رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة بـ«موفنبيك الهرم».. العاملون بالفندق تخصص «تطفيش السياح».. يرفضون الترحيب بوفد منظمة «الهجرة».. النزلاء يشتكون: الخدمات صفر.. إصابة نجلة دبلوماسي ألماني داخله.. وشك

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في الوقت الذي تبذل فيه مصر، حكومة وشعبًا، أقصى جهود من أجل عودة السياحة إلى رواجها مرة أخرى، نجد أن المسئولين عن تنشيط السياحة وتحسين صورة مصر يبذلون ما وسعهم من أجل «تطفيش» السياح، وكأنهم يرفضون توفير مبالغ ضخمة من العملة الصعبة التي يعاني الاقتصاد بشدة حال نقصها، ولا يعنيهم آلاف الأسر التي يعتمد دخل عائلها على السياحة.


سياسة التطفيش
والمثير للدهشة أن أفعال هؤلاء «المسئولين» لم تقتصر على سياسة التطفيش، بل وصلت إلى حد مخالفة الأعراف الإنسانية والأخلاقية التي يستحي المرء أن يخالفها مع عدوه اللدود.

وفد الهجرة
بدأت أحداث الواقعة التي بين أيدينا في شهر فبراير الماضي، وبالتحديد في اليوم الثامن من الشهر، عندما وصل إلى القاهرة وفد من منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، لحضور اجتماع للمنظمة كان من المقرر عقده في فندق «موفنبيك الهرم».

موقف محرج
وكان الوفد الذي يضم جنسيات ألمانية وإنجليزية وإيطالية وفرنسية، ويحمل أفرادها جوازات سفر دبلوماسية، يتمنى قضاء وقت ممتع في أحضان الأهرامات، ولكن يبدو أن مسئولي الفندق رفضوا أن يهنأ ضيوف مصر برحلتهم.

طفلة الأهرامات
وكان أحد أفراد الوفد قد اصطحب ابنته معه إلى مصر، لأنها كانت تحلم بمشاهدة الأهرام، ولذا طلب من موظفي الفندق النزول في غرفة تطل على الأهرام، ولكن موظفي الفندق أنزلوه هو وابنته في غرفة لا ترى الأهرام من أي زاوية.

ويصف الدبلوماسي الألماني الغرفة، قائلاً: «كانت مقززة بمعنى الكلمة، ومليئة بالشعر، وغير نظيفة، وعندما اعترضنا لم يسمع لنا أحد».

الخدمات صفر
وأضاف: «وفي اليوم التالي، بدأنا اجتماعنا، وكانت القاعة شديدة البرودة وأبلغنا مسئول يدعى «أ.ح» أن التكييف بارد فقط، فطلبنا مقابلة المدير «هـ. أ»، وكان رجلاً شديد الغلظة معنا، وأبلغناه أننا سنلغي الاجتماع فقال "افعلوا ما تريدون"، على الرغم من أن كلاً منا له صفة دبلوماسية».

إصابة الطفلة
ويتابع الدبلوماسي الألماني، الذي كشف تفاصيل الواقعة قائلاً: «وجاءت الكارثة عندما وقعت ابنتي هيلينة، أثناء وجودها في الغرفة، وسقط زجاج المنضدة على قدميها، وهو من النوع الرديء وليس مضادًا للكسر، ونزفت الفتاة بغزارة، ولم نجد أحدًا يمد لنا يد العون، ولم يحاول موظفو الفندق مساعدتنا في إسعافها».

وأكمل: «أقلتنا إحدى زميلاتنا بسيارتها الخاصة إلى المستشفى، وهناك فوجئنا بأن ابنتي مصابة بقطع في أربطة القدم وتحتاج إلى جراحة عاجلة، وراسلنا مستشفى في ألمانيا، فطلبت منا السفر بأقصى سرعة إلى برلين لتلقى العلاج اللازم».

وتابع: «بعد الرجوع إلى الفندق قابلنا المدير العام، وأخبرناه أننا نعتزم تحرير محضر في الشرطة بالواقعة فمنعنا، فأبلغناه أننا دبلوماسيون ولا يجب معاملتنا بأسلوب «وقح» وأننا سوف نقدم شكوى لوزير السياحة، فقال اذهبوا إلى حيث تشاءون فكلهم أصدقائي».

تعويم القضية
وبالفعل تقدم الدبلوماسي الألماني بشكوى إلى قطاع الرقابة على الفنادق بوزارة السياحة، ولكن تم تجميد الشكوى، ولم يتحرك أحد للتحقيق في الواقعة، وهو ما دفع الدبلوماسي إلى أن يقول لأصدقائه المصريين «إنها المرة الأولى والأخيرة التي سأزور فيها مصر، وسأنصح جميع أصدقائي بألا يزوروها، إلا إذا تمت معاقبة ذلك المدير».

حملة ضد مصر
ومن ناحية أخرى، كشفت مصادر مقربة من الجالية المصرية بألمانيا، أن الدبلوماسي كان يعتزم شن حملة ضد مصر في معرض برلين للسياحة، الذي تشارك فيه مصر على أمل تنشيط السوق السياحية، وأن يطلب من المشاركين في المعرض عدم إرسال وفود سياحية إلى مصر، ولكن عددًا كبيرًا من أبناء الجالية المصرية بذلوا جهودًا مضنية، لمنع الدبلوماسي الألماني من تشويه صورة مصر أمام ضيوف المعرض.

وفي النهاية تضع «فيتو» الواقعة بين يدي هشام زعزوع وزير السياحة، بهدف إجراء تحقيق عاجل في الواقعة التي تورط فيها المسئولون عن السياحة.

الجريدة الرسمية