رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مشاهد من حياة سيد مكاوي في ذكرى وفاته.. بدأ مؤذنا بمسجد في حي الناصرية.. اعتمدته الإذاعة كمطرب في الخمسينيات.. ابتكر المقدمات الغنائية للمسلسلات الإذاعية.. «يا مسهرني» أشهر أعماله

فيتو

في مثل هذا اليوم عام 1997، رحل عنا الملحن المصري الكبير، سيد مكاوي، الذي كان العامل الأساسي في اتجاه أسرة "مكاوي"، لدفعه إلى طريق القرآن الكريم، ضعف البصر الذي أصابه تدريجيًا من صغره حتى تمكن منه العمى، في التاسعة من عمره تقريبًا، فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجد أبو طبل ومسجد الحنفي بحي الناصرية، وما إن بلغ سن الشباب، حتى انطلق ينهل من تراث الإنشاد الديني من خلال متابعته لكبار المقرئين والمنشدين آنذاك، كالشيخ إسماعيل سكر، والشيخ مصطفى عبد الرحيم.



ولادته ونشأته

ولد سيد مكاوي في أسرة شعبية بسيطة في حى الناصرية، أحد أحياء السيدة زينب، بالقاهرة في 8 مايو 1926، فكان مولد الطفل الذي قدر له أن يتبوأ في المستقبل مكانًا في الحقل الموسيقي، ومتربعًا على كرسيه الفني إلى جانب عمالقة عصره، تاركًا بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي.
وكانت والدته تشتري له الأسطوانات القديمة من بائعي الروبابيكيا بالحي، بثمن رخيص، ليقوم بسماعها إرواءً لتعطشه الدائم، لسماع الموسيقى الشرقية، وجمع بين موهبة التلحين والغناء، وقدم العديد من الأغنيات بصوته.


اعتماده في الإذاعة المصرية

اهتم سيد مكاوي في بدايته أكثر بالغناء، وسعى لأن يكون مطربا وقدم بالفعل للإذاعة المصرية في بداية الخمسينيات ، وتم اعتمادة كمطرب بالإذاعة، وكان يغني أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة، ثم تم تكليفه بغناء ألحان خاصة بعد نجاحه في تقديم ألحان التراث، ولعل من مفارقات القدر، أن تكون أول أغانيه الخاصة والمسجلة بالإذاعة ليست من ألحانه هو، بل من ألحان صديقة الفنان عبد العظيم عبد الحق، والأغنية هي (محمد)، والثانية كانت للملحن أحمد صدقي وهي (تونس الخضرا)، وهما الأغنيتان الوحيدتان اللتان غناهما سيد مكاوي من ألحان غيره.


ملحن محترف

وفي منتصف الخمسينيات بدأت الإذاعة المصرية في التعامل مع سيد مكاوي، كملحن محترف، إلى جانب كونه مطربًا، وقدم سيد مكاوي بعد ذلك العديد من الألحان للإذاعة، من أغان وطنية وشعبية، فقدم لمحمد عبد المطلب أغنيتي "اتوصى بيا" و"قلت لابوكي عليكي وقالي" وكذلك أغنية "كل مرة لما أواعدك" والتي غناها سيد مكاوي في الثمانينيات ونالت شهرة واسعة، إلى أن حظى الملحن ببداية الشهرة الطاغية من خلال لحن لشريفة فاضل وهو "مبروك عليك يا معجباني يا غالي" واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو "اسأل مرة عليه".




تطوير مقدمات المسلسلات


يرجع للملحن الكفيف الفضل بإقناع المسئولين بالإذاعة بضرورة تطوير شكل المسلسلات الإذاعية، بعمل مقدمات غنائية لها، فكان له الفضل الأول في وضع هذه القاعدة، وقدم من خلالها عشرات المقدمات الغنائية لمسلسلات شهيرة، وأسندت إليه الإذاعة تلحين عدد من حلقات المسحراتي، واشترط أن يقوم هو بغنائها، وقرر سيد مكاوي الاستغناء نهائيا عن الفرقة الموسيقية، وتقديم المسحراتي بالطبلة المميزة لتلك الشخصية.



أغان وطنية

اهتم الملحن والمطرب بقضايا مصر وكذلك القضايا القومية للوطن العربي، ففي أثناء عدوان 1956م على بورسعيد قدم أغنية جماعية كانت من عيون أغاني المعركة وهي أغنية "ح نحارب"، وفي حرب عام 1967م قدم أغنية "الدرس انتهى لموا الكراريس" للفنانة شادية ، عقب قصف مدرسة بحر البقر، كما قدم أغنية جماعية "إحنا العمال اللي اتقتلوا" عقب قصف مصنع أبو زعبل.


أشهر الأعمال


من أشهر أعمال الفنان سيد مكاوي "الرباعيات" التي كتبها صديقه الشاعر صلاح جاهين، وغناها المطرب على الحجار، كما أنه لحن لعمالقة الغناء في مصر والعالم العربي وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، وكانت أغنية "يا مسهرني" التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم هي أشهر أعماله على الاطلاق، وأوقاتي بتحلو، لكنها توفيت قبل أن تغنيها فقدمتها المطربة وردة الجزائرية، إلى أن توفي هذا المبدع يوم 21 أبريل لعام 1997م عن عمر يناهز السبعين عاما.


الجريدة الرسمية