إسرائيل تلوح بخطة دولة غزة.. محلل صهيوني يبرر: إنقاذها واجب لمواجهة خطر الانفجار.. مصر ليست بيدها الحل.. ومراقبون: إنقاذ القضية وإحياء القدس قبل فوات الأوان «ضروري»
يبدو أن هناك حالة من التعاطف غير المبررة من جانب إسرائيل تجاه حركة حماس عدوها اللدود، ولكن بالبحث عن المصالح ينقلب الأعداء إلى أحبة، ومع تعالي أصوات إسرائيلية في الأيام الأخيرة تنادي بهدنة طويلة الأمد مع حماس، فضلا عن حديث بعض وزراء حكومة الاحتلال عن منح بعض المزايا الأمنية والاقتصادية للقطاع تفوح رائحة خطة صهيونية لتأسيس دولة فلسطينية في قطاع غزة لإنهاء حلم الفلسطينيين وإلقاء القضية في البحر.
غزة والضفة كتلة وحدة
ومن الضروري التنويه إلى أن بموجب اتفاق أوسلو لعام 1993م يتم التعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية ككتلة جغرافية واحدة، وكافة المبادرات الدولية حددت أن الدولة الفلسطينية ستشمل كلا من الضفة وغزة وليس في واحدة دون الأخرى.
لكن إسرائيل تسلط الضوء في الآونة الأخيرة على مستقبل غزة فقط بهدف تعاظم حالة الانقسام الذي يخدم في كل الأحوال إسرائيل، وبحل مشكلات القطاع واستقلاله الذاتي سيسهل أمام إسرائيل إلغاء فكرة الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة ستكتفي بأن تكون غزة هي الدولة الوليدة، خاصة أن المستوطنات الإسرائيلية استوحشت بشكل مبالغ فيه في الضفة ما يجعل الصهاينة يجدون صعوبة في السماح بإقامة دولة فلسطينية في هذه المناطق.
اللعب على وتر انفجار القطاع
وتستعين إسرائيل بالمحللين الإسرائيليين من أجل اللعب على فكرة ضرورة حل أزمة القطاع، وكان آخرهم المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحم، الذي قال إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يواصل التدهور، معدلات البطالة ترتفع، والوضع الاقتصادي صعب والضغط الداخلي يهدد بالانفجار، معتبرًا أن التسهيلات لغزة ستمنع انفجار القطاع في وجه إسرائيل.
وأضاف بن مناحم، في مقال نشر اليوم الإثنين، في موقع "نيوز1" الإسرائيلي أن التحسن الأخير في العلاقات بين مصر وحماس والذي شمل فتح معبر رفح ودخول البضائع من مصر، وتخفيف بعض الضغوط على سكان القطاع إلا أنه من الواضح للجميع أنه ليس التغيير المأمول الذي ينتظره سكان القطاع، في محاولة منه للزعم بأن الحل في يد إسرائيل وليس مصر وأثناء دورها التاريخي.
وأشار إلى أن هناك إمكانية لعقد اتفاقية طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
بلير يدخل على الخط
ونوه إلى أن هناك تقديرات بأن يكون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، مستشار إدارة ترامب في هذه الهدنة.
ولفت إلى أن بلير سبق أن قدم مبادرة بعد أشهر من عملية "الجرف الصامد" في غزة تشكل هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل.
وأوضح أن بلير قدم مبادرته دون مشاورة مصر الوسيط التقليدي ودون علم السلطة الفلسطينية، ما أغضب القاهرة والسلطة بشدة.
دولة في غزة
ويحاول الكيان الصهيوني إيجاد ذريعة من خلال الترويج لانفجار القطاع بهدف السماح لغزة بالتسهيلات التي من شأنها تحقيق الخطة الصهيونية بإقامة الدولة الفلسطينية في غزة خاصة في ضوء الحديث المتكرر بعد وصول ترامب للحكم حول انتهاء حلم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة.
حلول للخطة الممنهجة
ويرى المراقبون أنه لعرقلة المخطط الصهيوني الممنهج والمدروس من الضروري تمسك السلطة بموقفها الثابت بأن الدولة الفلسطينية لا بد أن تكون على حدود 67، وسرعة إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واستمرار دور الوساطة المصرية الرامي لحل القضية بالطرق السلمية، واستغلال القمة العربية المقبلة بعمان أواخر الشهر الجاري للتأكيد على الثوابت في القضية الفلسطينية بما ذلك حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وذلك قبل فوات الأوان ونقل السفارة الأمريكية للقدس.
