رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو والصور.. حركة أورومو الإثيوبية «لغم» تفجير «سد النهضة»

فيتو

تخوض مصر مفاوضات شائكة مع الجانب الإثيوبي، بهدف التوصل إلى اتفاق مشترك، يضمن مصالح دول المصب لنهر النيل، في ظل عناد "أديس أبابا" المتعمد، لتعطيش مصر والسودان، وسط غض طرف من الخرطوم.


وبالرغم من دفع البعض لنظرية التدخل العسكري، لحسم الملف لصالح القاهرة، يحذر المتابعون للملف من مغبة هذه الخطوة، خشية تعرض مصر لعقوبات دولية في وقت تمر به بأزمة سياسية واقتصادية عنيفة، وعدم اكتمال عافية الدولة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وانخراط أجهزتها في أزمات متلاحقة، متعلقة بمواجهة الإرهاب من جهة، والسعي لدوران عجلة الاقتصاد المتوقفة من جهة أخرى.

وسط الحوار المتعثر والغرور السياسي الذي أصاب إثيوبيا، انفجرت جبهة أديس أبابا الداخلية، بمظاهرات طاحنة لشعب "أورومو"، صاحب الحق المهدور والذي يقام على أراضيها "سد النهضة"، بعد انتزاع السلطات لها بالقوة من أكبر قومية تقهر برصاص الجيش والشرطة هناك في غفلة متعمدة من المجتمع الدولي.. ويبدو أن القدر بعث روح الانتفاضة في صفوف "أورومو" بعد السكون، لتقوم بدور اللغم في جسم سد النهضة.


قومية أورومو

وتعتبر قومية أورومو من كبرى القوميات الإثيوبية عددًا، حيث يبلغ عددها من 18 إلى 20 مليون نسمة، ويمثلون من65 إلى 70% من سكان إثيوبيا الحالية، 70% منهم مسلمون، و20% مسيحيون والباقي وثنيون.

ورغم تعدد القوميات في إثيوبيا إلا أن قومية "تغري" التي ينتمي إليها رئيس الوزراء الراحل، مليس زيناوي، هي الحاكمة للبلد، منذ عشرين عاما، أي منذ سقوط نظام منجستو هيلاي مريم (من قومية أمهرا) في 1991.


أصل النشأة

حركة تحرير الأورومو، منظمة أسسها في عام 1973 وطنيون من شعب الأورومو، وتنادي بتقرير مصير شعب أورومو، ضد ما يسمونه "الحكم الاستعماري الحبشي"، وتصفها الحكومة الإثيوبية بأنها منظمة إرهابية.

وتعتبر حركة قومية للشعب الأورومي (جنوب ووسط إثيوبيا)، أكبر جماعة عرقية في البلاد، وقاتل مقاتلو الجماعة إلى جانب القوات الموالية لمليس زيناوي، وساعدت في الإطاحة بمنجستو هايلاي مريم، الرئيس السابق، في عام 1991.

وبالرغم من أن الجبهة لم تلجأ للعنف، منذ عام 2002، تقول بعض التقارير إن نشاطها غير العنيف، فد ازداد بعد الانتخابات العامة في 2005، والجبهة لها مكاتب في واشنطن وبرلين، وتبث محطات إذاعة أورومية باللغتين الأمهرية وأفان.

تعتبر "تحرير أورومو" من أبرز الحركات التي تقاتل في الجبهة الجنوبية ضد النظام القائم، وتتمركز في المناطق القريبة من الحدود بين إثيوبيا وكينيا، حيث تكثر أبناء القومية، وتحمل هذه الحركة، التي لا يعرفها الإعلام كثيرا، السلاح منذ عشرين عاما.

ويقول قادة الحركة إنهم يريدون تحرير مناطق قومية أورومو، ومن بينها العاصمة أديس أبابا، وتتهم إثيوبيا إريتريا بدعم هذا الجبهة.


أهداف أورومو


حسب اعتقاد أعضاء ومناصري الجبهة، فهدف الجبهة هو تحرير منطقة أورومو من الاحتلال الإثيوبي، الذي بدأ منذ ضمها في  عهد الإمبراطور الإثيوبي "منليك الثاني"، في نهاية القرن العشرين، وقامت الجبهة وهدفها الرئيسي استقلال منطقة أورومو.

