رئيس التحرير
عصام كامل

معرض القاهرة للكتاب يستغيث.. الدورة 48 مهددة بالإلغاء.. هيئة الكتاب ترفع قيمة الاشتراك 20%.. عادل المصري يحذر من ضعف المشاركة.. ومحمد رشاد يستنجد بالسيسي


لن تكون الدورة الجديدة من معرض القاهرة الدولي للكتاب بمعزل عن الحالة الضبابية العامة التي تعيشها مصر في الوقت الحالي، فالعديد الأزمات تقف في وجه إتمام إقامة الدورة الثامنة والأربعين لأكبر معرض عربي للكتاب.


وتأتى على رأسها هذه الأزمات المشكلات الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني، وما صاحبه من عزوف عام من قبل المصريين عن الإقبال على المنتج الثقافي بشكل عام والكتاب بشكل خاص.

ومع اقترابنا من فترة إقامة المعرض في نهاية يناير المقبل، طفت المعوقات الحقيقة على السطح حتى وصل الأمر لإمكانية إلغاء هذه الدورة، ليستغيث معرض الكتاب من أزمته، ويناشد الجميع إتمامها.

وتستعرض «فيتو» تحركات هيئة الكتاب المصرية المعنية بإقامة معرض الكتاب، ورؤية رؤساء اتحادات الناشرين المصريين والعرب لواقع الأمور وما سيصبح عليه المعرض حال إقامته.

«رفع الاشتراك على المصريين20%»
وكشف طارق الجمال، مدير عام المعارض بالهيئة المصرية العامة للكتاب: إن الهيئة قررت رفع قيمة الاشتراك بالدورة الثامنة والأربعين، لمعرض الكتاب لـ20% على الناشر المصري، وستتحمل الهيئة 10% من تكلفة هذه القيمة؛ لتصبح الزيادة فقط على قيمة اشتراك المعرض هذا العام 10% عن العام الماضي، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي زيادة على الناشر العربي أو الأجنبي.

وأوضح الجمال، أن الناشر المصري يدفع قيمة اشتراكه بالجنيه المصري، بينما سيستمر الناشر العربي والأجنبي بالدفع بالدولار، مشيرا إلى أن قيمة الزيادة ليست بشكل نهائي، وربما يحدث بها مستجدات بالزيادة أو بالنقصان خلال الأيام القليلة القادمة، بناء على ما ستتوصل إليه وزارة الثقافة من اتفاق مع الوزارات المعنية والمسئولة بأرض المعارض.

وأكد أن الهيئة لم تتلق أي إخطارات رسمية حتى الآن، بقيمة إيجار أرض المعارض المقام عليها المعرض، وما حدث من زيادة في قيمة الاشتراك بناء على وضع الحالة الاقتصادية الحالي وارتفاع سعر الدولار.

وأشار إلى أن الهيئة سيتم محاسبتها بناء على المساحة المقام عليها المعرض، والتي يتم تحديدها بعد إقامة المعرض، مضيفا أنه لا يوجد أي اتجاه لتقليل مساحة المعرض عن السنة الماضية حتى الآن، وعما تردد حول إمكانية إلغاء الدورة الجديدة من معرض القاهرة للكتاب، قال: "إن كل الاحتمالات قائمة"، موضحا أن الهيئة لم تتلق أي قرارات بهذا الشأن.

«خطر ضعف المشاركة»
وقال الناشر عادل المصري، رئيس اتحاد الناشرين المصريين: إن عدد المشاركين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الجديدة الـ48، يقل كثيرا عن عدد من شاركوا في العام الماضي، فضلا عن أن من تقدموا للمشاركة قلصوا مساحات عرضهم بالمعرض.

ويأتي ذلك بالنظر لما تعانيه هذه الدورة من مشكلات اقتصادية كبيرة، وبالنسبة للمشاركة الخاصة بالناشرين العرب فتشهد تراجعا ملحوظا حتى الآن مما ينبأ عن ضعف المشاركة العربية والأجنبية بهذه الدورة.

«خسائر فادحة محتملة»
كما أكد المصري، أن الأزمة الحقيقية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الجديدة، هي التي سببت انخفاض قيمة الجنيه المصري، وليست الزيادة في قيمة الاشتراك، فالناشر العربي والأجنبي سيعاني خسائر كبيرة؛ لأن سعر الكتاب سيرتفع بنسبة كبيرة.

وأضاف المصري «أن الكتاب الذي قيمته 10 دولارات ستصل قيمته 180 جنيهًا مصريًا، بالإضافة لسعر إيجار جناح دار النشر والتي ستضاف قيمته على سعر الكتاب ليصل سعر الكتاب بدور النشر الأجنبية إلى 210 جنيهات، مما سيؤثر على إقبال الجمهور على الشراء، وفي هذه الحالة سيعاني الناشر العربي والأجنبي حالة ركود تسبب خسائر كبيرة تدفعه لعدم الاشتراك في المعرض لتفادي الخسارة المحتملة».

