رئيس التحرير
عصام كامل

«الحسابات الوهمية.. شبح يطارد مستخدمي مواقع التواصل».. 48 مليون شخص وهمي على تويتر.. أكثر من 9000 كل ساعة بـ«فيس بوك».. و18 مليونا يهددون إنستجرام.. وخبراء: هدفها ترويج الشائعات وا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم الإيجابيات التي تحصل عليها المجتمعات من زيادة وانتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين أفرادها، من حيث تحقيق التواصل والوعي بقضايا المجتمع عن طريق المعلومات التي تقدمها تلك الشبكات، إلا أن أزمة كبيرة طرحت نفسها بقوة خلال الفترة الماضية، وارتبطت بذلك التوسع، وهي زيادة الحسابات الوهمية واستخدامها لأغراض خبيثة.


تويتر
وكان آخر ما تم إعلانه حول الحسابات الوهمية بمواقع التواصل، دراسة أجريت في جامعة جنوب كاليفورنيا، توصل خلالها الباحثون إلى أن هناك 48 مليون حساب نشط على موقع تويتر، من أصل 319 مليون مستخدم نشط ليسوا حقيقيين، أي ما يعادل 15% من أصحاب الحسابات وهمية.

وحسبما نشرت وكالة «سبوتنك» الروسية، فإن الدراسة أكدت أن هذه الحسابات عبارة عن برامج كمبيوتر وليسوا مستخدمين حقيقيين لموقع التغريدات المصغر، ورغم خطورة هذا الأمر، إلا أن العديد من هذه الحسابات الآلية مفيدة للغاية، إذ تنذر المستخدمين بالكوارث الطبيعية.

وقال الباحثون: «استخدمنا مجموعة من البيانات المتاحة للجمهور لبرامج الكمبيوتر على تويتر للتوصل إلى هذه النتائج، وتم تعزيز هذه البيانات عن طريق رصد عدد مستخدمي تويتر النشطين بما في ذلك البشر وبرامج الكمبيوتر، وتوصلنا إلى أن ما بين 9٪ و15٪ من حسابات تويتر النشطة ليست للبشر».

وأشارت الدراسة إلى أن موقع التغريدات يكتظ بآلاف الحسابات الوهمية، إذ تم إجراء بحث للموقع لرصد نشاط المستخدمين، وعثر الباحثون على أكثر من 350 ألف حساب وهمي ضمن العينة التي قاموا بفحصها فقط والتي لا تتعدى نسبتها 1% فقط من مستخدمي الموقع.

فيس بوك
وحسبما أكدت صحيفة «البيان»، فإن هناك 9474 حسابا وهميا أو مزيفا يظهر على موقع فيس بوك كل ساعة، موضحة أن الأرقام في زيادة مستمرة، وأنها تضليل المستخدمين الحقيقيين، وينجرون وراءها ويقعون ضحية الأكاذيب التي تروج.

وأشارت الصحيفة وفقًا لدراسة حديثة، في أكتوبر الماضي، إلى أن أغلب تلك الحسابات يستخدمها بعض الجهات لخدمة أهداف غير صالحة، مؤكدة ضرورة وضع ضوابط للحد من عمليات ضخ الحسابات الوهمية على الشبكة العنكبوتية.

إنستجرام
أما بالنسبة لموقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، كشفت إدارة الموقع عن وجود 18.8 مليون مستخدم وهمي لديه، مؤكدة أنها تقوم بحملة ضد تلك الحسابات التي تسبب لها خسائر كبيرة.

وأكدت إدارة الموقع، منذ عامين، أن تلك الحسابات الوهمية، سببت خسائر مالية كبيرة لأصحاب الحسابات الذين قاموا بشراء متابعين وهميين، حتى أن القائمة تضم حسابات خسروا أكثر من 99.99% من متابعيهم.

الخروج على القانون
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور محمد الملا، أستاذ تكنولوجيا المعلومات، أن مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت لهدف وهو التعارف وتبادل المعلومات والخبرات ولتقريب المسافات بين الأشخاص، لكن في الآونة الأخيرة أصبح يتم استخدام هذه المواقع في أشياء لا تمت للتواصل الاجتماعي بصلة، ومن بينها الظهور اللافت للحسابات الوهمية.

وأشار أستاذ تكنولوجيا المعلومات، إلى أن الهدف من تكوين هذه الحسابات الوهمية هو التخفي وعدم الوقوع تحت طائلة القانون، ولكي يفلت هؤلاء من قبضة القانون يسعون لإنشائها لبث سمومهم الفكرية في المجتمع، مؤكدا أن هناك نوعين من الحسابات الوهمية، الأول يستهدف إثارة الشائعات في المجالات الاقتصادية والدينية والطائفية، ونوع آخر ينشر الشائعات عن جهل وبشكل عفوي.

أسباب الزيادة
من جهته، أوضح عمار محمد، خبير الإعلام الاجتماعي، أن أسباب زيادة الحسابات الوهمية يرجع إلى ضعف الرقابة، إضافة إلى الاستهتار وعدم معرفة بعض الأشخاص بالعقوبات الناتجة عن استخدام الحسابات الوهمية وتضليل الآخرين، متمنيا أن تكون هناك قوانين حازمة ورقابة مشددة على تلك المواقع، وعدم الوثوق بأي شخص بشكل سريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الجريدة الرسمية