رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الطبلاوي: معاش قارئ القرآن 40 جنيها واشتبكت مع وزير الأوقاف لرفعه إلى 100

فيتو

  • فصل أي قارئ يسافر إلى إيران أو العراق دون إذن 
  • محمود المحجوب أفضل وزير أوقاف اهتم بالقراء
  • العلاقة بيننا وبين طلعت عفيفي كانت جيدة
  • النقابة لا تتدخل في تحديد أجر القراء.. والأمر متروك للزبون
  • اللي فاضي هو اللي بيروح الرئاسة

ولد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب القراء، عام 1934 بحي ميت عقبة بالجيزة، لأصول ترجع لمحافظتي المنوفية والشرقية، وقرأ وحفظ القرآن وهو في سن الــ12، وانفرد بسهرات كثيرة لكبار العائلات، وأحيا المآتم للشخصيات البارزة والمعروفة بجوار كبار القراء، قبل أن يبلغ الــ15 من عمره، واحتل مكانة مرموقة بينهم.

سافر الشيخ الطبلاوي إلى العديد من دول العالم، وشارك في المحافل الدولية، وتولى منصب نقيب القراء منذ عدة أعوام، وخاض الكثير من المعارك مع وزارة الأوقاف، لتوفير حياة كريمة، تعين أهل القرآن على أداء رسالتهم بشكل طيب.

بدا على وجه الطبلاوى كبر السن حينما التقته «فيتو»، بعد أن بلغ الـ82 عاما، إلا أنه لا يزال ضيفا على الكثير من محبيه في العالم العربي، من خلال شعائر صلاتي الجمعة والفجر، وبعض المناسبات، ويحلق في سماء أفضل القراء، الذين أنجبتهم مصر خلال القرن الماضي، ويُعد امتدادا لكبار المقرئين محمد رفعت وعبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي ومحمود علي البنا، وغيرهم.

ويُكمل مسيرة الشيخ محمد محمود الطبلاوي في تلاوة القرآن نجله المهندس أحمد، الذي يوجد شبه كبير بينه وبين والده في الصوت العذب، وكان لـ"فيتو" مع نقيب القراء هذا الحوار:


* كم عدد القراء العاملين في مصر؟
يبلغ عدد القراء المقيدين في جداول النقابة، 8 آلاف قارئ، وكل فترة ينضم إلينا قراء جدد، بعد اجتياز الاختبارات، فالنقابة مفتوحة للجميع، شريطة أن تتوافر فيهم صفات القارئ، وهى أن يكون حافظا لكتاب الله جيدا، وحسن الصوت، وعلى دراية بأحكام التجويد، وبعض القراءات العشر، وتعقد له لجنة من النقابة لاختباره، وهى التي تحدد يتم قبوله أم لا.

* وما هي المرتبات التي يتقاضاها القراء؟
مرتبات ضئيلة غير كافية لتوفير حياة كريمة لهم، ولا تليق أبدا بأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وتحدثت مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أكثر من مرة، لتوفير المبالغ اللازمة لهم، دون جدوى.

* وبماذا رد عليكم وزير الأوقاف؟
كل مرة يعدنا بتنفيذ مطالبنا دون جدوى، لدرجة أنني اشتبكت معه في الاجتماع الذي عقده مع مجلس النقابة الأسبوع قبل الماضي، وتطاولت عليه، لرفع سقف البدل الذي يحصل عليه القراء، ووعدنا بالمزيد خلال الفترة المقبلة.

* وبم تفسر عدم اهتمام وزارة الأوقاف بأهل القرآن؟
الوحيد الذي يُجيب على هذا السؤال هو الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، لماذا هذا التقصير مع قراء القرآن الكريم، فمعاش 40 جنيها لا يكفيهم، وحاولنا خلال الفترة الماضية زيادته إلى 100 جنيه، وذلك أضعف الإيمان.

* هل الأوضاع المعيشية الصعبة للقراء اضطرتهم للعمل في مهن لا تليق بهم؟
هذه أمور ترجع إليهم، ولا نفرض على أحد شيئا، وكل شخص له مطلق الحرية في اختيار الوظيفة التي يراها مناسبة بالنسبة له.


* من الذي يحدد الأجر الذي يتقاضاه القراء في المناسبات؟
النقابة لا تحدد ذلك، بل الأمر متروك للقراء أنفسهم، والجمهور له مطلق الحرية في القبول أو الرفض.

