رئيس التحرير
عصام كامل

وماتت الرجولة


كل يوم يمر يؤكد أن من يطلقون على أنفسهم الإخوان المسلمين اتخذوا من الإسلام شعارًا وستارًا لإخفاء مدى خستهم وقذارتهم وانعدام نخوتهم ورجولتهم؛ وياليتهم اتخذوا من ألد أعداء الله "أبو جهل" بعضًا من مروءته والتى رأى أنه بلطمه للسيدة "أسماء بنت أبى بكر" عارًا سيظل يلاحقه بين العرب .


الرواية كما يرويها ابن إسحاق : أن "أسماء بنت أبى بكر" قالت لما خرج رسول الله وأبو بكر، قاصدين الهجرة إلى المدينة، أتانا نفر من قريش، فيهم عمرو بن هشام "أبوجهل"، فوقفوا على باب أبى بكر فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا بنت أبى بكر؟ قالت قلت: لا أدرى والله أين أبي؟ قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدى لطمة طرح منها قرطى فوقع وبعد أن تركها ومشى بضع خطوات شعر بخسة ما فعله، وجرم ما ارتكبه فالتفت يمينا ويسارًا متحسسًا خجله من نفسه، وإذا به ينتفض فى وجه من معه من المشركين قائلًا لهم لايتكلمن أحدكم بما رآه "بصفعى لبنت أبى بكر على خدها حتى لا تتحدث العرب أن عمرو بن هشام قد صفع امرأة.

وفى رواية أخرى قال لأصحابه "اكتموها على حتى لا نعير بين العرب بأننا نضرب النساء" .

أين هى أخلاق جماعة الإخوان ورئيسهم ومرشدهم من قيام أحد أذنابهم بلطم امرأة مثلها مثل التى قاد رسول الله جيش المسلمين وحاصر بهم يهود قينقاع خمسة عشر يومًا حتى طردهم من المدينة.

فالرواية التى ذكرها ابن كثير وابن هشام عن سبب غزوة قينقاع كانت بسبب امرأة فى السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلى لها، وأثناء وجودها فى محل ذلك الصائغ اليهودي، حاول بعض من شباب اليهود رفع حجابها والحديث إليها، فامتنعت. فقام صاحب المحل الصائغ اليهودى بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها. فأخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهم. فتقدم رجل مسلم رأى ما حدث لها، فهجم على اليهودى فقتله، ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه،
فقام الرسول والمسلمون بحصار اليهود خمس عشرة ليلة حتى أجلاهم عن المدينة رغم شفاعة الشافعين ومنهم الصحابى عبادة بن الصامت والذى كان حليفاً ليهود بنى قينقاع، وأعلن براءته من حلفائه بكل وضوح قائلاً "يا رسول الله، أبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولّى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم" .
 
إن ماحدث من قيام أعضاء جماعة الطاغى الحاكم يؤكد أن تلك الجماعة لاتدين بأى شىء سوى دين المصلحة والتمكين حتى لو كان فى ذلك إراقة الدماء وانتهاك الأعراض والاعتداء على النساء.

إن ماحدث ليس اعتداء بلطمة من جبان على وجه فتاة ؛ ولكنها لطمة على وجه الوطن؛ صرخة نحيب وبكاء على الرجولة فى مصر.

وأخيرًا إلى الرفاق أقول "رجولتكم تحتضر؛ ونضالكم الآن لاجدوى منه؛ الزموا بيوتكم؛ واتركوا نساء مصر لثورتهن؛ فهن أقوى وأجدر على قيادة الثورة ومواجهة طغيان الحاكم وجماعته؛ ظلوا أنتم فى شعاراتكم الكاذبة وأقيموا على نخوتكم مأتمًا؛ ولا تحدثوا أحدًا عن الثورية إلا إذا عادت دماء الرجولة لعروقكم من جديد .

ندائى إليكم أيها الرفاق: تموت مصر بانتهاك عرضها؛ ضعوا نساء مصر فوق رؤوسكم تيجانًا؛ وأشهروا سيوفكم لاقتلاع رقاب كل من يتجرأ ويقترب لشرفهن .

الجريدة الرسمية