«التهديد والتخويف» سلاحان قادا أردوغان للفوز بالانتخابات.. مراقبون: الرئيس التركي رفع شعار «أنا أو الفوضى».. محلل سياسي: «العدالة والتنمية» مارس الابتزاز السياسي.. والنتا
يرى مراقبون أن الناخب التركي صوت تحت التهديد، وأن اختياره لم يكن انطلاقا من قناعته الشخصية، وإنما بسبب الخوف من خطر "الإرهاب والانقسام"، علما بأن أردوغان وحزبه خاضا الحملة الانتخابية بشعار «أنا أو الفوضى».
وبحسب التقرير الذي أعدته وكالة فرانس 24 أن حزب «العدالة والتنمية» التركي تمكن من استعادة الأغلبية المطلقة في البرلمان إثر انتخابات تشريعية مبكرة جاءت نتائجها مخالفة تمامًا لغالبية استطلاعات الرأي، ما يمكن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان من تشكيل حكومة بمفرده دون حاجته للدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى.
وحسب نتائج غير رسمية أعلنتها وسائل إعلام محلية، حصل الحزب على 49.4% من الأصوات، ليستحوذ على 316 مقعدًا في البرلمان التركي من مجموع 550.
صفعة للمعارضة
وتلقت المعارضة ومعها حزب "الشعوب الديمقراطي" المقرب من الأكراد صفعة قوية، وحاولت تبرير نتائجها بإلقاء اللوم على الرئيس التركي لانتهاجه لسياسة التخويف تحت شعار «أنا أو الفوضى»، وذلك لدفع الناخبين إلى التصويت لصالح حزبه.
إستراتيجية التخويف
الأكيد أن أردوغان ربح رهانه بعد أن دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة جراء نتائج الانتخابات السابقة التي لم تمنح حزبه الأغلبية، حيث وجد نفسه مجبرا للتشاور مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومة ائتلافية، لكن مقابل ذلك يرى مراقبون أنه زج بالبلاد في حرب يجهل إلى أي مدى يمكن أن تؤدي إليه في المستقبل.
ويرى متابعون للموقف السياسي أن أردوغان سيغير من إستراتيجيته التي اتخذها خلال الحملة الانتخابية تحت شعار "أنا أو الفوضى"، وسيتحدث بدءا من الآن بنبرة مغايرة تحمل إشارات السلام والاستقرار كما جاء في كلمته عندما أعلن أن الشعب التركي "برهن على إرادة قوية في وحدة وسلامة أراضي" تركيا، تعليقا منه على نتائج الانتخابات.
ومن جهته، دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في كلمته التي أعقبت الإعلان عن النتائج إلى"الوحدة" في بلد يشهد انقساما وقلقا.
وتضمنت هذه الكلمة إشارات إلى "الحب" و"الحوار" بنبرة يفهم منها أنها دعوة حكومية للتهدئة في صراع السلطة مع الأكراد.
الابتزاز السياسي
وقال المحلل السياسي نوفل إبراهيمي الميلي في تصريح لفرانس 24، إن تصويت الكثير من الناخبين لصالح حزب "العدالة والتنمية" كان بدافع الخوف، موضحا أنه ساد شعور "بالخوف من خطر الإرهاب والانقسام بسبب الأزمة الكردية" في أوساط الأتراك.
واعتبر الميلي أن "إستراتيجية أنا أو الفوضى" التي انتهجها أردوغان في الحملة الانتخابية "كانت ناجحة"، مشيرا إلى أن الإستراتيجية نفسها استخدمت من قبل زعماء آخرين، كما حصل مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أو الرئيس الفرنسي السابق شارل دي جول".
ويؤكد الميلي أن أردوغان لجأ إلى "الابتزاز السياسي للناخبين الذين صوتوا تحت التهديد ولم يكن اختيارهم نابعًا من قناعة، بل كان أكثر من خوف من المستقبل".
وفوز "العدالة والتنمية" في هذه الانتخابات لربما أعفى البلاد من مشاكل أخرى في حال خسارته، وقال إبراهيمي الميلي إن أردوغان كان بإمكانه إلغاء الانتخابات لو مني حزبه بهزيمة.
ويرى المحلل السياسي أنه لا يمكن اليوم تصور تركيا بدون "العدالة والتنمية" لنجاحه في "التجذر في مفاصل القطاعات الكبرى للدولة بينها الاقتصاد"، كما أن الحزب نجح في "إعادة العسكر إلى الثكنات وإبعاده عن السياسة".
زعزعة الاستقرار
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية تغريدة للمحلل السياسي سونير كاغابتاي نشرها على "تويتر"، كتب فيها أن الذي ساعد في فوز أردوغان هو "الخوف من زعزعة الاستقرار في تركيا، إضافة إلى إستراتيجية أردوغان الذي قدم نفسه على أنه "الرجل القوى القادر على ضمان الحماية".
