رئيس التحرير
عصام كامل

«التروفاتورى» بين إبداع فيردى واستثنائية فرقة أوبرا القاهرة

18 حجم الخط

الغرام والانتقام.. تلك هي وقائع أحداث أوبرا التروفاتورى والتي تعد تحفة خالدة ومن الأوبرات النادرة وتشكل مع أوبرا ريجوليتو ولاترافياتا مايسمي بالثلاثية الشعبية، وأبدع فيردى في وضعها مستلهمًا دراما الترابادور لـ انطونيو جارسيا جيتيريس وكتب نصها سالفادوري كامارانو وعرضت لأول مرة في عام 1853 على مسرح أبوللو في روما.


وتدور أحداث التروفاتورى، أثناء الحرب الأهلية في بيسكاليا وأراجوانا في القرن الخامس بإسبانيا، حيث يأمر الكونت العجوز بإلقاء القبض على الساحرة الغجرية وإعدامها حرقا على أثر اعتقاده بأنها وراء مرض طفله الرضيع، وتحرق الغجرية، ليجد الحراس بجوارها عظام لرضيع محروقة، يظنون بأنها لابن الكونت.

وتتوالى أحداث ويستمر الكونت دى لونا الحالى في البحث عن شقيقه المفقود والذي لم يصدق بأنه مات، باحثاً عن ابنة الساحرة الغجرية ظنا منه بأنها تملك مفاتيح القصة كاملة، ويلعب القدر لعبته ليقع الكونت دى لونا والفارس مارنريكو ابن الغجرية في حب ليونورا.

وتشعل الغيرة الغضب في قلبيهما، ويجمع الفارس الغجرى مانريكو أبناء الغجر لمحاصرة الكونت دى لونا بعد خطفه لأم مانريكو، وتفشل محاولات الفارس في القضاء دى لونا، ويسجن هو وأمه استعدادا للموت، وهنا تسعى الحبيبة ليونورا بإقناع الكونت بأنها ستكون له وحدة حال الإفراج عن حبيبها وأمه.

ويكتشف الكونت خيانة ليونورا له، بانتحارها بالسم القاتل، فيأمر بشد الفارس الغجرى مارنريكو وإعدامه شنقا، وهنا يسدل الستار على الكونت دى لونا صارخا عندما يعلم في لحظة النهاية بأن الفارس الذي أمر بإحراقه هو شقيقه الذي ظل طيلة عمره يبحث عنه، وبذلك حققت أوزتشينا الساحرة الغجرية الانتقام آخر كلمات والدتها لها.

وعلى قدر إبداع فيردى في التروفاتورى، جاءت استثنائية فرقة أوبرا القاهرة، والذي أدهش الحضور بقوة أدائه وتمكنه اللغوى، حتى ظن البعض منهم بأن من يقدم العرض هم فنانون أجانب وليس مصريون، فقد استطاع الفريق دمج الجمهور مع أحداث القصة بموهبة نادرة الوجود في الوقت الحالى.

أيضا لا أنسى قوة أداء كلا من الصوليست إيمان مصطفى والتي قامت بدور ليونورا، والباريتون مصطفى محمد قدم دور الكونت دى لونا، والمبدع الباص باريتون رضا الوكيل قدم دور فيراندو.

أيضا كان للموسيقى دور لا نستطع إغفاله، فقد برع أوركسترا القاهرة بقيادة ديفيد كريشينزى، ليزين تلك التحفة الفنية بأكاليل المقطوعات الموسيقية المغزوله بالنص الدرامى.

الجريدة الرسمية