رئيس التحرير
عصام كامل

الإنجاز.. وثقافة رحيل المقصرين


يقول المثل العربي (قطعت جهيزة قول كل خطيب) وهذا ما حدث من الرئيس السيسي في كلمته التي ألقاها في الدورة التثقيفية الـ19 للقوات المسلحة مؤخرا.. الرئيس ليس لديه ما يخفيه ولا ما يخاف منه.. الرئيس تحدث بوضوح وشفافية؛ لأنه يعلم حجم الشائعات التي انطلقت منذ بدء العمل في مشروع قناة السويس وحتى يوم الافتتاح.. وما زالت أبواق الشر تشكك في جدواه الاقتصادية؛ أملا في الوصول إلى ما تريده لمصر من فشل وانكسار.


الرئيس تحدث كما لم يتحدث من قبل.. لم يقرأ سطرا من ورقة مكتوبة سابقة التجهيز.. لكنه خاطب المصريين بنفس ذات الشفرة التي يجيد الحديث بها.. من القلب إلى القلب، وكما قال: أبدًا لن نبيع الوهم للمصريين.. ولن نتحدث عن إنجاز قبل أن نتأكد أنه قابل للتنفيذ والنجاح، وأن كل مقوماته ملك يميننا وجاهزة للانطلاق عند إعطاء إشارة البدء.. الرئيس لم يقرأ سطرا، لكنه قال أرقاما يعجز عن سردها متخصص دون النظر في بيانات مكتوبة أمامه، بما يعني أنه درسها وفحصها ومحصها بدقة وفهم كبيرين، وكما قال: كل مسئول عليه أن يخوض في التفاصيل ويفهمها جيدا، إذا أراد الإنجاز الحقيقي.

الرئيس رد بوضوح لا يقبل التأويل، على كل المشككين في القناة الجديدة، وقال بالأرقام كم تكلفت من أموال وشرح كيف يمكن للعلم والإدارة الرشيدة والمتابعة المستمرة للمشروعات الكبرى والصغرى، أن تنجح نجاحا باهرا وأن تعطي نتائج غير مسبوقة.

الرئيس كان يتحدث هذه المرة والبسمة لا تفارق وجهه عكس مرات سابقة.. كان واثقا من نفسه ومن الشعب المصري، متفائلا بمستقبل أكثر إشراقا لمصر والمصريين.. الرئيس كان يتحدث عن أسلوب عمل جديد وعن رؤية غابت سنوات عن صناع القرار في هذا الوطن.. وربما لا نتذكر متى أطلقنا مشروعا حددنا له نهاية أو موعد افتتاح وتحقق!

الآن يتحدث الرئيس عن مشروعات قومية كبيرة على الطريق.. منها ما قد بدأ العمل فيه فعليا، ومنها ما قد تحدد له موعد البدء وموعد الافتتاح.. الرئيس تحدث عن الأنفاق التي تجسر المسافة بين الدلتا وسيناء، وتضع قضية تنمية سيناء موضع التنفيذ بالعلم وليس (بالعافية) كما قال.

الرئيس بعد أن اطمأن على عودة الثقة للمصريين في أنفسهم - رغم كل ما يجرى من حولنا ورغم كل ما نعانيه في مواجهة الإرهاب الذي يضرب المنطقة ويحول دولها إلى جزر منعزلة – يبعث الأمل مجددا ويقول على رءوس الأشهاد، ويتعهد أمام الشعب المصري بأن يكون أكتوبر 2016، موعد افتتاح 4 أنفاق جديدة تربط سيناء بالوطن بتكلفة لا تزيد عن نصف الأسعار العالمية، ويتعهد في أقل من عام ونصف، بأن يتم افتتاح أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط، تدر إنتاجا يصل إلى 100 ألف طن من الأسماك سنويا.

الرئيس قرر أن نموذج مشروع القناة سوف يعمم في كل المشروعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة؛ من حيث السرعة والتكلفة والإنجاز.

لكن عفوا سيادة الرئيس.. سيادتك قلت إن مشروعاتنا القادمة نحتاج أن ننجزها في (اللازمن)، بما يعني أننا في حالة لا مجال فيها لتضييع الوقت.. ونبهت المسئولين بأن غير القادر منهم على العمل والإنجاز بذات المنهج والطريقة.. عليه أن يبتعد عن الصورة أو الكادر.. كلام جميل لو تحقق!.. لكن يا سيادة الرئيس ليس لدينا ثقافة الرحيل عند عدم القدرة أو التقصير.. لذلك أدعوك إلى تغيير من تثبت عدم كفاءته، وعدم ولائه للدولة المصرية.. الحساب مطلوب للمجتهد والمقصر.. وتحيا مصر.
الجريدة الرسمية