رئيس التحرير
عصام كامل

إلى المجنون المُلَقب "رجلًا ".. قصيدة لـ"أميرة الوصيف"

18 حجم الخط

" إلى "المجنون " المُلَقب رجلًا
أنا الآن.. الآن
أتحسس وجهك بأصابعي الدقيقة
و أُعيرك أقرب فراشاتي وأروعها
و أُدين لك بنصف "شاعريتى "

وترنيمة سلام ؛ تحبو قُرب قلبي في بلاغة !
الآن
أنا أُجيد الرقص تحت المطر
و التباهى بأكبر قطعة ثلجية
سقطت على رأسي المُختَل !
الآن
أنا أتحدث لأنف ذلك التمثال البرونزي
وكأنه أنت
أُلقي عليه رسالتى الألف
و يقهقه بعد سماع تلك الأمنية المكتوبة
في سطرها الأخير
أمنيتى كانت تقول
أن يُمطرك الله جنونًا مُضاعفًا
فأنا أذوب حُبًا في تلك المَلكَة
الخارجة على كل مألوف "

" أيها "المجنون " الواضح
كنور تشطره قضبان النافذة
تتمشى كالقشعريرة في أوصالي
يبدو وجهي أكثر بلاهه
كلما فكرتُ فيك
وأطفق أردد لنفسي:
أحبه.. أحبه
أتظننى أُبالغ ؟
أتعاطى حبوب النفاق الأكثر استهلاكًا ؟
أمدحك شِعرًا كى أبدو مُدهشة وحسب " ؟!

" يا سيدى
عليكَ أن تعلم أنه قد بلغ بي حُبك حد الهذيان
أصبحتُ أُقَدس ظِلك
وجلستك
وغناءك
وتلك التنهيدة المُفَعمة حُبًا
باتت كقضائي المحتوم !
و حنينى الذي تجاوز مُخيلتى المتواضعة
مُخيلتى الفقيرة
جعلتنى رهنًا لهواجسي
تَلتَبس على الأسماء
والأرقام
والشوارع !
و أصبحت الطُرقات المُبَللة
وحدها.. وحدها
من تقودنى اليك ".

أعرف أنه من الحَمَق ألا أتدثر في قصيدتك الليلة
لكنى آثرت "أذى البرودة "
على أن أُبَعثر أفكارك في داخلي !
هاهى جارتنا
؛ تُلَملم رسالاتى كل يوم
تلك التي تفترش صفحة الطريق
يتزاحم بعضها
ويلتصق بعضها بالآخر
و يموت بعضها بين يد الآخر !
رسالاتى التي تُقبِل مع الفجر
وتستدير مع الشمس
أسكب بين سطورها
"روحي " عن عَمَد
أُسرف فيها من الشوق ما يكفي
للم شمل قارات العالم الواسعة
".
" في حوزتى الآن "قلبك "
؛ لا أنوى به شيئًا سيئًا
وكيف ذلك ؟
و أنا مَن اجتزتُ العُمر ركضًا كي أعثر عليه ؟!
ألاطف أحزانه
و أتأدب في حضرتها
و أقترض من السماء "سر السعادة "
و أدسه فيه
على إيقاع تلك الأنفاس "النورانية "
؛ أُعَرف نفسي على نفسي
و أقفل صدري على أشعارك
لحظاتى المسروقة باتت "قانونية " !
و مسالكى للهناء لم تعد أمنية ".

" بالله عليك
قُل لي
مَن يلقاكَ دون أن يُرَتب قلبه كما يليق بتعاليم البَهجة ؟!
ومَن يراكَ ولا ينفض عن كاهله كل سنينه المُتعَبة ؟
ومَن يَلفه غرامك دون أن تتآكل صحته دون أن يعلم ؟
ياسيدى
خراب أنت للمنطق !
فأى منطق يُفَسر وجودك
هو في الحقيقة بدون منطق.
و أي بؤس هذا الذي أغرقتُ فيه نفسي بقربي منك " ؟!


" يا أيها "المجنون " المُلَقب رجلًا
هل لي إخبارك أن الجاذبية لا تستقيم من دونك ؟!
و أن جريمة الحب لا تترك أثرها المؤلم بقلبي
كلما ارتسمت على ملامحي هيئتك وأنت
تحتضن "صوتى " بأعلى الأفق ؟!


مجنوني الصادق
يا نهمي الذي لا يرتوى
يا من تَربت على كَتف الزمن
كى يهدأ ويمضى !
ليتك تعلم أنك كَون
؛ ترتاح على كَتفه النجمات
ليتك تعلم أن بسمتك انتصار للفَرح
وأن الجميع يركض وراءك لكى تضحك
الجميع يشتاق لمُعانقة الطبيعة سيدى

الجريدة الرسمية