وفيما يتعلق بالناشر المصري قال رئيس اتحاد الناشرين، إنه يتكبد ارتفاع الأسعار الذي طرأ على المواد الخام لصناعة النشر، بعد أن ارتفع سعر الورق بنسبة تصل إلى 160%، ومن المحتمل أن يصل سعر الكتاب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب القادم إلى 100 جنيه بعد إضافة تكلفة إيجار أجنحة دور النشر بعد أن كان 30 جنيهًا.

وأشار المصري إلى ما سينتج عن ارتفاع الأسعار من عواقب على رأسها خسائر كبيرة للناشرين سيحاولون تفاديها بتقليص مساحة العرض بالأجنحة الخاصة بهم، وهذا خطر لا يلاحظه كثيرون ومفاده أن مساحة المعرض العامة ستصبح صغيرة للغاية والدولة ممثلة في وزارات الثقافة والتجارة والسياحة تمتلك الحل لهذه المشكلة، بتنازل وزارة التجارة المسئولة عن أرض المعارض التي يقام عليها معرض القاهرة للكتاب، عن الأرض لوزارة الثقافة دون مقابل، ليقام عليها المعرض هذه الدورة نظرًا لما تمر به البلاد من حالة اقتصادية صعبة.

وكشف رئيس اتحاد الناشرين عن الخسائر التي ستتكبدها دور النشر نتيجة الوضع الحالي، قائلا: «إن دار أطلس للنشر تأجر مساحتها المطلوبة بمبلغ يصل لـ270 ألف جنيه، وهناك دور نشر تدفع أكثر من ذلك، فمع دفع هذا المبلغ بالتزامن من حالة الركود المتوقعة نتيجة ارتفاع سعر الكتب، لن تستطيع دور النشر تغطية تكلفة إيجار الأجنحة، وستتحمل خسائر رواتب العاملين وعمليات شحن الكتب وغيره من لوازم المشاركة بالمعرض».

«مناشدة السيسي للتدخل»
وأكد الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أنه إذا استمرت مغالاة وزارة التجارة في طلبها لمبلغ تأجير الأرض لوزارة الثقافة سيتسبب ذلك في إحجام نسبة كبيرة من دور النشر العربة والأجنبية عن المشاركة في فعاليات المعرض هذه الدورة، ما يفقد معرض القاهرة للكتاب كثيرا من قيمته وسط معارض المنطقة التي تتبارى لتقديم أفضل خدمة للمشاركين.

وأشار إلى أن سعر إيجار المتر بمعرض القاهرة يصل 178 دولارا، بينما كان قرار المؤتمر الدولي للمعارض بالإسكندرية ألا يزيد سعر المتر بأجنحة المعارض كافة عن 110 دولارات، ما يعني أن الناشر العربى والأجنبي سيدفع 6 أضعاف الناشر المصري، وخسارة للجميع.

ورفض رئيس اتحاد الناشرين العرب، ما يتردد حول عدم إقامة المعرض هذا العام، قائلا: إن معرض القاهرة الدولي للكتاب أهم معرض يقام في المنطقة، لقدرته على جمع مختلف عناصر النشر في آن واحد من ناشرين وموزعين وأصحاب مطابع، وتجار للورق، وقال:"لا يجب علينا أن نفقد الميزة المهمة له، فضلا عن أنه أكبر حدث ثقافي وسياسي في مصر، كونه يرسل عنها رسائل إيجابية".

وناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل التدخل لإنهاء أزمة إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب، عن طريق إلغاء إيجار أرض المعرض أو تخفيضه حتى لا يتحمله الناشر ومن ثم الجمهور العادي، والذي سيعدل عن شراء الكتب إذا ما ارتفع سعرها.

«حلول للأزمة»
وأكد رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أنه ما زال هناك حلا لضمان المشاركة العربية والأجنبية في المعرض والتي تمثل إضافة كبيرة على المستوى الثقافي إضافة لما لها من أبعاد سياسية واقتصادية كبيرة، ومن هذه الحلول رفع قيمة الإيجار عن الناشرين العرب والأجانب، أو يقدم لهم خصمًا يصل إلى 50% على قيمة الإيجار.

فيما طالب رئيس اتحاد الناشرين العرب، وزارة التجارة والصناعة بإلغاء إيجار أرض المعارض أو تخفيضه لوزارة الثقافة كحل للخروج من أزمة إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الجديدة.

الجريدة الرسمية