رئيس التحرير
عصام كامل

دعوة «البدوي» و«زهران» لتأجيل الانتخابات البرلمانية تثير غضب القوى السياسة.. «التجمع»: «البدوي» وراء فشل التحالفات.. والوفد ليس جاهزًا للانتخابات.. «نافعة&

السيد البدوي
السيد البدوي

خارطة الطريق، إحدى الوثائق المصرية المحفورة في ذاكرة المصريين بمراحلها الثلاثة، نظرًا لكونها كتبت وأصدرت وأُرخت في مرحلة عصيبة مرت بها الدولة، فجاءت هذه الوثيقة كعقد اتفاق بين المصريين ليوحدوا إرادتهم وجهودهم من أجل إعادة بناء مصر.


وتعتبر عرقلة تنفيذ المرحلة الثالثة من خارطة الطريق المتمثلة في إجراء الانتخابات البرلمانية، خطأ جسيما في حق الإرادة الشعبية، ونوعا من التحالف مع أعداء الوطن على عرقلة إعادة بناء مصر.

بعض رموز القوى السياسية طالبوا بتأجيل الانتخابات البرلمانية، بحجه أن المناخ الأمني غير ملائم، وتأخر قانون الدوائر الانتخابية، وعدم جاهزية الأحزاب لتشكيل برلمان شعبى قوى، في ظل معارضة السواد الأعظم من باقى القوى.
أزمة سياسية
قال الأمين العام لحزب التجمع مجدى شرابية، إن الدعوات التي ظهرت مؤخرًا بشان تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، تصدر إما من كيانات ليست لديها جاهزية لخوض الانتخابات، أو لديها مصلحة شخصية من وراء هذا التأجيل.

واعتبر الأمين العام لـ"التجمع" أن تأجيل الانتخابات البرلمانية يعطى الفرصة إلى أعداء الوطن بالهجوم على ثورة 30 يونيو، وعودة التشدق بالانقلاب العسكري، وأن الدولة المصرية تعانى من عدم الاستقرار.

وأوضح أن عدم إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة وتشكيل مجلس نواب، بدوره يلقى عبئا كبيرا على كاهل رئيس الجمهورية، من ناحية، نظرًا لقيامه بدور السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، ومن ناحية أخرى يفتح الباب أمام أصحاب النوايا الخبيثة للهجوم على الرئيس لجمعه بين السلطتين.

وأشار إلى أن تأجيل الانتخابات وتولى الرئيس السيسي للسلطة التنفيذية والتشريعة معًا، يحمله عبئا ومسئولية بعض القوانين والقرارات التي ربما لا يكون لها قابلية عند الجمهور أو لا تحظى بإجماع شعبي.

وأكد "شرابية" لـ"فيتو" أن دعوات تأجيل الانتخابات البرلمانية، والتي دعا إليها الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، والدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، المتحدث الرسمى باسم تحالف العدالة الاجتماعى، بدورها تفتح الباب أمام المتربصين بالدولة وثورة 30 يونيو والرئيس السيسي، كى تصدر إلى العالم أن مصر لا تستطيع استكمال المرحلة الثالثة من خارطة الطريق نظرًا لكون المناخ الأمني لا يسمح بذلك.

ولفت إلى أن هذه الدعوات بتأجيل الانتخابات من شأنها أن تخلق أزمة سياسية جديدة ين القوى السياسية، خاصة وأن هناك بوادر جدل سياسي بين الأحزاب حول تأجيل الانتخابات.

مؤكدًا أن هناك بعض الكيانات السياسية تسعى إلى تحقيق مصالح خاصة من وراء هذه الدعوات، لكونها أيقنت عدم قدرتها على تحقيق نسبة الـ60% في الانتخابات البرلمانية مما يمكنها من تشكيل الحكومة.

قواعد التحول الديمقراطي
ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك أزمة سياسية تمر بها الدولة، وأنه لابد من أن يعرف من هم أطراف الأزمة، وما هي أسبابها، وكيف الخروج منها؟

وأوضح أن مصر تمر بأزمة سياسية منذ ثورة 25 يناير، وهو ما أعاق إرساء قواعد نظام ديمقراطى قابل للاستقرار، وإذا كانت الأزمة تفاقمت في السنوات الأخيرة، فهذا لأن الدولة لابد وأن تكون على استعداد لاستقبال التحول الديمقراطى التي تمر به في هذه المرحلة.
لافتًا إلى أن عبء التحول الديمقراطى التي تمر به الدولة لا يقع عليها فقط، ولكن هناك القوى السياسية التي من دورها أن تنخرط بكياناتها في هذه التحول.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الدعوات التي نادى بها بعض الشخصيات الحزبية والعامة بشأن تأجيل الانتخابات البرلمانية، هي بالفعل دالة على وجود أزمة سياسية في مصر.
الجريدة الرسمية