رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا وإسرائيل في عهد رجب طيب أردوغان «إيد واحدة».. ارتفاع حجم التبادل التجاري لـ 2.5 مليار دولار.. تل أبيب تمتلك قاعدة تجسس على إيران بتركيا.. وإسرائيل تزود الجيش التركي بُنظم دفاع جوي

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
18 حجم الخط

ترتبط العلاقات بين تركيا وإسرائيل بتاريخ طويل من التطبيع والعلاقات الحميمة بينهما، فهناك تعاون في مجالات عدة منها «السياسي، العسكري، الاقتصادي»، وزادت أواصر العلاقات عقب وصول حزب العدالة والتنمية للحكم الذي ترأسه في السابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


تصدير السلاح لتركيا
وتعد تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة بعد إيران تعترف بإسرائيل عام 1949م، ومنذ ذلك الحين أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي لحصول تركيا على السلاح، ناهيك عن التعاون العسكري، الدبلوماسي، الاستراتيجي فيما بينهما.

والحديث عن أي صراع أو توترات في العلاقات بين الطرفين فهو عداء وهمي تؤكده التقارير الإسرائيلية المؤخرة عن تزويد تل أبيب بصفقات أسلحة لتركيا، هذا إلى جانب العلاقات الاقتصادية المنتعشة بينهما.

وزودت إسرائيل تركيا مؤخرًا بحسب الإذاعة العبرية بعدد من طائرات «هارون»، وطورا سويًا الدبابة «باتون»، ويرى المراقبون أن البلدين علاقتهما قوية، ولكن «أردوغان» يختلق عداءً وهميًا لخداع مؤيديه.

وسيلة لمحاربة إيران
ويتعدى التعاون بين تركيا وإسرائيل أكبر من ذلك، بعد اعتماد أنقرة على تل أبيب لاجتياز المشكلات الاقتصادية والسياسة الداخلية، والتقارب في العلاقات مع واشنطن، فيما ترى إسرائيل أن تركيا هي المعبر إلى منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، بالإضافة إلى التنسيق العسكري بين الجانبين ضد سوريا وإيران.

أزمة دافوس
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انفعل ضد الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز"؛ بسبب حادث السفينة مرمرة، لكنه في نهاية المطاف عاد لحليفه التقليدي بالمنطقة وهو إسرائيل.

شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بالمشتريات ذات الطابع الأمني التي شهدت ارتفاعا ملحوظا، رغم تراجع السياحة الإسرائيلية إلى أنقرة.

اتفاقية التجارة
كما وقع البلدان اتفاقية للتجارة الحرة بينهما في يناير 2000، وسميت «اتفاقية التجارة الحرة التركية – الإسرائيلية»، واعتبرت مهمة جدًا بالنسبة إلى إسرائيل لأنها الأولى التي توقعها مع أي بلد آخر ذي أكثرية سكانية من المسلمين.

وتبلغ الصادرات الإسرائيلية السنوية إلى تركيا 1.5 مليار دولار، والواردات منها مليار دولار.

وكانت تل أبيب وضعت خططًا أولية لتوسيع التبادل التجاري ليشمل بناء خط لنقل المياه العذبة من تركيا إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الكهرباء والغاز والنفط.

وفي ظل الحديث عن العلاقات المتوترة باعت تل أبيب لأنقرة القمر الصناعي الإسرائيلي «أفق» ونظام الدفاع الجوي «أرو» المضاد للصواريخ، ويحتاج هذا الاتفاق إلى موافقة أمريكا ليصبح ساري المفعول.

وتعطي هذه الصفقة، في حال الموافقة عليها، قدرات متقدِّمة لتركيا سواء في مجال الدفاع ضد الصواريخ أو في مجال الاستعلام الإستراتيجي.

التجسس على طهران
العلاقات العسكرية بين البلدين بدأت بالاتفاق السري الذي وقعته رئيسة الوزراء التركية تانسو تشيلر وقضى بتبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل، وتنسيق الجهود ضد الإرهاب فى عام 1994، وهناك قاعدة استخبارات إسرائيلية على الأراضي التركية بالقرب من الحدود الإيرانية تستخدم في التجسس على طهران.

وفتح الاتفاق العسكري «السري» الباب لـ 16 اتفاقًا للتعاون في المجال العسكري، وجرى توقيع بعضها في عهد حكومة حزب الرفاه بقيادة نجم الدين آربكان.

وتفيد المعلومات الصادرة عن وزير الدفاع التركي أن هذه الاتفاقات تتضمَّن أيضًا برامج التدريب والتعاون المشترك التي تشمل القوات البرية والبحرية والجوية.

وصرَّح وزير الدفاع التركي بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية بأن تركيا لن تعمل على إلغاء أي من هذه الاتفاقيات العسكرية على الرغم من خطورة الهجوم الإسرائيلي على المركب مافي مرمره.

وتبلغ قيمة مجموعة المشاريع العسكرية بين البلدين نحو 1.8 مليار دولار، وتشكّل قيمة المشاريع نسبة عالية إذا ما جرى قياسها بالميزان التجاري بين البلدين والذي يبلغ 2.6 مليار دولار سنويًا.

ومن بين هذه المشاريع تحديث أسطول طائرات الفانتوم «F-4» وطائرات «F-5» بكلفة 900 مليون دولار، وتحديث 170 دبابة من طراز M60AI بتكلفة 500 مليون دولار.

وأعلنت إسرائيل مؤخرًا تجدد رحلاتها الجوية إلى تركيا، بعدما وقع وزير المواصلات الإسرائيلي «يسرائيل كاتس» على اتفاقية مع أنقرة، تتيح استئناف الرحلات الجوية للشركات الإسرائيلية إلى تركيا، وبموجب هذا الاتفاق الذي تم في إطار محادثات أجريت بين الجانبين.

وعلى صعيد التمثيل الدبلوماسي فإن لإسرائيل بعثة دبلوماسية كبيرة موزعة ما بين السفارة الموجودة في العاصمة أنقرة وقنصلية عامة موجودة في إسطنبول، وهي مسئولة عن تقديم الخدمات القنصلية في مناطق بحر مرمرة، ومناطق بحر إيجة والساحل الشرقي والغربي على البحر الأسود.
الجريدة الرسمية