رئيس التحرير
عصام كامل

إيران والغرب.. اتفاق بعيد المنال


لا يبدي أهل طهران تفاؤلا بإمكانية إبرام اتفاق نهائي بين بلدهم ومجموعة الخمسة زائد واحد التي تقودها الولايات المتحدة في المنظور القريب، رغم اقتراب 18 يوليو 2014 الموعد النهائي.

يقول المتابعون إن أمريكا وأوربا تريدان ابتزاز المفاوض الإيراني عبر انتزاع تنازلات تتعلق بالصواريخ الباليستية ودور إيران في دعم المقاومة بل يذهب البعض أبعد من هذا عندما يربط بين غزوة الموصل الأخيرة ورغبة أمريكا في محاصرة المحور الإيراني العراقي السوري اللبناني الذي بدأ يتشكل منذ خروج أمريكا من العراق وأن الهدف الحقيقي وراء هذه الغزوة هو إجبار الإيرانيين على تقديم تنازلات في هذه المفاوضات.

وبينما وضع اتفاق جنيف المرحلي معالم واضحة لحل المسألة النووية، حيث تتوقف إيران عن التخصيب بنسبة تتجاوز الخمسة بالمائة ووضع مفاعلاتها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو تحصيل حاصل، تسعى أمريكا وحلفاؤها لوضع إيران تحت هيمنتها وهو ما يرفضه الإيرانيون بحزم، مما أدى لانتهاء الجولة الأخيرة من مفاوضات الــ(5+1) دون تحقيق أي اختراق مما يعني أن الأزمة الحقيقية لا تدور حول النووي بل حول ملفات ومطالب إضافية يقول المراقبون إن إيران لن ترضخ لها بل ترفض إدراجها من الأساس على لائحة التفاوض.

وبينما حاول البعض أن يتذاكى مروجًا لتحالف إيراني أمريكي لضرب داعش العراق اتخذ الإيرانيون خطوات فعالة وحاسمة لدعم الحكومة العراقية في حربها ضد الدواعش بينما يبدو واضحًا تقاعس الأمريكان عن تنفيذ التزاماتهم تجاه العراق وتسليمه الأسلحة والذخائر التي جرى التعاقد عليها ودُفع ثمنها بالفعل، عبر إمداده بالأسلحة ومن ضمنها الطائرات العراقية التي صادرتها إيران بموجب القرار الدولي 598 الذي يحمل النظام الصدامي مسئولية شن الحرب على إيران عام 1980 ويفرض عليه عقوبات وغرامات حيث تقوم إيران بتسليمها على دفعات للجيش العراقي في نفس الوقت الذي تصر فيه الكويت على استيفاء الغرامات المالية المفروضة على هذا البلد حتى آخر دولار.

يجري هذا في الوقت الذي تقوم فيه شقيقتنا الخليجية الكبرى بإرسال طائرات شحن محملة بالأسلحة لدعم داعش رغم ادعائها الكاذب باعتبار هذه الجماعة إرهابية وتحريم نشاطها!!

يعيش العالم بأسره والمنطقة حالة من التخبط السياسي حيث يبدو واضحًا أن التفاوض الحقيقي يجرى الآن بالنيران في شمال غربي العراق وشرقي سوريا وهي بالمناسبة مناطق يمكن أن تشكل دولة نفطية داعشية تقلب الموازين في سوق النفط العالمية، أما مفاوضات الــ(5+1) فلا تعدو كونها تظهيرًا لنتائج الحرب المصيرية الدائرة الآن.
الجريدة الرسمية