جريمة»، مردفًا: «نحن نقبل على أنفسنا أن نذهب إلى المحاكم، وتلفق لنا الاتهامات على يد الأمن الوطني، خاصة أننا كنا نعتبره ثمنًا بخسًا في مقابل الدفاع عن الكيان النقابي وكرامة الصحفيين، ولكننا نشعر الآن أن من يوجه لنا الإهانة، هي المؤسسة المنتخبة المسئولة عنا».

دخول على جثث الصحفيين
وتابع: «أربأ بمجلس النقابة أن يسجل في تاريخهم قبول مثل هذه الدعوة، على الرغم من اعتقادي أن النقيب لم يأخذ رأي أعضاء مجلس النقابة بشأنها، وأرى أن الجمعية العمومية مهما كانت اختلافاتها، إلا أن الجميع موحد في موقفنا من الداخلية، مختتمًا: أتمنى من مجلس النقابة نفي هذه الدعوة، وأتصور أنه لن يدخل وزير الداخلية إلى النقابة، إلا على جثث الصحفيين».

تمثيل المجلس
وفي سياق متصل قال جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين: إن دعوة عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين، لا تمثل مجلس النقابة، موضحا أنه لم يخطر المجلس بشيء، سواء كان لقاء وزير الداخلية، أو دعوته إلى مقر نقابة الصحفيين، مؤكدًا أنه أمر مؤسف، ولن يمر مرور الكرام.

رسالة إلى الوزير
ووجه عضو مجلس نقابة الصحفيين، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، رسالة شديدة اللهجة لوزير الداخلية، قائلا: «أنت غير مرغوب فيك، ولن نسمح لك بدخول مقر نقابتنا»، متسائلا: «كيف يتم دعوة وزير داخلية، طالبت الجمعية العمومية في ٤ مايو من العام الماضي بإقالته، بعدما اقتحم مقر النقابة في غرة ذات الشهر، بالمخالفة للمادة ٧٧ من قانون النقابة، الذي يحظر دخول قوات الأمن إلى مقر النقابة، دون إذن من النيابة العامة، بوجود النقيب أو من ينوب عنه؟!».

تلفيق الاتهامات
وتابع: «كيف تأتي هذه الدعوة الكارثية بعد تلفيق الاتهامات ضد الكاتب الصحفي يحيى قلاش، النقيب السابق، وخالد البلشي، وكيل الصحفيين، وضدي ؟!».

اجتماع طارئ
وأضاف عضو مجلس نقابة الصحفيين، أنه سيتقدم بطلب خلال ساعات هو ومجموعة من أعضاء المجلس من ضمنهم محمد سعد عبد الحفيظ، وعمرو بدر، ومحمود كامل، لعقد اجتماع طارئ على خلفية دعوة عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية إلى زيارة النقابة دون علم أعضاء المجلس.

مدير تحرير الأهرام
فيما قال محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين: إن الصحفي عبد المحسن سلامة، زار اليوم وزير الداخلية، بصفته مدير تحرير جريدة الأهرام، وليس بصفته نقيبًا للصحفيين، موضحًا أنه إذا كانت زيارته كنقيب، فكان من الأولى بعد عام من الاحتقان والعداء، أن يتشاور مع مجلس النقابة، ويعرف موقفه.

تحريك البلاغات
وأضاف رئيس لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين، في تصريحات لـ«فيتو»: «كيف تأتي هذه الدعوة ونحن بيننا وبين الوزارة والوزير بلاغات لم يحقق فيها حتى الآن وكان من الأولى أن نطالب النائب العام مجددا، خاصة أننا خاطبناه في ثاني اجتماع للمجلس بتحريك تلك البلاغات المقدمة ضد الوزير، في وقائع محاصرة النقابة ومنع الصحفيين الوصول إليها، والقضية الأكبر اقتحام النقابة».

اعتذار للصحفيين
وتابع: «قبل أن يأتي الوزير للنقابة، يعتذر أولًا للصحفيين عما بدر من رجاله العام الماضي، وبعدها الجمعية العمومية تقرر هل تقبله أم لا»، مؤكدا أن قرارات اجتماع 4 مايو العام الماضي، والمعروفة بعمومية الكرامة، رفضت دخول وزير الداخلية وطالبت بإقالته.

إزالة سوء التفاهم
وعلى الجانب الآخر قال حاتم زكريا، الأمين العام لنقابة الصحفيين، إن زيارة عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين، لوزير الداخلية، أمس السبت، خطوة مهمة لإزالة سوء التفاهم بين الطرفين الذي ساد خلال الفترة الماضية، وبخاصة أن الوزير أشاد بدور الصحافة الإيجابي والبناء في دعم الدولة لمواجهة التحديات الراهنة وتناولها لكل القضايا التي تشغل الرأي العام.

الحرص على التعاون
وأضاف أمين عام نقابة الصحفيين في تصريحات لـ«فيتو»، أن الوزير أكد حرصه على التنسيق والتعاون مع المؤسسات الصحفية والإعلامية كافة، إدراكًا منه بأهمية الرسالة الصحفية، مؤكدًا أن العلاقة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية علاقة تكاملية يجب تعزيزها، للتسهيل على الصحفيين أداء مهامهم لتوعية الرأي العام.

تقدير للصحفيين
وأكد «حاتم» أن قبول وزير الداخلية زيارة نقابة الصحفيين، ما هو إلا تقدير للنقابة والصحفيين ككل، وهذا ما طالب به البعض من أعضاء الجمعية العمومية، ونسعى إلى بداية مرحلة جديدة مع كل مؤسسات الدولة.