رئيس التحرير
عصام كامل

نص كلمة محلب في احتفالية تأبين عبد العزيز حجازي بجامعة النيل


شارك المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، منذ قليل، في احتفالية جامعة النيل الأهلية، لتأبين الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق.


بحضور المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، رئيس المحكمة الدستورية، وعمرو موسى، الأمين السابق لجامعة الدول العربية، والدكتور إبراهيم بدران، رئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور على لطفى، رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور طارق خليل، رئيس الجامعة، وعدد من الوزراء، وأعضاء مجلس الأمناء.

في بداية كلمته قال رئيس الوزراء: اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بخالص الشكر لإدارة جامعة النيل على تنظيم حفل تكريم المغفور له بإذن الله الدكتور عبد العزيز حجازي، رئيس وزراء مصر الأسبق، فالوفاء هو أكرم الكرم.

وأضاف: إن هذا الجمع الكريم هو إحدى صور التعبير عن العرفان والوفاء الكريم لهذا الراحل الكبير، الذي ترك لنا ما نتلقاه حبًا في قلوبنا وأسماعنا ووجداننا ونفوسنا، وإن جامعة النيل لتضرب بتكريمها لاسم الراحل أروع الأمثلة فيما يجب أن يكون عليه تعظيم أسماء الشرفاء من أبناء هذا الوطن، فلقد كان دفاعه عن فكرة إنشاء جامعة النيل درسا لنا وللأجيال من بعده، ومثالا يُحتذي به في كيفية الحصول على الحق والانتصار في الرأي، بالأدب الجم والعلم المستنير، والحجة القوية.

وقال: إنني إذ أقف بين أيديكم اليوم ينتابني شعور مزدوج ما بين العرفان والتقدير لاسم وإسهامات الراحل العظيم، وما بين الحزن والأسى على رحيل هذا الفارس النبيل، الذي أفنى حياته لخدمة قضايا بلده سواء خلال تقلده المناصب العامة، أو بعد خروجه منها، فما أقسى أن أتحدث عن أخ كبير وأستاذ قدير، وما أصعب أن أستعرض مآثر وخصال رجل ناكر للذات، نذر حياته لوطنه، وكان على تواضعه ووداعته صلبا شديد المراس في الحق، لا يخاف فيه لومة لائم.

وأوضح المهندس إبراهيم محلب: لقد عرفت المرحوم الدكتور حجازي – وعرفه معي الكثيرون – كأستاذ جامعي بارز، وظاهرة اقتصادية فذة، تقلدت العمل العام في ظل ظروف دقيقة وصعبة للغاية على الأمة، فالفقيد، وهو الحاصل على شهادة دكتوراه الفلسفة في التجارة من واحدة من أرقى جامعات إنجلترا، تبوأ منصب وزارة الخزانة في أواخر الستينات بعد النكسة، فساهم ورفاقه في تخطي الأزمة والاعداد للثأر والانتصار، ثم أصبح نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للمالية والاقتصاد والتجارة الداخلية، ثم كانت ثقة الرئيس الراحل أنور السادات فيه فقلده منصب رئيس الوزراء عقب انتصارات أكتوبر ليأخذ من إخوانه في ساحة الحرب راية النصر، ويثبتها في مواقع البناء والانطلاق الاقتصادي.

وقال: لقد كان رحمه الله دائم التواصل معي عقب تقاعده عن العمل الحكومي، وذلك أثناء عملي كرئيس لشركة المقاولون العرب، ثم كوزير للإسكان، ثم كرئيس للوزراء، يدلي بغير كلل ولا ملل بنصائحه الغالية لي في كل المواقف التي تتعلق بالقضايا الوطنية أو الشأن العام، لا يريد سوى رفعة وطنه، وتحقيق ما فيه الخير لصالح المواطنين، لمستُ منه دوما طيب النفس، وشفافية الروح وكريم الأخلاق الحميدة.

وأكد محلب أن نموذجًا مثل الدكتور عبدالعزيز حجازي هو نموذج نفتقده اليوم، نفتقد إلى تلك الطاقات التي تعمل بجد وتنتج في هدوء، نفتقد هؤلاء الجنود الذين يعشقون العمل ويقدسون تراب الوطن.

وفي الختام قال رئيس الوزراء: لا أقول للدكتور عبد العزيز حجازي وداعا بل أقول له إن أثركم الطيب باق.... إن أثركم الطيب باق، وأقول له لقد مضيت ونحن لا شك على نفس خطاك وعزمك ماضون، وإنك وإن ترجَلت اليوم فسيحمل الراية بعدك، اليوم وغدا، فرسان أوفياء للعهد، مستكملين للدرب.
الجريدة الرسمية