وتعتنق الجبهة الديانة الإسلامية، وتعترف بحقوق الأقليات والتجمعات العرقية داخل أوروميا، وتهدف إلى غرس التفاهم والاحترام المتبادل بين شعب أورومو والشعوب المضطهدة، من أجل القضاء على الاستعمار وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.


قيادة الحركة

أعلنت الجبهة النضال المسلح من أجل تحرير الشعب الأورومي عام 1976، بعد التوقف منذ بداية عام 1974، لأسباب تكتيكية ولوجيستية، وبعد أن أعادت الجبهة تنظيم صفوفها، بدأت تشن حرب عصابات، بدأت من منطقة شرق هررجي على الجيش الإثيوپي بقيادة نظام هايله مريم، وفي هذه الفترة تعرضت الجبهة لمخاطر كثيرة، ومنها الحرب الإثيوپية الصومالية في النزاع على منطقة أوكادين، وأيضًا الانشقاقات التي حصلت في الجبهة بقيادة "جارا أبا قدا"، وكذلك اغتيال 11 من القيادات العليا للجبهة في صحراء أوكادين،  وهم متجهون إلى الصومال لشرح قضية أورومو على المجتمع الدولي.

بعدها اختارت الجبهة قيادة جديدة، برئاسة قلاسا دلبو، ونائبه لينجو لتا، اللذين قادا الجبهة من عام 1980 حتى 1994، وفي هذه الأثناء انتقلت الجبهة إلى السودان، وبقي الجناح العسكري في الداخل لشن الهجمات المسلحة على الجيش الإثيوپي، ومن السودان تأسست لجنة لتبسيط حروف اللغة الأورومية، واختارت هذه اللجنة الحروف اللاتينية، وبدأت طباعة الأحرف الجديدة وتوزيعها على الشعب الأورومي في المهجر.

في الثمانينيات، عقدت الجبهة تحالفات مع الجبهات المعارضة للنظام الإثيوپي، مثل جبهة تحرير إريتريا، وجبهة تحرير شعب تيكري، وفي هذه الأثناء، افتتحت الجبهة أول إذاعة ناطقة باسمها وسمتها صوت تحرير شعب أورومو، عام 1988.

شاركت الجبهة في المؤتمر الذي انعقد في لندن عام 1991، بعد انهيار النظام الشيوعي في إثيوپيا، وتحالفت مع الجبهة الديمقراطية لشعوب إثيوپيا، لتأسيس حكومة انتقالية في أديس أبابا، ولكنها اختلفت على كيفية إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

انسحبت الجبهة من الحكومة عام 1992، وغادرت القيادة السياسية للجبهة إلى الصومال، وهناك اختارو قيادة جديدة برئاسة داود أبسا أيانا، ونائبه بلتم بيو أبوبكر.


سد النهضة

وبدأت التظاهرات في 12 نوفمبر الماضي، في بلدة "جينكي" الصغيرة، التي تقع على مسافة 80 كيلومترا جنوب غرب العاصمة أديس أبابا، حين خرج طلاب ينتمون لقومية "الأورومو" ضد إخلاء أراض ومصادرتها لصالح تنفيذ مشاريع حكومية (سد النهضة)، قبل أن تنتقل تلك التظاهرات إلى مناطق أخرى، تخص تلك القومية، التي يعتنق أغلب أبنائها الدين الإسلامي، وتبين أن الخطة الحكومية تستهدف إخلاء قرابة مليوني مزارع.

تصاعدت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت بين عرقية "الأورومو"، احتجاجا على التهجير القسري وانتزاع أراضيهم، وسط اتهامات للجيش الحكومي بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين السلميين، مما أسفر عن مقتل 125 متظاهرا، حتى الآن، وفقا للأرقام الرسمية التي أعلنتها منظمات حقوقية دولية.

ودعا "كونجرس" الشعب الأورومي إلى توسيع الاحتجاجات لتشمل جميع أنحاء البلاد، كما طالب جميع الإثيوبيين في الخارج بتنظيم مسيرات وتظاهرات يومية حاشدة أمام السفارات الإثيوبية، والبرلمان الأوروبي في بروكسل، ومقر الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف، لفضح جرائم النظام العنصري في أديس أبابا، وحرب الإبادة التي يشنها ضد عرقية الأورومو.

وسارعت أديس أبابا إلى إعلان التعبئة العامة وأغلقت الطرق إلى السد، ودفعت بمروحيات عسكرية لتأمينه، خشية تعرضه لعمل عسكري على يد قوات الأورومو.

Advertisements
الجريدة الرسمية