رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة حديثة: مواجهة الدولة الفكرية للتطرف سطحية وفارغة المضمون

إيهاب نافع الباحث
إيهاب نافع الباحث في الحركات الإسلامية

أكد إيهاب نافع، الباحث في الحركات الإسلامية بمركز الجمهورية للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مصر في حاجة للتخلي وبشكل كامل عن حالة الإقصاء للتمكن من المواجهة الفكرية والثقافية للإرهاب والعنف والتطرف، وتحصين الشباب من محاولات تجنيدهم ضمن الجماعات الإرهابية أو التوظيف للطعن في كيان الدولة المصرية.


أوضح في دراسة حديثة له تحت عنوان "المواجهة الفكرية والثقافية لظواهر العنف والإرهاب"، أن القضاء على الإرهاب ليس مستحيلا، وأن تجاربنا التاريخية القريبة خير شاهد على إمكانية حدوث ذلك، ونجاح مؤسساتنا فيه لكننا يجب أن نؤمن أن الخطاب الاستعلائي، والإقصائي، وغير الواقعي وغير العقلاني وغير المنطقي لا يمكن أن يبلغنا النجاح في هذه المهمة التي تزيد في أهميتها على المواجهة الأمنية للدولة.

كما أضاف أن العطب الفكري هو المرض وممارسة العنف عرض لذلك، ولذا يجب ألا ننشغل بالعرض وننسى المرض، ومن غير المعقول أن الدولة حين تسعى للمواجهة الفكرية والثقافية والدينية لتصحيح الأفكار المغلوطة وإبراز المفاهيم السليمة تديرها بالفكر الأمني، بل يجب على الأمن أن يقتصر دوره على ممارسة ملفه الأمني، ويفسح المجال لأهل الفكر والثقافة وعلماء الدين لأن يضعوا أجنداتهم الخاصة وليساعدهم الأمن في إنفاذها دون تدخل في إستراتيجيتها، مشيرا إلى أنه رغم عقد الندوات والبروتوكولات بين الوزارات المختلفة لمواجهة الإرهاب والتطرف إلا أن أعمالها على الأرض لاتزال شكلية فارغة المضمون وعديمة الأثر؛ لأن المعنيين بهذا الخطاب دائما ما يغيبون عن مثل هذه اللقاءات.

وجدد الباحث الدعوة التي أطلقها الكاتب الكبير لطفي الخولي، رحمه الله، ووزير الثقافة الحالي الدكتور جابر عصفور، منذ كان خارج السلطة لتشكيل لجنة عليا من وزارات الأوقاف والثقافة، والشباب، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، الأزهر الشريف، ودار الإفتاء ومفكرين وخبراء في التعامل مع التيارات الدينية وبرئاسة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، ولتسمى لجنة "المواجهة الفكرية" وتتبع رئاسة الجمهورية، لأنها لا تقل أهمية عن لجان الإصلاح الاقتصادي والإصلاح التشريعي، وأن تبرز الدولة من أعلى سلطة فيها ممثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رغبة حقيقية في العلاج الفكري للأزمة وفتح المجال للحوار جنبا إلى جنب مع المواجهة المسلحة مع إنفاذ القانون على الجميع، ووضع إستراتيجيات واقعية غير إقصائية وتوظيف كل من يؤمن شرهم في مواجهة الإرهاب والعنف والتطرف بشكل يعالج القضية من جذورها، ولا يقتصر على العلاجات السطحية الظاهرية فقط.

تجدر الإشارة، إلى أن الباحث شارك بهذه الدراسة في المؤتمر السنوي الأول لرؤية شباب الباحثين لمستقبل مصر، الذي أقامته وزارة الشباب بالتعاون مع المركز العربي للدراسات هذا الأسبوع.
الجريدة الرسمية