رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"النهضة" التى تبيض ولا تلد


وبعد اكتمال أشهر الحمل تبين لنا نحن المغفلون أن حمل النهضة الذى استمر لتسعة أشهر متتالية هو حمل كاذب وأنها لم تكن سوى مجرد مغص إخوانى وخيالات فى ذهن الأم المريضة التى توهمت فتوحمت على تغيير نوعية الأكل فاتضح لها وللجميع بالتأكيد أن المائة يوم الأولى والتى امتدت حتى أصبحت تسعة أشهر بالتمام والكمال لم تكن حملًا .. وهو ما يستدعى من المواطنين ضرورة التقدم ببلاغ رسمى يتهم أصحاب بيض النهضة بالنصب والاحتيال والتزوير وانتحال شخصية رئيس جمهورية دون سند من الواقع .


استشرنا وسألنا فتبين لنا أننا نحن المخطئون فبعد الكشف والتحليل والتمحيص واستخدام أشعة "السولار" غير المرئية لأحد .. أكدت بحوث صندوق النقد الدولى أن المريضة بمرض النهضة تبيض ولا تلد .. وأنها بحاجة إلى الراحة التامة والبعد عن الوجوه الكاذبة ..

بعد شهور المخاض الطويلة تأكد للمغفلين وعاصرى الليمون أن بيض النهضة الذى لا ينتهى مازال يفقس افتكاسات أو انتكاسات فاسدة وأنه لم تكن هناك فائدة من الرهان على شخص لا يرى سوى أهله وعشيرته ولا يستمع سوى لتعليمات مولانا الكائن بجبل المقطم ..

" النهضة العظيمة " تستحق شعبًا عبيطًا، "عريان" دائمًا يسمع الكلام، و"شاطر" فيستحق أن تقتله" النهضة" يوميًا فى طوابير العيش والغاز والسولار بينما تقطع عليه الكهرباء والمياه يوميًا ومع هذا فهو يسدد فواتيرهما بانتظام .

تسعة أشهر بالتمام والكمال والجنيه المصرى يواصل الفرار هاربًا من السباق بعيدًا عن الدولار الفتوة وللمرة الأولى فى تاريخ بلادنا المسكينة يسجل الجنيه هذه الهزيمة المنكرة التى جعلتنا" فرجة: لعملات العالم ..

إذًا ماذا تحقق بعد مرور تسعة أشهر ؟ ألم يتحقق أى شيء جديد يستحق الوقوف عنده والإشادة به ؟

نعم تحقق الكثير والكثير: صار عندنا رئيس يزعم أنه طالما ثار وعارض ضد فرض حالة الطوارئ ليفرضها ويقرها بقانون .. صار لدينا رئيس لا يستطيع أن يزور البلاد التى يحكمها ولا تأتيه الجرأة أن يزور بورسعيد أو المنصورة أو المحلة مثلا لكنه وإحقاقًا للحق يسجل لهم كلمة رديئة الصورة ربما صورها بكاميرا تليفونه المحمول أو يدون لهم "تويتة" أو يخطب فيهم بعد صلاة الجمعة أو قبل صلاة الفجر بقليل وصار عندنا كل يوم مدن ومحافظات تعلن بكل فخر استقلالها عنا ..

صار عندنا رئيس يزعم أنه ثار وعارض التوريث ليعين ابنه فى وزارة الطيران وابن شقيقه فى الحربية وشقيق زوجته وزيرًا وصهره مستشارًا وباقى الأهل والعشيرة فى كل شبر فى البلاد .. الكل خرج براءة ووحدهم الثوار يحبسون ..

اعتراضًا على فساد الحزب الأوحد صار لدينا أحزابًا أنشئت بالمخالفة للدستور وحزب حاكم تقدم فى مقراته طلبات الالتحاق بالوظائف وتستغل ملاعب المدارس الحكومية لممارسة أنشطته الرياضية وتوقع الوزارات معه البرتوكولات ويستغل "كارنيه عضويته" فى إنجاز مصالح العباد .. نعم تغيرت أشياء كثيرة عزيزى المواطن .. فقد اكتشفنا أن سبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى نمر بها هو أن الستات لا تنظف صدورهن وإن الطفل لو جاله جفاف لبسه قطونيل .

سيدى الرئيس الدكتور المهندس الفيلسوف :
أتمنى منك أن تفتح صدرك - كما فتحته من قبل - لكن هذه المرة كى تستمع لكمّ الدعاء عليك - وعلى حكومتك التكنوإخوان القنديلية العجيبة – وعلى نهضتك المدهشة من المصريين البسطاء الذين ليسوا بمعارضة ولا إنقاذ ولا 6 إبريل ولا بلاك بلوك ولا يحزنون .. إنهم مصريون وفقط وهم يمطرونك كل دقيقة بوابل من لعناتهم على اليوم الأسود اللجلج الأبلج المهبب الذى أتى بك رئيسًا ..

استمع للطلبة الذين لا يستطيعون الذهاب لدراستهم بسبب عدم وجود سيارات وغلو الأجرة واستمع للسائقين الذين تركوا سياراتهم بسبب عدم وجود "جاز ولا بنزين" .

واسمع للمواطنين الذين تنتهك آدميتهم فى طوابير العيش وعدم زيادة المعاشات التى طالما سمعوا بها .. واستمع لشكواهم من الزيادة الرهيبة فى الأسعار ومن أفعال أهلك وعشيرتك .

إن لم تكن تصدقنى فانزل من عليائك وتعالى معى ..

واجه شعبك واستمع منهم دون وسيط ودون أن تمنعك أسوار قصرك ولا خرطوش وغاز داخليتك ولا عصى جماعتك ولا تعليمات مكتب إرشادك ,وحينها فلتفتح صدرك كما تحب .. إن استطعت..

Advertisements
الجريدة الرسمية