رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا تطلق «صاروخ الرحمة» على المحكمة الجنائية الدولية.. موسكو تعلن انسحابها من ميثاق التأسيس.. البشير أشعل شرارة تمرد دول أفريقيا.. وعجزت عن ملاحقة قادة إسرائيل

المحكمة الجنائية
المحكمة الجنائية الدولية
18 حجم الخط

في مفاجأة من العيار الثقيل فجرها الدب الروسي اليوم الأربعاء، أعلنت موسكو انسحابها رسميا من التوقيع على نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية "فشلها في تلبية تطلعات المجتمع الدولي" وفق ما أعلنت موسكو، وذلك الأمر الذي يراه المحللون بداية تفكيك للمحكمة الدولية بعد صاروخ الرحمة الروسي، خاصة وأنها ليست الواقعة الأولى التي تعلن دولة الانسحاب منها في ظل عدم نجاحها سوى في ملاحقة بعض الزعماء الأفارقة.



اعتراض روسي
تعتبر روسيا ليست الأولى التي اعترضت على نظام المحكمة الجنائية الدولية حيث سبقتها دولة جنوب أفريقيا – أول المنسحبين الشهر الماضي-، حيث نفذت جنوب أفريقيا تهديدها بالإعلان عن انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية، لتصبح أول دولة تقوم بهذه الخطوة، وذلك بعد الجدل الذي أثاره رفضها توقيف الرئيس السوداني عمر البشير.

حيث أشار وزير العدل الجنوب أفريقي "مايكل ماسوتا"، إلى أن الجنائية الدولية عرقلت قدرة جنوب أفريقيا على الوفاء بواجباتها في مجال احترام الحصانة الدبلوماسية.

واتهم وزير العدل الجنوب أفريقي، المحكمة الدولية بأنها تفضل بالتأكيد استهداف قادة في أفريقيا، واستبعاد الباقين الذين عرفوا بارتكاب هذه الفظاعات في أماكن أخرى خارج أفريقيا.

جامبيا وبورندي
لم يقف مسلسل الانسحابات من الجنائية الدولية عند هذا الحد بل اتخذت كل من بوروندي وجامبيا الشهر الماضي قرارا بالانسحاب أيضا من المحكمة، حيث وقع رئيس بوروندي، بيير نكورونزيزا، مرسوما يقضي بانسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بعدما أيد برلمان البلاد قرار الانسحاب بأغلبية ساحقة.

محكمة قوقازية
إلا أن دولة جامبيا الإسلامية تبعتها باتخاذ تلك القرار أمس الثلاثاء قبل أن تخطر المنظمة الدولية بانسحابها من المحكمة الجنائية الدولية اعتبارا من 10 نوفمبر 2017 لتكون الدولة الثالثة التي تنسحب من المحكمة، حيث وصف وزير الإعلام في جامبيا شريف بوجانج المحكمة الجنائية الدولية بأنها "محكمة قوقازية دولية لاضطهاد وإذلال الشعوب الملونة خاصة الأفارقة".

انتقادات الدول العظمي
المحكمة الجنائية الدولية تأسست سنة 2002 كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء، وتعمل هذه المحكمة على إتمام الأجهزة القضائية الموجودة، فهي لا تستطيع أن تقوم بدورها القضائي ما لم تبد المحاكم الوطنية رغبتها أو كانت غير قادرة على التحقيق أو الادعاء ضد تلك القضايا، فهي بذلك تمثل المآل الأخير.

وبلغ عدد الدول الموقعة على قانون إنشاء المحكمة 121 دولة حتى 1 يوليو 2012 "الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس المحكمة"، وقد تعرضت المحكمة لانتقادات من عدد من الدول منها الصين والهند وأمريكا وروسيا، وهي من الدول التي تمتنع عن التوقيع على ميثاق المحكمة، وفى الإجمال فإن 123 دولة انضمت حتى العام الماضي إلى معاهدة روما التي لا تضم إسرائيل.

قادة الاحتلال
توترت علاقة دولة الاحتلال بالمحكمة الجنائية الدولية خاصة بعد انضمام فلسطين رسميا إليها وتوقيعها على ميثاق روما الخاص بالمحكمة، في أبريل من العام الماضي، وذلك تخوفا من مثول قادة دولة الاحتلال أمام المحكمة ومعاقبتهم على جرائم حرب ارتكبوها بحق الفلسطينيين العزل.

وقرر الفلسطينيون في أواخر عام 2014 تقديم طلب الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق المتهمين بارتكاب عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بعد رفض مجلس الأمن الدولى اعتماد مشروع قرار ينهى الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية بحلول نهاية 2017.
الجريدة الرسمية