رئيس التحرير
عصام كامل

ساعة الصفر بين البلتاجي وأبو إسماعيل!


ما هذا الذي يحدث في مصر الآن؟!.

 نشرت جريدة "المصري اليوم" في 15 ديسمبر الماضي تقريراً صحفياً عن ندوة عقدها حزب الحرية والعدالة بمدينة العاشر من رمضان بعنوان (اعرف دستورك) حيث وصف فيها د. محمد البلتاجي (أمين عام حزب الحرية والعدالة بالقاهرة) الإعلام المصري بـ "الأحول" لأنه يركز على ناحية معينة مع إهمال الناحية الأخرى تماماً.. معتبراً ذلك منافياً تماماً للحيادية والمهنية الإعلامية والأخلاقية، ولا يمت بصلة للنزاهة والشفافية.. محذراً من أن ما سماه ساعة الصفر ستبدأ مع محاولة الانقلاب على العملية الديمقراطية.. مؤكداً أن الإخوان سيقدمون لمصر آلاف الشهداء إذا تم ذلك.

 ويتزامن ما سبق.. مع ما قام به أنصار حازم أبو إسماعيل من حصار لمدينة الإنتاج الإعلامي ملوحين بالتهديد للعديد من الإعلاميين ورفع صورهم وترديد الهتافات ضدهم، فضلاً عن إطلاق اسم "مدينة الإنتاج الإسلامي" عليها.

 ومن الواضح، إن ما سبق كان بمثابة ساعة الصفر بالفعل بدليل ما حدث مع حزب الوفد مساء يوم السبت 15 ديسمبر الماضي مع قرب انتهاء يوم الاستفتاء على الدستور الجديد، وما صاحب ذلك من محاصرة لجبهة الإنقاذ.. وصدور بعض الإشارات والتهديدات للعديد من الجرائد، ومنها: المصري اليوم، والوطن، والصباح، والفجر، والأسبوع. 

 إن حالة الاستقواء والاستعلاء التي يتعامل بها رموز تيار الإسلام السياسي، والذي يترجم فعلياً لتصرفات ومواقف وإجراءات لأتباعهم وأنصارهم في المجتمع المصري هو لعب على أوتار الانقسامات التي من شأنها الوصول إلى خراب المجتمع المصري وتدميره بيد فئة من أبنائه.. ينتمون لتيارات الإسلام السياسي.

 من الواضح أن تيارات الإسلام السياسي تصمم على أن تتعامل مع مصر بمنطق الملكية الشخصية التي ترفض أن يشاركها أحد في مسئوليتها، ومن الواضح أيضاً أن هذا الاتجاه هو ما تدفع به جماعة الإخوان المسلمين تحديداً، ويتبعها إلى الآن العديد من التيارات الأخرى وفي مقدمتها الجماعات السلفية.. وهو ما ينذر بما ذكرته من خراب للمجتمع المصري بعد أن تحولت حالة الإقصاء التي فرضوها على التيارات السياسية في المجتمع المصري إلى حالة الترهيب والفزع والحرق وتدمير الممتلكات، وهي بالفعل (ساعة الصفر).. ولكنها ستكون ساعة الصفر أيضاً لتجربة الإسلام السياسي، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين التي ثبت أنها تمارس الأخطاء نفسها بالشكل والأسلوب نفسه بدون أي استفادة من خبرات التاريخ.

 في تقديري.. لا تزال هناك فرصة ضئيلة من منطلق المسئولية الوطنية أمام تيار الإسلام السياسي لكي يقدم تجربة سياسية جديدة.. ولكنها تتضاءل مع مرور الوقت وتصاعد الأحداث.. فهل من مجيب؟!.

 

 

الجريدة الرسمية