رئيس التحرير
عصام كامل

أيمن عبد التواب يكتب: «على جمعة.. طوبى لمن قتلهم أو قتلوه!».. هل دفع المفتي السابق ثمن تحريض الجيش والشرطة لقتل الإخوان المتطرفين؟.. وهل تقف أجهزة أمنية وراء محاولة اغتياله الفاشلة لإلهاء ال

على جمعة مفتي الجمهورية
على جمعة مفتي الجمهورية السابق
18 حجم الخط

المحاولة الفاشلة لاغتيال مفتي الجمهورية السابق، الدكتور على جمعة، أثناء توجهه لإلقاء خطبة الجمعة بأحد مساجد مدينة 6 أكتوبر، تمثل لغزًا، وتطرح العديد من علامات الاستفهام.


مَنْ هم المشتبه بهم؟ ولماذا يستهدفون الشيخ، الذي لا يشغل أي منصب رسمي في الدولة، ولا يمثل الأزهر ولا الأوقاف؟ وهل محاولة الاغتيال بدافع الانتقام منه، أم الهدف منها إحراج الدولة؟ وهل هذه الحادثة لها علاقة بـ«فتاويه المثيرة للجدل»، أم بأمور أخرى لم تتضح بعد؟

كل هذه الأسئلة سيجاب عنها بعد القبض على الجناة، والتحقيق معهم.

ربما كانت الآراء السياسية للدكتور على جمعة، وتحريضه ضد طائفة أخرى سببًا في محاولة اغتياله.. خاصة بعد انتشار مقطع فيديو له، أمام بعض قيادات الجيش والشرطة، يهاجم فيها «الإخوان» والمتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، قائلًا: «اضرب في المليان، إياك أن تضحي بجنودك"، مضيفًا: «طوبى لمن قتلهم أو قتلوه».

ولم يكتف «جمعة» بذلك، بل واصل تحريضه قائلًا: «يجب أن نطهر مدينتنا ومصريتنا من هؤلاء الأوباش.. إننا نصاب بالعار منهم، ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب». واصفًا الإخوان ومَنْ هم على شاكلتهم بأنه «خوارج، وكلاب أهل النار»، وأن «رائحتهم نتنة في الظاهر والباطن». وعلل قتال الإخوان وأنصارهم بأن الرئيس المعزول محمد مرسي بمثابة «الإمام المحجور»، وأنه، في هذه الحالة، «ذهبت شرعيته» بعد ثورة «30 يونيو».

كما أن الدكتور على جمعة جعل نفسه هدفًا لـ«السلفيين» أيضًا، خاصة بعض هجومه على «النقاب» في أحد البرامج التليفزيونية، ووصفه بأنه «عادة جاهلية»، مضيفًا: «ومن يقول غير ذلك فهو محض خرافة».

وبعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء، قال «جمعة»- في أحد البرامج التليفزيونية- كلامًا فُهم منه أنه يشجع «سياحة العري»؛ مبررًا ذلك بأن «الناس كانوا يطوفون بالكعبة في العهد النبوي عراة». وعندما سئل إن كان يقصد بكلامه التشجيع على سياحة الشواطئ، قال: «نعم، أقصد كل أنواع السياحة، حتى السياحة الملوخية، والسياحة الهبابية».

أيضًا، المفتي السابق أثار جدلًا بقوله: «السجائر والأفيون لا يبطلان الوضوء». معللًا رأيه بأنهما «أشياء طاهرة، ولا ينقضان الوضوء، ولكنها حرام، ويفضل المضمضة بالماء للتخلص منها»!

وتاريخ الشيخ حافل بالآراء التي اعتبرها البعض «شاذة»، وأثارت الجدل حوله، والسخرية منه في آنٍ.. منها: «اتصال الزوج بزوجته قبل دخول المنزل؛ تحسبًا لوجود رجل معها». وأن أغنية «أبو عيون جريئة» غناها عبد الحليم حافظ للنبي- صلى الله عليه وسلم. و«جواز إفطار المسافر إلى المصايف». و«جواز ترقيع غشاء البكارة للفتيات اللائي فقدن عذريتهن لأي سبب»؛ بدعوى «الستر وعدم الفضيحة»!

مثل هذه الآراء، أو الفتاوى ربما أوغرت صدور المتطرفين، والإرهابيين، وحاولوا تصفية «على جمعة»؛ خاصة أنه تم وضع اسمه على قائمة الاغتيالات من قبل ما يسمى بـ«تحالف دعم الشرعية» الموالي للإخوان.

وإذا كان البعض يرى أن آراء المفتي السابق «تحريضية، ومتطرفة»، و«تشعل نار الفتنة في المجتمع»؛ فإن الأشد تطرفًا هو محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، وأسفرت عن إصابة أحد أفراد حراسته.

لكن ربما يتطرف البعض ويتساءل: هل من الممكن أن تقف بعض الأجهزة وراء المحاولة الفاشلة لاغتيال «على جمعة»، بهدف إلهاء الرأي العام عن بعض القضايا الشائكة، والأزمات الطاحنة التي يتعرض لها المواطنون حاليًا؟

ورغم صعوبة هذه الفرضية، إلا أنه تبقى احتمالًا قائمًا في أذهان أصحابها، لكنها بحاجة إلى أدلة قوية تدعمها.
الجريدة الرسمية