اللواء طيار محمد صلاح.. قائد فرقة الانتحاريين (بروفايل)
تحل اليوم ذكري ميلاد اللواء طيار محمد صلاح عارف، أحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، أطلق على دفعته "الانتحاريين" لأنهم قائدي طائرات الهليكوبتر التي تقل ابطال الصاعقة خلف خطوط العدو في سيناء، ويتعرضون للقصف والاستشهاد بسبب طيرانهم على ارتفاعات منخفضة تجعلهم صيد سمين لقوات العدو ودفاعاته الجوية، ورغم ذلك قاموا بواجبهم على اكمل وجه وتحدوا الموت طوال فترة الاستنزاف حتى نهاية حرب أكتوبر المجيدة.
ولد محمد صلاح عارف يوم 14 مايو عام 1946 بحي السكاكيني بالقاهرة، والتحق بالكلية الحربية في أكتوبر 1964، وبعد إجراء الكشف الطبي تم اختياره للالتحاق بالكلية الجوية بدل الكلية الحربية، وتخرج فيها في 1 يونيو 1967 الدفعة 19 طيران وعلوم عسكرية.
بعد تخرجه بأربع أيام، حدثت نكسة يونيو 67 وتجرع هو وزملائه مرارة الهزيمة، ولكنهم فور تخرجهم التحقوا بالقوات الجوية، وشاركوا في العمليات على نفس الطائرات التي تدربوا عليها في الكلية حتى وصل أول سرب من طائرات الهليكوبتر (مي-6).
كانت تجمع الطائرة الجديدة من طراز (مي-8) مميزات عديدة منها السعة الكبيرة فهي تستطيع حمل نحو 24 جندي بمعداتهم، وتتميز بسرعة مناسبة جدا للعمليات، وتتنوع في التسليح حيث تتسلح بصواريخ غير موجهه للقصف المساحي وقصف المدرعات وتحمل مدافع، وتتمتع بمرونة الحركة والطيران وبها طيار آلي وهذه بالتحديد ميزه جديدة لم تكن موجودة من قبل في الطرازات القديمة، ولهذا حازت هذه الطائرة الهليكوبتر الجديدة على استحسان القيادة والطيارين، وأصبحت عصب العمليات الحربية في حربي الاستنزاف وبعد ذلك أكتوبر، واستطاعت مصر الحصول من روسيا على أعداد كبيرة من هذه الطائرة الجديدة، والتي تناسب مسرح العمليات وتناسب التوجهات الجديدة للقيادة والخطط الجديدة التي يخطط لها الجيش المصري لاستعادة سيناء المحتلة.
بدأ التدريب في أسراب طائرات الهليكوبتر الجديدة من طراز (مي-8) على عمليات الإبرار النهاري والليلي، وكيفية استخدام التسليح المختلف للطائرة في العمليات الحربية، الأمر الثالث كيفية الطيران لفترات طويلة ليلا وعلى أهداف غير معلومة والنزول في أرض غير مستطلعة أو معروفة، وبدأت التدريبات المكثفة والشاقة مستمرة ليلا ونهارا وكل طاقم طائرة يطير ويتدرب بشكل جماعي.
وكان التدريب على الإبرار الجوي مستمرا لأهميته في خطط العمليات المقبلة، وقام عارف بنقل الكثير من ابطال الصاعقة خلف خطوط العدو الذين نفذوا أكبر العمليات الانتحارية في حرب الاستنزاف، وبعدها كانت مهمته الرئيسية في حرب أكتوبر مصاحبة الطائرات العابرة التي تقصف حصون ومواقع العدو الإسرائيلي في سيناء وابرار ابطال الصاعقة والقوات الخاصة التي تقوم بتعطيل النسق الثاني الإسرائيلي لعدم التعرض للقوات الأرضية التي تعبر المانع المائي وخط بارليف الحصين وقام عارف وزملائه بعشرات الطلعات طوال الحرب دون خوف تحقق الهدف وتحرير سيناء بالكامل.
حصل على بكالوريوس الطيران وعلوم عسكرية عام 1967، ثم ماجستير العلوم العسكرية –زمالة كلية الحرب العليا عام 1990 –وليسانس حقوق من جامعة القاهرة 1995.
حصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى- نوط الواجب من الطبقة الأولى – ميدالية 6 أكتوبر –ميدالية الخدِمة الطويلة والحسنة – نوط الواجب من الطبقة الثانية –كما حصل على وسامين للشجاعة بسبب الأعمال الكبيرة التي نفذها خلال العمليات.
