رئيس التحرير
عصام كامل

نتيجة الثانوية العامة


يوم لا يُنسى لدى كل أسرة لديها ابن أو ابنة في هذه المرحلة وجهد دام عام منذ انتهاء امتحانات الصف الثاني الثانوي، عاشته الأسرة والطالب معا، حتى انتهت الامتحانات بحلوها ومرها وانتظر الجميع النتيجة.


قلق مستمر فوق ما تلقيه الحياة علينا من قلق، ننتظر ما أحرزه الأبناء من نتيجة بعد عام كامل من الاستذكار، ونأمل لهم أن يوفقهم الله إلى ما يجعل فيه الخير لهم.

إلا أن ما يؤرق الجميع هو ما بعد ظهور النتيجة ومحاسبة الأبناء عليها إن كانت لم تحقق للأسرة ما كانت تأمله فيهم، وغالبا شعور عدم الرضا هو الشعور المسيطر على الأغلبية، فالكثير يريدون التميز حتى إن كان ذلك لا يتوافق مع قدرات الطالب ومهاراته؛ إذ أن تباهي الأهل بالمجموع لهو افتخار بشيء يريدونه دون النظر إلى ما وهب الله به الطالب من مهارات أخرى، قد تكون فاتحة الخير عليه في حياته.

كليات القمة يتصارع عليها الطلبة؛ أملا في تحقيق اللقب أو تحقيق مكانة، ولكن للأسف نحن لا ننظر إلى القيمة المضافة التي سوف يحققها الطالب للمجتمع، بقدر ما ننظر إلى المكانة حتى إن كانت تلك المكانة لن تحقق للطالب شيئا أو حتى للمجتمع أي فائدة.

إننا أمام بديلين، الأول أن نحقق للوالدين ما يريدون بغض النظر عن اقتناع الطالب بما يتعلم، أو أن نحقق للطالب ما هو مقتنع ومؤمن به، بعد استكشاف قدراته ليكون صالحا لنفسه وللمجتمع، ويحقق في وظيفته ويضيف إليها من بصمته في الحياة، ويكون متفوقا ليس علميا فقط وإنما على المستوى العملي أيضًا.

علينا أن نتقبل أولا المجموع دون أي جدال أو ندم على ما حققه أبناؤنا، ثم علينا أن ندرس إمكانيات أبنائنا لنوجههم إلى طريق الصواب، لا أن نفرض عليهم اتجاها نحصد منه فشلا طول العمر.

علينا أيضًا أن نقوم بدراسة المجالات المتاحة والمناسبة ليس الآن، وإنما المتاحة عند التخرج وتحتاجها السوق الفعلية، لا أن نصدر للسوق خريجين لا يضيفون إلا الأعداد فقط ولا يضيفون أي قيمة للناس.

المهم ليس مسمى الشهادة، وإنما المهم أن نفتح لأولادنا طريق النجاح لهم ولمجتمعنا أيضا.
الجريدة الرسمية