* من هم الفئة الأعلى أجرا من القراء في مصر الآن؟
لا أذكر أسماء بعينها، ويوجد نحو من 30 : 40 قارئا هم الأعلى فئة في مصر.

* من هو القارئ الأعلى سعرا على الإطلاق؟
لا يوجد قارئ يُسمى الأعلى أجرا في مصر، وإنما هي مسألة عرض وطلب، فالقارئ يعرض الأجر الذي يتقاضاه على صاحب الأمر، والأخير له حق القبول أو الرفض، وكما قلت مرارا النقابة ليس لها دخل في ذلك.

* من الذي يختار قارئ الرئاسة؟
من ليس لديه "شغل" هو الذي يذهب.

* لماذا لم تجرِ النقابة مسابقات لاكتشاف صغار الموهوبين؟
هناك مشروع يتم الإعداد له الآن، يتم من خلاله اكتشاف صغار القراء الموهوبين، وتم الاتفاق مع وزير الأوقاف على ذلك، وسيتم عقد مسابقة في كل محافظة لاختيار الأجود والأحسن.

* من هو أفضل شخص تولى منصب وزير الأوقاف؟
الدكتور محمد علي محجوب، وزير الأوقاف الأسبق، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ويأتي بعده في المرتبة الثانية الدكتور محمود حمدى زقزوق.

* كيف كانت العلاقة بين نقابة القراء والوزير الإخواني طلعت عفيفي؟
العلاقة بيننا كانت جيدة، وكان شخصا متفهما للأمور ومتجاوبا مع نقابة القراء، إلا أنه لم يأخذ الفترة الكافية للاهتمام بنا.

* هل مورست ضغوط على نقابة القراء في عهد جماعة الإخوان؟
لم نتعرض لأي ضغوط منهم، ولا توجد أي تعاملات بينا خلال فترة توليهم حكم مصر.

* هل تقدم نقابة القراء دعما لأسر القراء المتوفين؟
تمكنا مؤخرا من عمل صندوق كفالة، يساهم في تقديم الدعم الكافى لأسر القراء المتوفين، ويساعدهم بعض الشيء في توفير حياة كريمة لهم، وتعينهم على تربية أبنائهم.

* كيف تتصدى النقابة لسفر القراء للعراق وإيران؟
نقابة القراء تعمل على التصدى للمذهب والأذان الشيعيين، وأي قارئ يسافر إلى إيران أو العراق دون الحصول على إذن مسبق، يتم فصله على الفور.

* ما هو دور نقابة القراء في المسابقة العالمية لحفظ القرآن بماليزيا؟
ليس لنا أي دور في هذه المسابقة.

* بم تفسر ذلك والنقابة هي المسئول الأول عن القراء؟
تم الاتفاق مع وزارة الأوقاف، على مراعاة هذا الأمر مستقبلا، على أن تقوم الدول التي تريد مشاركة القراء في المسابقات التي تجرى بها، بمخاطبة نقابة القراء، ومن ثم نقوم بترشيح من تنطبق عليه الشروط.

* وما هو تعليقك على ما فعله الطالب "عبد الرحيم راضي"؟
لا أعرفه، وهذا كلام يخص الدولة، ولا علاقة لنا به.

* هل يوجد قراء غير مصريين يعملون في مصر؟
لا يوجد على الإطلاق، ومن يستعين بالقراء السعوديين، يقدم على ذلك، للتذكير بالبلاد التي بُعث منها الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد النبوي والمسجد الحرام، ويعيشون في جو وكأنهم متواجدين في الحرم الشريف.

* هل يوجد فرق بين القراء المصريين والسعوديين؟
فرق بين السماء والأرض، فالمصريون هم الأفضل في العالم على الإطلاق.

* هل مورست عليك ضغوط أو مضايقات في العهود السابقة؟
لم يحدث على الإطلاق، فأنا لم أتحدث في السياسة أو في أي شيء آخر، بخلاف عملي وهو القرآن الكريم.

* ومن القارئ الذي ترى فيه شخصية الشيخ الطبلاوي؟
صمت قليلا، وأخذ بضع دقائق في التفكير، وأجاب بقوله: "ويخلق ما لا تعلمون".

هل ترى أن الشيخ الطبلاوي اعتنت به الدولة وأعطته حقه كقارئ للقرآن؟
قارئ القرآن لا ينتظر شيئا من أحد، فالقرآن كرمه وفضله على العالمين، فهو عزيزنا، ولا نقول إلا الحمد لله.
الجريدة الرسمية