رئيس التحرير
عصام كامل

نعمان عاشور: نفتقد الناقد الصادق

فيتو

كشف الكاتب المسرحى نعمان عاشور، أبرز مشكلات المسرح والصحافة في برنامج «أوتوجراف» الذي قدمه التليفزيون عام 1976.

وقال «عاشور» خلال البرنامج:«أنا كاتب في الأول والآخر، زى ما يقال كاتب عمومى يعنى عنده موهبة، وهذه الموهبة هي التي تدفعه إلى التخصص».


وذكر: «بدأت كتابة القصة الصغيرة وبعدها التمثيلية الإذاعية ثم تمصير لأعمال غربية حتى عام 1950، وأخيرا اتجهت إلى المسرح هذا المجال الذي واصلت العمل فيه».

واستطرد: «في عام 1950 كتبت مسرحية «المغناطيس» واستمرت عندى في درج مكتبى حتى عام 1950، ثم ذهبت بها إلى المسرح القومى وكان تابعا لوزارة الشئون وأعطيت المسرحية إلى الأستاذ درين خشبة فقال لى: انت يابنى لسة صغير حتى تكتب للمسرح القومى».

وأوضح: «قلت له اقرأها الأول وقل لى رأيك فيها؟ ركنها عنده شهر شهرين، ثم عدت إليه وقلت له قرأت المسرحية قال لا قرأت الفصل الأول ووجدتها لا تنفع كمسرحية».

وواصل حديثه قائلا: «في عام 1959 أخذها المسرح الحر وتم إخراج المسرحية وقدمت على مسرح الأوبرا لمدة 15 يوما، وذات يوم قابلت الأستاذ درين خشبة قال لى: لماذا لم تقدمها لى للعرض على المسرح القومى؟ قلت له ماهى دى المسرحية اللى أحضرتها لك قبل كده. وهذا الموقف علمنى أن الواحد لازم يعتنى بالآخرين، وكنت اقرأ أعمال الشبان بدقة في المسابقات أو الشغل لأنى مريت بنفس التجربة».

وحول سؤال حول أجيال العمالقة وأجيال اليوم، قال عاشور: «فرصة الأديب زمان كانت أسهل لقلة العدد، وكان فيه حفاوة لكن ماكانش فيه وسائل التعبير الحديثة التي لا تعتمد على الكلمة فانتشر الادب. وصاحب الموهبة كان من السهل أن يفرض موهبته على المجتمع عكس اليوم، يعنى مثلا كاتب السيناريو أشهر من صاحب القصة بغض النظر عن الماديات».

وتابع: «لكن الآن تشعبت العملية وأصبح فيه إذاعة وتليفزيون وسينما ومسرح، وهذه قللت من فرصة الكاتب أو المؤلف في النجاح، لكن زمان كان هناك جيل كامل من العمالقة العقاد والمازنى والحكيم وطه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، كانوا بيعبروا عن جيل كامل لكن انهاردة مفيش جيل فيه أفراد تشق طريقها».

وحول الوضع الثقافى، قال «عاشور» إن هناك أزمة ثقافة كبيرة مرجعها عوامل كثيرة، أبرزها ظهور وسائل التعبير الحديثة وهى جماهيرية تنتشر على نطاق واسع، لأن الجمهور يستسهل هذه الوسائل ويقبل عليها أكثر من إقباله على الكتاب، بالرغم من أن الكتاب هو الثقافة، حتى الصحافة الناس معدتش تقرا فيها إلا قراءة سريعة لوجود التليفزيون والإذاعة.

وذكر أن السبب الثانى يتمثل في زيادة نسبة الأمية التي وصلت 70% في الوقت الذي يركز فيه الإعلام على التسلية وليس الثقافة أو التعليم، أيضا هناك أزمة مثقفين فهم غير مختلطين بالجماهير الشعبية ليعبروا عن آمالهم وآلامهم.

وأضاف الكاتب المسرحى:«أن هناك أزمة نقاد في جميع المجالات وخاصة المسرح، ومايكتب تعليق تيارى عبارة عن مجاملة أو إطراء أو هجوم مبالغ فيه ناتج عن ميول شخصية، فلم يخرج حتى الآن ناقد يقيم أي عمل تقييما صادقا، ولذلك فالناقد غير موجود في حياتنا الثقافية».
الجريدة الرسمية