رئيس التحرير
عصام كامل

مصر والسيسي..ووزراء تحرق الدم !


اعتقد أن من يراقب الساحة المصرية يستشعر أن مصر وكأنها في مرحلة من اثنين "الثورة..أو الرخاء والرفاهية"، والحقيقة تؤكد أننا لسنا في أي من الحالتين، بعيدا عن النشطاء والإعلام.. للأسف الشعب أصبح لايطيق كلمة ثورة، بعد كل ما حدث منذ 25 يناير، لهذا برغم حالة الغليان والغيظ فإنه لايتمنى ثورة أخرى لنبدأ من الصفر، خاصة اننا لم نصل بعد ست سنوات من ثورة 25 يناير إلى ما كنا عليه، للأسف في كل شىء، وطبيعى الشعب الذي يئن من الغلاء غير المبرر ومن بطالة ومن وزراء سلط الله عليهم ألسنتهم فلا يعرفون حتى مخاطبة المواطن البسيط، وبالتالى لا رخاء ولا رفاهية ولا ثورة، ولكن الحقيقة أننا نمر بحالة من انعدام الوزن، انعدام الوعى، بالإضافة لفريق لا يهمه الوطن مادامت جيوبه تمتلئ من الخارج!


فمثلا وبدون مقدمات يتحدث الجميع عن انتخابات الرئاسة القادمة 2018، ويتحدث عصام حجى عن فريق رئاسى، ويتبارى الجميع الذي يدعون منهم لإعادة السيسي، وآخرون يهاجمون عصام حجى، بالرغم أن هناك عامين كاملين تفصلنا عن الانتخابات، يمكن فيهما الدنيا تتغير، أبجديات المرحلة تتغير، والحقيقة أتمنى أن يكون هناك اختيارحقيقي، وأهلا باختيار الشعب وقتها، ولكن ننشغل من الآن ولا نهتم بالعمل ونتفرغ إلى "اللت والعجن" بلا فائدة للمجتمع، والمستفيد الوحيد هم أعداء مصر في الداخل والخارج.

نموذج آخر.. الوزراء في هذا الزمن الذين جعلهم الله لنا أشبه "بالعمل الردى" منهم ذلك الوزير المتفرغ للتشهيلات، اجتمع مع الرئيس السيسي، بعد الاجتماع صرح أن أول القضايا التي عرضها على الرئيس هي مشكلة النادي الأهلي!! الحقيقة أن هذا التصريح استفزنى فقمت بحملة على شبكة التواصل الاجتماعى، فإذا بتصريح من مكتبه ينفى ماصدر منه شخصيا للإعلام، كنت اتمنى أن يخرج علينا وزير الأهلي والتشهيلات معلنا أن هناك خطة لأكثر من ألفين من مراكز الشباب لاتعمل سنفعلها، وسيجد الشباب لممارسة الرياضة مكانا محترما، كنت أتمنى أن يخرج معلنا أن الوزارة وضعت خطة بالاشتراك مع اللجنة الأوليمبية للأولمبياد القادمة وبعد القادمة...للأسف وزير التشهيلات لايفهم ما نقول!

الوزير رجل الأعمال وزير الكهرباء الذي سخر من الشعب، ففى حديثه للمواطن يفتقد الحد الأدنى من السياسة والوعى عند مخاطبة العام، فمثلا يقول: إن الاسرة التي ليس لديها ثلاجة لن تصل الفاتورة إلى خمسين جنيها! تخيلوا وزيرا يقول هذا الكلام في القرن الواحد والعشرين، وكأن الثلاجة من علامات الرفاهية أو البذخ، ربما كان صحيحا من ستين سنة على الأقل، ولكن طبيعى أن يكون للأسرة ثلاجة، ويبرر هذا الهذيان بأننا نستعمل الموبايلات إزاى! أنه يعلم الشعب سلوكيات على هواه، كنت أتمنى أن ينصح الشعب بوسائل حديثة لا نعرفها لتوفير الكهرباء، ولكنه يهاجم المواطن بتعال وصلف وانعدام وعى.!

الوزير الثالث هو وزير التموين الذي لا أعرفه من قبل أن يصبح وزيرا للتموين، ولابد أن نشهد له بأنه وضع منظومة رائعة لبطاقات التموين، وأنهى أزمة رغيف الخبز نهائيا، وحتى هذه اللحظة لا أستطيع القول لماذا استقال؟ هل لأسباب إقامته ؟هل لأسباب أخرى لا اأرف، والمتهم برىء حتى تثبت إدانته، ولكن ألم يلاحظ البعض منكم أن هناك تربصا من مجموعات مقسمة نفسها للنيل منه؟ لقد اتفق الشامى مع المغربى، وفجأة أصبح أسوأ وزير، وأنه إخوانى بعد عامين من العمل.. ياترى ماهو السر الحقيقى بل الأسرار وراء هذا كله!؟ ياترى وزير التموين "جار" على نصيب مين!؟

نحن لا ندافع عنه ولكن الأمر ليس طبيعيا في النهاية، فإننا نوجه تهمة لمن سرق القمح الخيانة العظمى..والإعدام رميا بالرصاص!

إننى أريد بالورقة والقلم ونحاسب السيسي خلال 27 شهرا ماذا فعل؟ أولا:الأمن..ثانيا:مشكلات البنزين والسولار والغاز..ثالثا:الخبز والكهرباء..رابعا:الطرق والمواصلات..خامسا:الإرهاب وتسليح الجيش المصرى..سادسا: كم دولة ابتعدت عن مصر وكم دولة عادت إليها؟..سابعا:منظومة التموين ماحدث فيها؟ ثامنا:علاقتنا مع القوى الكبرى الصين وروسيا وأمريكا...الخ

لست درويشا لاى إنسان، أنا درويش فقط لتراب مصر والدولة المصرية، لأن هناك فرقا أن يكون نقدك غيرة وحبا من أجل مصر أفضل..وأن يكون كلامك تخريبيا يشيع الإحباط في وقت يجب أن نزرع الأمل في الغد..! مصر لم تكن محمد على أو جمال عبد الناصر، ولن تكون السيسي..مصر التاريخ والحضارة أكبر من الجميع...وتحيا مصر دائما بشعبها الصابر دائما!
الجريدة الرسمية